باريس، برلين - القبس والوكالات
كيف تسربت هذه الكمية الهائلة من الوثائق المصنفة «خاصة» و«سرية» و«عالية السرية» من ملفات وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين؟
«دير شبيغل» الألمانية تعتقد أن الــ250 ألف وثيقة تم الحصول عليها من خلال نظام «سبرينت» الذي يتمتع 2.5 مليون موظف أميركي، غالبيتهم في وزارة الدفاع، بحق الدخول إليه، وحتى الوثائق المصنفة «عالية السرية» قابلة للولوج من قبل حوالي 850 ألف أميركي. لذا فإن تسريب المعلومات كان لا بد أن يحصل عاجلاً أم آجلاً.
وتلقي صحيفة لوموند الفرنسية مزيداً من الضوء على كيفية التسرب، وتقول ان لا أحد يعرف رسمياً من يقف وراء تسريب الــ250 ألف وثيقة التي بدأ موقع ويكيليكس بنشرها قبل يومين، لكن السلطات الأميركية تشتبه في تورط العسكري الأميركي برادلي مانينغ البالغ من العمر 23 عاماً.
تم توظيف برادلي جنديا بسيطا في وحدة الاستعلامات التابعة للجيش الأميركي في العراق، حيث سمح له بالعمل على شبكتين معلوماتيتين مؤمَّنتين، يستعملهما العسكريون والدبلوماسيون الأميركيون المنتشرون حول العالم.
كان برادلي يقضي معظم وقته في تصفح شبكة الإنترنت والتنقل من منتدى إلى اخر، بسبب قلة عدد أصدقائه ومعاناته من الملل، وكان يتحدث بين الفترة والأخرى مع أدريان لامو، وهو «هاكر» سابق يعشق استغلال المعلومات.
بدأ أدريان لامو في ربيع 2010 بامتداح صديقه الجديد، لأنه قام بنسخ وثائق سرية من قاعدة بيانات وأرسلها كلها إلى موقع ويكيليكس.
لم يكن اختيار برادلي لأدريان لامو حكيما. فـ «الهاكر» السابق، وبسبب مشاكله السابقة مع القضاء، أبلغ الشرطة عن برادلي وأرسل نسخة من حواراته مع الجندي الشاب إلى مجلة «وايرد» التي نشرت مقتطفات منها.
يظهر برادلي مانينغ في رسائله كرجل شاب مثالي ومثير، حيث تحدث في البداية عن شريط فيديو تظهر فيه مروحية أميركية في بغداد، وقد انطلق منها رصاص رشاشات باتجاه مدنيين، وهو الشريط الذي نشره بالفعل موقع ويكيليكس في ابريل الماضي، ثم يشرح في إحدى الرسائل أنه بعث إلى ويكيليكس قرابة 260 ألف تقرير مصدرها وزارة الخارجية والسفارات الأميركية.
«كنت أستمع إلى الليدي غاغا»
لقد قرأ الجندي الشاب عدداً من الوثائق، وقال انه أصيب بصدمة عميقة من محتواها، «لقد رأيت تسويات سياسية تحمل طابعاً إجرامياً.. أشياء غير معقولة وفظيعة، على الرأي العام أن يطلع عليها بدل أن تبقى في كهف بواشنطن.. ستصاب هيلاري كلينتون وآلاف الدبلوماسيين في العالم بسكتة قلبية حين يستيقظون ذات صباح ويكتشفون أن الرأي العام بمقدوره الاطلاع على وثائق سرية بالكامل بمجرد النقر على محرك بحث على شبكة الإنترنت».
ويروي مانينغ أيضاً الطريقة التي تعامل بها مع الوثائق، «كنت أدخل إلى قاعة الإعلام الآلي وبيدي سي دي للموسيقى، ألغي الأغاني ثم أسجل الوثائق في ملف مضغوط.. لقد كنت استمع إلى الليدي غاغا وأنا أقوم بأكبر عملية اختراق في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية».
لقد كان برادلي بعيداً عن أي شبهات لأن النظام متعثراً، فالخادم ضعيف وكلمات السر يسهل اكتشافها، وأما النظام الأمني لأجهزة الكمبيوتر فضعيف هو الآخر.
لقد تم إيقاف وسجن برادلي مانينغ في الكويت في البداية، ثم نقل إلى قاعدة كونتيكو العسكرية في فرجينيا بالقرب من واشنطن، ليدان في يوليو بتسريب وثائق ومعلومات تخص الأمن القومي، ما يجعله يواجه عقوبة بالسجن تصل إلى 52 عاماً.
يدافع اليوم العديد من الأميركيين عن برادلي مانينغ، حيث يرى فيه اليسار المتطرف شهيد حرية التعبير، فيما أسس البعض لجنة لدعمه تقوم اليوم بتنظيم تجمعات وجمع مبالغ مالية للدفاع عنه.
كيف تسربت هذه الكمية الهائلة من الوثائق المصنفة «خاصة» و«سرية» و«عالية السرية» من ملفات وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين؟
«دير شبيغل» الألمانية تعتقد أن الــ250 ألف وثيقة تم الحصول عليها من خلال نظام «سبرينت» الذي يتمتع 2.5 مليون موظف أميركي، غالبيتهم في وزارة الدفاع، بحق الدخول إليه، وحتى الوثائق المصنفة «عالية السرية» قابلة للولوج من قبل حوالي 850 ألف أميركي. لذا فإن تسريب المعلومات كان لا بد أن يحصل عاجلاً أم آجلاً.
وتلقي صحيفة لوموند الفرنسية مزيداً من الضوء على كيفية التسرب، وتقول ان لا أحد يعرف رسمياً من يقف وراء تسريب الــ250 ألف وثيقة التي بدأ موقع ويكيليكس بنشرها قبل يومين، لكن السلطات الأميركية تشتبه في تورط العسكري الأميركي برادلي مانينغ البالغ من العمر 23 عاماً.
تم توظيف برادلي جنديا بسيطا في وحدة الاستعلامات التابعة للجيش الأميركي في العراق، حيث سمح له بالعمل على شبكتين معلوماتيتين مؤمَّنتين، يستعملهما العسكريون والدبلوماسيون الأميركيون المنتشرون حول العالم.
كان برادلي يقضي معظم وقته في تصفح شبكة الإنترنت والتنقل من منتدى إلى اخر، بسبب قلة عدد أصدقائه ومعاناته من الملل، وكان يتحدث بين الفترة والأخرى مع أدريان لامو، وهو «هاكر» سابق يعشق استغلال المعلومات.
بدأ أدريان لامو في ربيع 2010 بامتداح صديقه الجديد، لأنه قام بنسخ وثائق سرية من قاعدة بيانات وأرسلها كلها إلى موقع ويكيليكس.
لم يكن اختيار برادلي لأدريان لامو حكيما. فـ «الهاكر» السابق، وبسبب مشاكله السابقة مع القضاء، أبلغ الشرطة عن برادلي وأرسل نسخة من حواراته مع الجندي الشاب إلى مجلة «وايرد» التي نشرت مقتطفات منها.
يظهر برادلي مانينغ في رسائله كرجل شاب مثالي ومثير، حيث تحدث في البداية عن شريط فيديو تظهر فيه مروحية أميركية في بغداد، وقد انطلق منها رصاص رشاشات باتجاه مدنيين، وهو الشريط الذي نشره بالفعل موقع ويكيليكس في ابريل الماضي، ثم يشرح في إحدى الرسائل أنه بعث إلى ويكيليكس قرابة 260 ألف تقرير مصدرها وزارة الخارجية والسفارات الأميركية.
«كنت أستمع إلى الليدي غاغا»
لقد قرأ الجندي الشاب عدداً من الوثائق، وقال انه أصيب بصدمة عميقة من محتواها، «لقد رأيت تسويات سياسية تحمل طابعاً إجرامياً.. أشياء غير معقولة وفظيعة، على الرأي العام أن يطلع عليها بدل أن تبقى في كهف بواشنطن.. ستصاب هيلاري كلينتون وآلاف الدبلوماسيين في العالم بسكتة قلبية حين يستيقظون ذات صباح ويكتشفون أن الرأي العام بمقدوره الاطلاع على وثائق سرية بالكامل بمجرد النقر على محرك بحث على شبكة الإنترنت».
ويروي مانينغ أيضاً الطريقة التي تعامل بها مع الوثائق، «كنت أدخل إلى قاعة الإعلام الآلي وبيدي سي دي للموسيقى، ألغي الأغاني ثم أسجل الوثائق في ملف مضغوط.. لقد كنت استمع إلى الليدي غاغا وأنا أقوم بأكبر عملية اختراق في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية».
لقد كان برادلي بعيداً عن أي شبهات لأن النظام متعثراً، فالخادم ضعيف وكلمات السر يسهل اكتشافها، وأما النظام الأمني لأجهزة الكمبيوتر فضعيف هو الآخر.
لقد تم إيقاف وسجن برادلي مانينغ في الكويت في البداية، ثم نقل إلى قاعدة كونتيكو العسكرية في فرجينيا بالقرب من واشنطن، ليدان في يوليو بتسريب وثائق ومعلومات تخص الأمن القومي، ما يجعله يواجه عقوبة بالسجن تصل إلى 52 عاماً.
يدافع اليوم العديد من الأميركيين عن برادلي مانينغ، حيث يرى فيه اليسار المتطرف شهيد حرية التعبير، فيما أسس البعض لجنة لدعمه تقوم اليوم بتنظيم تجمعات وجمع مبالغ مالية للدفاع عنه.