السبت، 18 يونيو 2011

255 نوعا من «الصداع» تغزو رؤوس السعوديين.. والنساء أكثر إصابة

255 نوعا من «الصداع» تغزو رؤوس السعوديين.. والنساء أكثر إصابة

الجلوس الطويل أمام شاشة التلفزيون أحد أسبابه الضوضاء وضغوط الحياة عوامل بارزة في الاصابة بالصداع

(«الشرق الاوسط») جدة: علي مطير
عندما كان السعوديون يلجأون لبعض الخبراء «الشعبيين» في معالجة الصداع بطريقة «عض الجبهة»، لما يسمى بـ «الشقيقة»، وما يعرف حاليا بالصداع النصفي، فإن شركات الأدوية المتخصصة في علاج هذا النوع كانت تتسابق على صنع أدوية ترافق الناس في منازلها بشكل دائم كـ «الاسبرين» و«البنادول»، وسط تنافس إعلاني يصوّر الحياة أحيانا أنها لا تستمر إلا بحبة سحرية للألم.
في الوقت نفسه، وضعت دراسة طبية حديثة أجراها باحث بريطاني متخصص، على نسب الإصابة في دول الخليج العربية، السعودية، في المركز الرابع خليجيا في قائمة الدول الأكثر عرضة للصداع بأنواعه المتعددة، بعد البحرين والإمارات وسلطنة عمان، التي جاءت تباعا بقياس النسبة والتناسب لعدد السكان لتصل في تلك الدول لأكثر من 25 في المائة من الأفراد.
وكانت إحصاءات عالمية أشارت إلى أن رؤوس الخليجيين تستضيف العدد الأكبر من أنواع الصداع البالغ عددها أكثر من 250 صنفاً، ولم تشر الدراسات إلى أن تغطية رؤوس السعوديين بالشماغ أو العقال للرجال، و«الطرحة» للنساء، تعتبر سبباً للإصابة بالصداع.
وقال الدكتور حسين متولي، استشاري الأمراض العصبية في مستشفى سليمان فقيه، لـ «الشرق الأوسط»، إن «الصداع النفسي والصداع النصفي، هما أكثر الأنواع التي يعانيها السعوديون»، من خلال رصده للحالات التي تفد إلى عيادته، مشيرا إلى أن الانغلاق الاجتماعي على المشكلات النفسية، تساهم في رفع معدلات الصداع بأنواعه بين الناس.
وأضاف الدكتور متولي، أن ما نشاهده من تعبير عن الفرح الزائد الذي يصل لحد «الهوس» عند الاحتفال ببعض المناسبات الرياضية، أو ما تقوم به النساء من موجات تسوق عالية، ما هي إلا حالات لإفراغ طاقات مكبوتة نتيجة عدم الحديث أو المكاشفة.
وبين أن الصداع النفسي أو «التوتري»، الذي يظهر على شكل ألم في الرقبة ومن ثم إلى محيط الرأس، هي في الغالب نوبات تدل على وجود علل نفسية أكثر منها عضوية، مؤكدا في الوقت نفسه أن السعوديات أكثر من الرجال في الإصابة بأمراض الصداع المختلفة.
وكان الدكتور البروفيسور هانز كريستوفر، الأستاذ بجامعة إيسبن الألمانية، المتخصص في أبحاث الصداع بصفته مديراً لمستشفى للأعصاب، الذي أجرى الدراسة، كشف أن الصداع العصبي المتولد نتيجة تراكم الهموم والتوتر والتفكير اليومي، في صدارة الأنواع الأكثر فتكا في رؤوس نساء العالم بنسبة 88%، مقابل 68% من الرجال.
وتحتل الصراعات اليومية بين الأزواج أكثر الممارسات اليومية المؤدية له، بينما أشارت الدراسة إلى أن منطقة الخليج تحوي تعقيدات في تفاصيل الموروث الاجتماعي تحولت إلى أسباب منتجة للصداع العصبي بشكل مكثف.
وجاء في الدراسة أن الصداع يزداد تنوعاً وألماً نتيجة سلوكيات خاطئة مثل الجلوس الطويل أمام شاشة التلفزيون، في حين تتعرض النساء لإجهاد يومي، إذ أن عدم القيام بممارسة التمرينات الرياضية في منطقة متجددة الهواء، يزيد من رفع نسبة المتأثرات بالصداع، كما أنه يستوطن بصفة أكثر نساء في سن الشباب، كذلك متوسطات العمر (وبنسبة 3 نساء مقابل رجل واحد)، وفقاً لإحصاءات ودراسات علمية صدرت بدايات عام 2007.
وأشارت الإحصاءات إلى أن كل نوع من الـ 250 عبارة عن نواطق رسمية لأمراض عابرة، وفي حالات قليلة تكون مؤشراً مباشراً على وجود مرض حقيقي، كما أن الصداع النصفي الذي يعتبر من أشد الأنواع ألماً للإنسان، فينسل من تغيرات هورمونية، أو تناول الشوكولاته أو لحوم معلبة أو مصنعة.

ليست هناك تعليقات: