الضابط الشهيد وأطفاله الثلاثة
لم يكن يدري أن رصاصات الغدر تنتظره وهو يحاول أن يشارك في صنع صبح جديد لبلده الكبير مصر ويسهم في استعادة روح الأمن والأمان الذي تحاول آفة الإجرام أن تختطفه من بين أحضاننا مستغلة الظروف التاريخية التي تمر بها البلاد.
وشهيد الواجب الذي نزف دمه وهو واقف في الميدان وقوف الشامخين وحوله العديد من زملائه هو العقيد هشام رفعت الحسيني المتولي مفتش مباحث قسم شرطة مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر والذي تعود جذوره لإحدي جنبات الريف المصري الأصيل حيث تنتمي أسرته الطيبة إلي قرية ميت الصارم, التابعة لمركز ومدينة المنصورة حيث ولد هشام صبيحة 1968/6/19 ووالده مهندس زراعي وله أختان وشقيق ونزح بهم الوالد إلي مدينة المنصورة وكبر هشام وحقق حلمه وحلم والده في الالتحاق بكلية الشرطة حتي تخرج فيها وعمل في عدة مواقع ومنذ ثلاث سنوات كلف للعمل بمديرية أمن البحر الأحمر حيث استمر لمدة عامين بديوان المديرية بالغردقة بادارة البحث الجنائي وخلال الحركة الأخيرة نقل لمدينة القصير ليشغل هناك منصب مفتش مباحث القسم.
والشهيد متزوج من سيدة قاهرية الأصل تدعي إيناس يحيي أمين مصطفي وتعمل بضرائب المبيعات بالقاهرة وأنجب منها أطفالا ثلاثة في عمر البراعم والزهور أولهم هنا في الصف الثالث الابتدائي ثم جنا وهي في الصف الأول الابتدائي أيضا وأخيرا محمد الذي يبقي له شهر ليكمل عامه الأول. حيث يعيش مع أسرته في إحدي مناطق الهرم وقبل أن نتطرق إلي الجوانب الإنسانية المثيرة في حياته وماذا قال عنه زملائه ولماذا أبكي خبر استشهاده مديرية أمن البحر الأحمر بأكملها وأبكي قريته ميت الصارم بالمنصورة.
تعود الحادثة المأساوية إلي بلاغ تلقاه اللواء عبدالعزيز النحاس مدير أمن البحر الأحمر من مأمور قسم شرطة مرسي علم بقيام مجموعة مسلحة بالسطو علي محطة لتموين السيارات علي طريق مرسي علم القصير وسرقة مبلغ مالي من مديرها وفرار الجناة مستقلين إحدي السيارات وبعدها تلقي بلاغا آخر من اللواء مجدي أنور مساعد المدير لفرقة جنوب البحر الأحمر يفيد بقيام تشكيل عصابي أيضا بالسطو علي محطة تموين سيارات مماثلة ولكن هذه المرة بمدينة القصير وسرقة مبلغ من مديرها أيضا وفرار الجناة.
ويقول العميد الدكتور ناصر عباس مأمور قسم شرطة القصير فور أن تلقينا البلاغ وبسرعة فائقة جهزنا القوة الأمنية ولكن كان هناك شيء ملحوظ وهو أن العقيد هشام رفعت مفتش مباحث القسم كان أول المتحركين إلي مدخل طريق القصير قفط واصطحب معه الرائد أحمد الحماسي رئيس مباحث القسم ومعاونيه النقيبين محمود محمد وعبدالسلام مصطفي وكأنه كان علي موعد مع القدر حيث وصل إلي المنطقة المستهدفة وبعده بخمس دقائق تحركت أنا ومعي النقباء هشام الدسوقي وياسر المهدي وعندما وصلنا إلي هناك وجدنا العقيد هشام مصابا في صدره بعدها لفظ أنفاسه, حيث أنه فور وصوله تصادف مع المجرمين وبدأ يطاردهم وعندما شعروا بأنه وزملاءه لن يتركوهم يهربون أطلقوا عليهم وابلا من الرصاص من بنادقهم الألية استقر بعضه في صدر الشهيد وفروا هاربين وكان ذلك حوالي الثالثة فجرا.
ويستكمل العميد ناصر عباس حديثه عن الساعات الاخيرة التي قضاها معه الشهيد بقوله في يوم الحادث قضيت مع هشام اليوم وليلة كاملة ولم يتركني إلا قبل وفاته بدقائق وهي الدقائق التي سبقني خلالها إلي موقع الحادث وكانت الساعات الاخيرة معه غريبة بعض الشيء فقد كان كثير الضحك وتغمره حالة سعادة وكانت له تعليقات جميلة أثناء توقيعنا علي الخدمات وكان وجهه يشع بالنور, ولأول مرة يتحدث أكثر من اللازم عن أسرته التي يفتقدها كثيرا حيث لم يكن يتبقي علي إجازته سوي ثلاثة أيام ولكن القدر حال دون ذلك.
وأجرينا اتصالا تليفونيا مع حسان رفعت الحسيني شقيق الشهيد ونذكر له أنه كان متماسكا في بداية حديثنا معه لكنه لم يستطع الاستمرار حيث قال, قبل أن يهرب مني بأدب أن شقيقه هشام كان بمثابة الشمعة المضيئة ليس لأفراد أسرته فحسب بل لكل قريته وأنه اتصل قبل وفاته بيوم ليطمئن علي الأسرة وقال أن هشام كان دائم القلق علي أسرته وكثير السؤال عنهم وكان متدينا لأبعد الحدود ودائما ير جع لرجال الدين في الأمور التي يري نفسه عاجزا عن ابداء رأيه فيها وكان حنونا لأبعد الحدود وجميع أفراد أسرته يستعينون به لحل مشكلاتهم وهنا طلب مني حسام تركه لخمس دقائق وعندما عاودت الاتصال به رفض الرد فتيقنت أنه تأثر كثيرا ولن يستطيع إكمال الحديث.
وكان المحافظ مجدي القبيصي واللواء عبدالعزيز النحاس مدير أمن البحر الأحمر ومندوب عن القوات المسلحة والقيادات الأمنية والتنفيذية بالبحر الأحمر قد أقاموا صلاة الغائب علي روح الشهيد بجامع عبدالمنعم رياض بمدينة الغردقة, ويواصل فريق البحث الذي شكله اللواء محسن مراد مساعد وزير الداخلية لمصلحة الأمن العام والذي ضم العمداء محمد جاد مفتش الأمن العام بالبحر الأحمر وجرير مصطفي مدير إدارة البحث الجنائي وعلاء عبداللطيف رئيس مباحث المديرية تحقيقاتهم في الحادث حيث كانت التحريات والتحقيقات الأولية وأقوال شهود العيان أن الجناة في بداية الأمر جاءوا عن طريق قفط ـ القصير وقاموا بالسطو المسلح علي سائق السيارة ر قم 3972 ويدعي شاذلي عبدالغني والذي كان قد توقف عند الكيلو 40 لمساعدة سائق السيارة رقم 3659 التي تعطلت في هذه المنطقة فأجبروا سائق السيارة الأولي علي تركها لهم وبعد أن ضبطت الشرطة السيارة التي استخدمها الجناة في تنفيذ جريمتهم وبعد هروبهم استوقفوا أيضا السيارة رقم 4817 نقل البحر الأحمر أثناء سيرها علي طريق القصير ـ قفط واجبروا سائقها ويدعي منتصر عبده من كرم عمران بقنا علي تركها لهم وفروا هاربين وقد أدلي شهود العيان بأوصاف هؤلاء وهم سبعة أشخاص ملثمين ومسلحين ببنادق آلية,
لم يكن يدري أن رصاصات الغدر تنتظره وهو يحاول أن يشارك في صنع صبح جديد لبلده الكبير مصر ويسهم في استعادة روح الأمن والأمان الذي تحاول آفة الإجرام أن تختطفه من بين أحضاننا مستغلة الظروف التاريخية التي تمر بها البلاد.
وشهيد الواجب الذي نزف دمه وهو واقف في الميدان وقوف الشامخين وحوله العديد من زملائه هو العقيد هشام رفعت الحسيني المتولي مفتش مباحث قسم شرطة مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر والذي تعود جذوره لإحدي جنبات الريف المصري الأصيل حيث تنتمي أسرته الطيبة إلي قرية ميت الصارم, التابعة لمركز ومدينة المنصورة حيث ولد هشام صبيحة 1968/6/19 ووالده مهندس زراعي وله أختان وشقيق ونزح بهم الوالد إلي مدينة المنصورة وكبر هشام وحقق حلمه وحلم والده في الالتحاق بكلية الشرطة حتي تخرج فيها وعمل في عدة مواقع ومنذ ثلاث سنوات كلف للعمل بمديرية أمن البحر الأحمر حيث استمر لمدة عامين بديوان المديرية بالغردقة بادارة البحث الجنائي وخلال الحركة الأخيرة نقل لمدينة القصير ليشغل هناك منصب مفتش مباحث القسم.
والشهيد متزوج من سيدة قاهرية الأصل تدعي إيناس يحيي أمين مصطفي وتعمل بضرائب المبيعات بالقاهرة وأنجب منها أطفالا ثلاثة في عمر البراعم والزهور أولهم هنا في الصف الثالث الابتدائي ثم جنا وهي في الصف الأول الابتدائي أيضا وأخيرا محمد الذي يبقي له شهر ليكمل عامه الأول. حيث يعيش مع أسرته في إحدي مناطق الهرم وقبل أن نتطرق إلي الجوانب الإنسانية المثيرة في حياته وماذا قال عنه زملائه ولماذا أبكي خبر استشهاده مديرية أمن البحر الأحمر بأكملها وأبكي قريته ميت الصارم بالمنصورة.
تعود الحادثة المأساوية إلي بلاغ تلقاه اللواء عبدالعزيز النحاس مدير أمن البحر الأحمر من مأمور قسم شرطة مرسي علم بقيام مجموعة مسلحة بالسطو علي محطة لتموين السيارات علي طريق مرسي علم القصير وسرقة مبلغ مالي من مديرها وفرار الجناة مستقلين إحدي السيارات وبعدها تلقي بلاغا آخر من اللواء مجدي أنور مساعد المدير لفرقة جنوب البحر الأحمر يفيد بقيام تشكيل عصابي أيضا بالسطو علي محطة تموين سيارات مماثلة ولكن هذه المرة بمدينة القصير وسرقة مبلغ من مديرها أيضا وفرار الجناة.
ويقول العميد الدكتور ناصر عباس مأمور قسم شرطة القصير فور أن تلقينا البلاغ وبسرعة فائقة جهزنا القوة الأمنية ولكن كان هناك شيء ملحوظ وهو أن العقيد هشام رفعت مفتش مباحث القسم كان أول المتحركين إلي مدخل طريق القصير قفط واصطحب معه الرائد أحمد الحماسي رئيس مباحث القسم ومعاونيه النقيبين محمود محمد وعبدالسلام مصطفي وكأنه كان علي موعد مع القدر حيث وصل إلي المنطقة المستهدفة وبعده بخمس دقائق تحركت أنا ومعي النقباء هشام الدسوقي وياسر المهدي وعندما وصلنا إلي هناك وجدنا العقيد هشام مصابا في صدره بعدها لفظ أنفاسه, حيث أنه فور وصوله تصادف مع المجرمين وبدأ يطاردهم وعندما شعروا بأنه وزملاءه لن يتركوهم يهربون أطلقوا عليهم وابلا من الرصاص من بنادقهم الألية استقر بعضه في صدر الشهيد وفروا هاربين وكان ذلك حوالي الثالثة فجرا.
ويستكمل العميد ناصر عباس حديثه عن الساعات الاخيرة التي قضاها معه الشهيد بقوله في يوم الحادث قضيت مع هشام اليوم وليلة كاملة ولم يتركني إلا قبل وفاته بدقائق وهي الدقائق التي سبقني خلالها إلي موقع الحادث وكانت الساعات الاخيرة معه غريبة بعض الشيء فقد كان كثير الضحك وتغمره حالة سعادة وكانت له تعليقات جميلة أثناء توقيعنا علي الخدمات وكان وجهه يشع بالنور, ولأول مرة يتحدث أكثر من اللازم عن أسرته التي يفتقدها كثيرا حيث لم يكن يتبقي علي إجازته سوي ثلاثة أيام ولكن القدر حال دون ذلك.
وأجرينا اتصالا تليفونيا مع حسان رفعت الحسيني شقيق الشهيد ونذكر له أنه كان متماسكا في بداية حديثنا معه لكنه لم يستطع الاستمرار حيث قال, قبل أن يهرب مني بأدب أن شقيقه هشام كان بمثابة الشمعة المضيئة ليس لأفراد أسرته فحسب بل لكل قريته وأنه اتصل قبل وفاته بيوم ليطمئن علي الأسرة وقال أن هشام كان دائم القلق علي أسرته وكثير السؤال عنهم وكان متدينا لأبعد الحدود ودائما ير جع لرجال الدين في الأمور التي يري نفسه عاجزا عن ابداء رأيه فيها وكان حنونا لأبعد الحدود وجميع أفراد أسرته يستعينون به لحل مشكلاتهم وهنا طلب مني حسام تركه لخمس دقائق وعندما عاودت الاتصال به رفض الرد فتيقنت أنه تأثر كثيرا ولن يستطيع إكمال الحديث.
وكان المحافظ مجدي القبيصي واللواء عبدالعزيز النحاس مدير أمن البحر الأحمر ومندوب عن القوات المسلحة والقيادات الأمنية والتنفيذية بالبحر الأحمر قد أقاموا صلاة الغائب علي روح الشهيد بجامع عبدالمنعم رياض بمدينة الغردقة, ويواصل فريق البحث الذي شكله اللواء محسن مراد مساعد وزير الداخلية لمصلحة الأمن العام والذي ضم العمداء محمد جاد مفتش الأمن العام بالبحر الأحمر وجرير مصطفي مدير إدارة البحث الجنائي وعلاء عبداللطيف رئيس مباحث المديرية تحقيقاتهم في الحادث حيث كانت التحريات والتحقيقات الأولية وأقوال شهود العيان أن الجناة في بداية الأمر جاءوا عن طريق قفط ـ القصير وقاموا بالسطو المسلح علي سائق السيارة ر قم 3972 ويدعي شاذلي عبدالغني والذي كان قد توقف عند الكيلو 40 لمساعدة سائق السيارة رقم 3659 التي تعطلت في هذه المنطقة فأجبروا سائق السيارة الأولي علي تركها لهم وبعد أن ضبطت الشرطة السيارة التي استخدمها الجناة في تنفيذ جريمتهم وبعد هروبهم استوقفوا أيضا السيارة رقم 4817 نقل البحر الأحمر أثناء سيرها علي طريق القصير ـ قفط واجبروا سائقها ويدعي منتصر عبده من كرم عمران بقنا علي تركها لهم وفروا هاربين وقد أدلي شهود العيان بأوصاف هؤلاء وهم سبعة أشخاص ملثمين ومسلحين ببنادق آلية,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق