اليكم المقال :لم تبد الجماهير الرياضية العاشقة لكرة القدم أي رضا أو قناعة عن مستويات الفرق واللاعبين وخرجت ساخطة ورافضة عما قدموه خلال منافسات الاسبوع العاشر للدوري بالرغم من تفاوت النتائج فلم تعد الجماهير تكتفي بالنتائج فقط وتعتبرها المقياس الوحيد لبلوغ حالة الرضا وإنما تغيرت المفاهيم الخاصة بتحديد حجم القناعة وتبدلت المعايير التي تتحكم في مستوي الرضا وأصبحت الجماهير لا ترضي إلا بعناصر القوة والخطورة والسرعة والجماعية ووفرة الإنتاج.. وكلما ارتفعت درجة ومستوي هذه العناصر زاد حجم الرضا وتعمقت القناعة لدي الجماهير.
وقد عبرت هذه الجماهير عن عدم رضاها بصورة مختلفة.. ففي الزمالك هتف البعض أثناء وبعد المباراة أمام طلائع الجيش خاصة بعد أن نجح الأخير في تحقيق التعادل الصعب وهو ناقص الصفوف واحرز هدفا في اللحظات الأخيرة وقع كالصدمة وأثر في النفوس وأفسد الحالة المزاجية لشاغلي المدرجات فراح معظمهم يهتفون وخصوا بهتافهم بعض اللاعبين أمثال عمرو الصفتي الذي اعتبروه مسئولا عن هذا الهدف الغريب مع ان المسئولية تشمل العديد من اللاعبين وربما في أكثر من خط وليس الصفتي هو الوحيد المختص بها.. ورغم احتلال الزمالك قمة جدول ترتيب الأندية وانفراده بالمقدمة بفارق نقطة عن منافسه التقليدي فيها.. إلا ان اعتلاء الفارس الأبيض للقمة لم يشف غليل جماهيره التي واصلت التعبير عن غضبها في المران التالي وصبت جام غضبها مرة تالية علي الصفتي لدرجة مطالبة بعضهم برحيله لولا ان تدخل بعض الموهوبين من اللاعبين أمثال شيكابالا وسعيد وفتح الله وظاهرهم في هذا التدخل حسام حسن الذي نجح في تهدئة الجماهير فصالحت لاعبها المخلص.
أما جماهير الأهلي فإن النهاية التي اختتم بها الفريق مباراته مع انبي كانت سعيدة ومتمشية مع طبيعة الأفلام المصرية وخرج البطل مزهوا بفوز صعب كاد أن يتبدد لولا ان ادركته عناية السماء وهيأت الكرة من تمريرة احمد فتحي العرضية العالية أمام قدم بركات الخالي تماما من الرقابة فلم يتردد في تسديدها أرضية زاحفة سكنت الشباك مرجحة كفة الأهلي وحاصدة له ثلاث نقاط غاية في الغلو والدسامة.. ومع ذلك لم تشفع هذه النهاية عند الجماهير وتزيل حالة الخوف والهلع التي صاحبتهم مع كل هجمة لانبي ومع كل انطلاقة لمهاجميه علي مرمي شريف اكرامي والذي اهتزت شباكه بهدفين وزلزل احمد عبدالظاهر ومن بعده ديفونيه القلوب عندما اربكا كل المدافعين.. وجاء سخط جماهير الأهلي علي صور وأشكال مختلفة غير انها جميعا اجتمعت علي رفضها وعدم رضاها عن الأداء الإجمالي والمستوي المهاري والخططي.. أو الغيابات الواقعية للمجتهدين والموهوبين.. أو التدني الغريب في ترابط وتماسك الأداء وعدم وفرة العطاء للدرجة التي تفوق فيها انبي من الناحية البدنية قبيل النهاية وهي الظاهرة التي لم تكن مرصودة بالأهلي.
جماهير الإسماعيلي هي الأكثر سخطا والأعمق بغضا لأداء فريقها الذي طالما أمتع جماهير مصر كلها بالأداء الرشيق واللمسات الساحرة والتحركات البديعة والإنتاج الغزير.. ومن فرط صدمتها وعمق غضبها انفلت عقال بعضها وخرج يكسر ويدمر كل ما واجهه من سيارات وفتارين وحوانيت.. وهو ما عرض بعضها للاحتجاز رهن التحقيق ومن ثم العقوبات.. صحيح صدمة الجماهير كبيرة ومؤلمة سواء في فريقها أو مجلسها أو نجومها.. ولا يمكن ان يكون هناك أي مبرر للتخفيف والتلطيف من هذه الصدمة خاصة وأن الفريق قد تدني ترتيبه للمركز التاسع حتي وإن كان له بعض المؤجلات غير مضمونة العواقب.. الإسماعيلي يتخبط ويئن تحت وطأة ظروف صعبة وغير مواتية.. فموارده محدودة ولا يعرف مجلسه كيف يتهرب من الضغوط الضرائبية التي أوشك النادي أن يعلن إفلاسه من ملاحقتها.. ولا كيف ينمي دخوله المادية لكي تفي بأوجه انفاق وتغطية مصاريفه.. فضلا عن غياب بعض عناصره الأساسية سواء للإصابة والنقاهة، كما هو الحال مع حسني عبدربه وأيضا أبوجريشة وتواضع مخرجات حمص والسعيد والشحات وعدم عودة أحمد علي لحالته العادية بعد أن علق الشارة الدولية.. أما مارك فوتا الهولندي الذي يتحدث كثيرا وينتج قليلا فيفرض نفسه دون وجه حق علي قلب الفريق لقصور المجلس عن تدبير الشرط الجزائي الكبير.
جماهير الثغر في حالة عدم توازن وتذبذب غريب من حالة ومستوي الزعيم.. مرة في السماء ويقدم عرضا قويا ويحقق نتيجة طيبة.. ومرة في الحضيض ويخسر بغرابة وغزارة وعلي أرضه وبين جماهيره.. ولا يمكن أن يرضي السكندريون ليس عن الهزيمة من بتروجت ٣/٢ فقط وإنما حتي لو تحقق الفوز بدون عرض جيد وأداء رجولي كما ساعده الحظ أمام الحدود الذي كان في أسوأ حالاته.. وما ينطبق علي فوتا الهولندي ينسحب نسبيا علي كابرال البرازيلي وإن كان هناك بعض الفرق في الخبرة والمشوار.. الجماهير الوحيدة التي تشعر بالرضا فهي جماهير بورسعيد المخلصة التي تطمح في المنافسة علي القمة في ظل العروض والنتائج الطيبة التي يحققها الفريق مع مديره الفني مختار مختار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق