الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

رمضان فوق السحاب.


رمضان والناس
يقدمها : أحمد رمضان
رمضان فوق السحاب..شكل تاني
حسابات خاصة لتحديد مواعيد الإفطار والسحور
رئيس رابطة الطيارين السابق: يزداد اقترابنا من الله ونصر علي الصوم عبدالناصر أبوالفضل "رمضان فوق السحاب"" ليس اسما لفيلم للنجم عادل امام.. ينضم إلي أخويه "رجب فوق صفيح ساخن".. و"شعبان تحت الصفر".. ولكنه شكل تاني مع روحانيات الصيام داخل الطائرات التي تحلق فوق السحاب.. اليوم أول أيام الشهر المبارك.. والصوم فوق السحاب عالم آخر لم يعشه معظمنا.. هناك من يستخدم رخصة الافطار في السفر.. واخر يصر علي مواصلة الصوم علي الطائرات.. حيث تحرص بعض شركات الطيران علي توفير اجواء الشهر الكريم فوق السحاب.
"الجمهورية" حلقت مع أطقم وخبراء الطيران والركاب.. ونقلت صورة لشهر الصوم فوق السحاب.
تبدأ الاستعدادات من الأرض من خلال المطبخ الذي يعد وجبات الطعام علي الطائرات يقول المهندس "حسين مسعود" رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران: قبل حلول شهر الصوم يتم احداث تغيير جذري في الوجبات التي تقدم علي الطائرات.. حيث يتم تلبية كل أذواق الركاب.. وتقديم الحلوي الشرقية التي يحرص المسلمون علي تناولها مثل الكنافة والقطايف ولقمة القاضي.. اضافة إلي توفير الزبادي والتمر والخشاف خلال الوجبات علي الرحلات الليلية.. والتي تتزامن مع دخول وقت السحور.. كما يتم توفير وجبات معلبة للركاب الذين يحرصون علي مواصلة الصوم.. كما نحرص من خلال شركة الأسواق الحرة التابعة لمصر للطيران خلال شهر الصوم علي عرض ملابس الاحرام بصالات السفر والترانزيت لخدمة المعتمرين.
يقول الكابتن "علاء عاشور" رئيس شركة مصر للطيران للشحن الجوي: لقد عايشت خلال عملي كطيار طوال عشرات السنين هذه الأجواء الروحانية لشهر الصوم فوق السحاب.. ورغم وجود عدة فتاوي من المشايخ بإباحة الفطر للطيارين إلا أنهم يحرصون علي مواصلة الصوم.. خاصة علي الرحلات الصغيرة إلي أوروبا والمنطقة العربية.. حيث لا يسمح استمرار عمل الطيارين بقضاء ما عليهم من أيام.. مع الأخذ برخصة الافطار في الرحلات الطويلة التي تتطلب جهدا وتركيزا ويقظة دائمة.
يقول الطيار "هشام الديب" رئيس رابطة الطيارين المصريين السابق: إن شهر رمضان له مذاق خاص ومتميز فوق السحاب.. حيث يشعر الفرد بأنه قريب من الله من خلال الدعاء المستمر بأن يحفظه ويعيده سالما إلي أسرته.. لذلك يحرص أطقم الطائرات من الطيارين والمضيفين علي مواصلة الصوم.. خاصة ان طبيعة عملهم تتطلب استمرار الطيران طوال العام وصعوبة تعويض اليوم الذي يفطرونه.. ولكن هذا الأمر يجب أن يكون في الحدود التي لا تؤثر علي سلامة وصحة الطاقم المسئول عن أرواح المئات من الركاب.. حيث يتعرض جسم الراكب والطاقم خلال الرحلات الطويلة إلي حالة جفاف تتطلب تناول السوائل بكثرة.. لذلك فإننا ننفذ في الرحلات الطويلة مثل نيويورك وطوكيو فتوي الافطار.
ويتذكر "الديب" أحد المواقف الطريفة التي واجهته فوق السحاب ويقول: خلال احدي الرحلات إلي مدينة كوبنهاجن وبعد تناولي الافطار فوجئت بأن موعد الفجر بعد ساعتين فقط من الافطار أي أنني تناولت وجبة واحدة فقط خلال وقت الافطار وواصلت بعدها الصوم وعند عودتي إلي مصر لجأت إلي النوم للراحة. وعن كيفية تحديد موعد الافطار فوق السحاب يقول "الديب": إن ذلك يقع علي عاتق قائد الطائرة.. من بين المسئوليات الجسام التي يتحملها.. وهناك عدة خطوات يتخذها قائد الطائرة لتحديد موعد الافطار وإبلاغه للركاب الصائمين.. حيث يتم تحديد الموعد بعد هبوط الشمس تحت الأفق بثلاث درجات.. وهذا الأمر يحتاج إلي خبرة لدي قائد الطائرة وعلم بالقياسات الاسترشادية لمعرفة الغروب فوق المناطق التي يطير فوقها.. فمثلا عندما اطير فوق لندن يتم تحديد وقت الافطار بفارق نصف ساعة بعد افطار لندن.. أي أن الأرض تفرق علي اجوائها بحوالي نصف ساعة وهي عملية تقديرية تتطلب خبرة لدي الطيار.
نقطة مهمة تواجه الصائمين من المعتمرين فوق السحاب وهي ميقات ارتداء ملابس الإحرام يوضحها "أيمن نصر" رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية قائلا: منذ 12 عاما قامت السلطات السعودية بتحديد ميقات الاحرام لركاب الجو القادمين من مصر بمنطقة تبعد 45 ميلا بحريا عن جدة وتم تحديدها بعلامات معينة علي الطرق الجوية وعلي الخرائط لذلك فإن قائد الطائرة قبل دخول هذه المنطقة يقوم بتنبيه الركاب.
رغم الاستعدادات الكبيرة لكل الجهات في شهر الصوم إلا أن الركاب لهم بعض الملحوظات التي تستحق أن يأخذ بها المسئولون بشركات الطيران خلال الأيام المتبقية من شهر الصوم يقول الدكتور "محمد إبراهيم" والقادم علي رحلة مصر للطيران القادمة من الكويت: إذا كانت شركات الطيران تسعي لتقديم خدمات متميزة تليق بمكانة شهر الصوم فلماذا لا نشاهد مضيفات محجبات علي الطائرات المصرية في هذا الشهر خاصة علي الرحلات العربية والمتوجهة إلي الأراضي المقدسة؟! إن هذا المنظر نشاهده علي معظم شركات الطيران العربية والإسلامية وإذا كان الإسلام هو الدين الرسمي ومصدر التشريع في الدستور المصري فليس أقل من تنفيذ ذلك ولو في شهر رمضان فقط.
يقول "إسماعيل حمودة" والقادم علي الطائرة المصرية من جدة: لقد طلبت من المضيفة توفير مصحف لقراءة القرآن بعد أن نسيته في الحقيبة التي تم وزنها إلا أنها أخبرتني بعدم توفر ذلك الطلب فلماذا لا توجد بعض المصاحف أو الكتب الدينية أو المجلات والصحف الدينية علي رحلات مصر للطيران خلال شهر الصوم؟

ليست هناك تعليقات: