قبل14 يوما فقط من انطلاق ثاني أكبر السباقات الانتخابية في الولايات المتحدة, سارع الحزب الديمقراطي الأمريكي الحاكم أمس إلي تكثيف وتيرة حملته الدعائية
و ذلك من خلال إشراك شخصيات ديمقراطية محبوبة للأمريكيين كالرئيس السابق بيل كلينتون. ثم الجولات المكوكية لأوباما في الولايات لدعم مرشحي الحزب, في محاولة لإنقاذ موقف الحزب وصورة الرئيس في هذه الانتخابات.
ففي تحرك هو الأول من نوعه منذ بدء حملات الدعاية, حث الرئيس الأسبق بيل كلينتون- أو الساحر كما دأب الأمريكيون علي وصفه خلال فترة رئاسته- الناخبين الديمقراطيين علي ألا يؤثر غضبهم إزاء الركود الاقتصادي علي موقفهم من انتخابات التجديد النصفي.
وقال كلينتون في خطاب ألقاه في ولاية كاليفورنيا خلال تجمع لحشد الدعم للمرشحين الديمقراطيين: إن الانتخابات المقبلة هي صدام للأفكار, وأنه ينبغي ألا نسمح بتحويلها إلي استفتاء حول خيبة أمل الناس وغضبهم.
أما أوباما- الذي زار حتي الآن أربع ولايات هي بنسلفانيا وفلوريدا وديلاوير وماساتشوسيتس- فسيواصل جولته التي تستمر11 يوما وستأخذه إلي خمس ولايات أخري بهدف دعم مرشحي الحزب الديمقراطي, أو ربما دعم مرشحي الحزب الجمهوري أمام مرشحي تيار حفلة الشاي اليميني المتشدد, في مفارقة غريبة.
والولايات الخمس التي سيزورها أوباما هي ولاية أوهايو الاستراتيجية, حيث ستكون معه زوجته ميشيل للمرة الاولي منذ حملة الانتخابات الرئاسية التي فاز بها عام2008, ومن أوهايو سيتحرك بعد غد- الأربعاء- إلي ولايات أوريجون وكاليفورنيا ونيفادا.
ومن جانب آخر, لم تكد تمر24 ساعة علي التحذيرات المتشائمة التي رسم خلالها كل من تيموثي جيثنر وزير الخزانة الأمريكي وبن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ـ البنك المركزي ـ صورة مقلقة عن الاقتصاد الأمريكي وقدرته علي التعافي من الأزمة التي أدخلته فيها إدارة الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش, حتي صدقت توقعاتهما.
فقد أعلنت السلطات الأمريكية أمس إغلاق ثلاثة بنوك جديدة في كنساس وميسوري, ليرتفع عدد البنوك التي أعلنت إفلاسها خلال العام الحالي إلي132 بنكا.
والبنوك التي أغلقت هي سيكيورتيز سيفينج بنك إف.إس.بي في كنساس, وويست بريدج بنك أند ترست كومباني في ميسوري, وبريميير بنك في ميسوري أيضا, والذي يعتبر أكبر البنوك المغلقة بين الثلاثة حيث يصل حجم أصوله إلي1.1 مليار دولار, وتبلغ ودائعه مليار دولار.
وأوضحت الهيئة الفيدرالية الأمريكية للتأمين علي ودائع البنوك أن تكلفة إغلاق البنك ستبلغ نحو406.9 ملايين دولار.
وأشارت الهيئة الفيدرالية إلي أن أصول سيكيورتيز سيفينج بنك تبلغ508 ملايين دولار, وتبلغ ودائعه397 مليونا, وسيتكلف إغلاقه82 مليون دولار.
أما بنك ويست بريدج فتبلغ أصوله5,91 مليون دولار, بينما تبلغ ودائعه5,72 مليون, وسيتكلف إغلاقه19 مليون دولار.
يذكر أن مسلسل إفلاس البنوك كان قد بدأ في25 سبتمبر2008 عندما أعلن بنك ميوتشيوال إفلاسه مسجلا أكبر انهيار مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة, ومنذ ذلك التاريخ انهار أكثر من280 بنكا.
ومن المتوقع أن ينخفض عدد البنوك بالولايات المتحدة إلي خمسة آلاف في العقد القادم من7932 في العقد الماضي, وذلك بسبب عمليات الاندماج والانهيار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق