الخميس، 16 يونيو 2011

قصص ونوادر عبد الوهاب وام كلثوم وعبد الحليم مع عبد الناصر والسادات و " رسائل أنيس منصور "

حكايات ومخاوف النجوم حجاب يهودي لحليم وحمام عبد الوهاب أهم   لهنّ – شيرين صبحي وقيعة بين حليم والموجي
أما عبد الحليم فكان يضع الأحجبة في جيوبه وأحيانا حول رقبته، وقد أعطاه حاخام فرنسي حجابا من جلد الغزال عليه كلمات عبرية، والحاخام هو الذي قال له: احترس من واحدة اسمها أم أمين.. ولسوء الحظ كانت أم أمين هي حرم الملحن محمد الموجي، وقد طلب عبد الحليم من أخته أن تغير مفارش السرير وكل غرف النوم، وكلها نصائح الحاخام الإسرائيلي الذي قدمه بليغ حمدي إلى عبد الحليم أيام كان مريضا في باريس، وفي ذلك الوقت كان الخلاف شديدا بين بليغ ومحمد الموجي..!

وكان عبد الوهاب إذا أحس بأنه هدف للحسد، فإنه يدندن أو يتمتم ثم يختفي في غرفته ليقرأ القرآن الكريم، أو يردد دعاء قد حفظه عن شوقي أمير الشعراء.. كذلك كان يتضايق من اللبنانيين إذا رأوه يأكل بشهية مفتوحة، ان يقولوا له: صحتين!

ولما ماتت أم كلثوم، كان عبد الوهاب في حالة نفسية سيئة للغاية، ولكن كان لابد أن يعلق للصحافة فقال كلاما جميلا، على أن قال له أحد الصحفيين: أظن يا أستاذ أنك مبسوط ولو قليلا؟
-          إزاي؟
-          يعني أم كلثوم كانت منافسة قوية لك على عرش الطرب.
-          هذا صحيح.. كما أن العبط منافس لك على عرش الصحافة!

كان عبد الوهاب مثل توفيق الحكيم الذي لا يحب أن يقول أنه يقرأ لأحد من الأدباء حتى لا يتهمه أحد بالسرقة، لكنه تعرض لهجوم عنيف واتهم بالسرقة ولم ينقذه إلا الرئيس جمال عبد الناصر.. فعندما ذهب إلى روسيا وجد أن الروس ينسبون كل الاختراعات على علماء روس مع إنها اختراعات ألمانية وأمريكية وفرنسية، فلما عاد من روسيا ووجد الحملة الضارية على توفيق الحكيم، أمر بوقفها على الفور وقال: إن الروس يضيفون إلى حسابهم كل ما اخترعه العالم،

الموسيقار محمد عبد الوهاب
ونحن نجرد توفيق الحكيم من كل شيء ونضيفه هو إلى العالم ونحذفه من تراث مصر..!

ولكن عبد الناصر لم يتحرك لوقف الحملة التي شنها الأستاذ محمد التابعي على عبد الوهاب ويتهمه فيها بأنه سرق ألحانه من الشرق والغرب، ونقل التابعي وصحف "أخبار اليوم" كل ما يقوله الملحنون الحاقدون على عبد الوهاب.. ويقال إن حملة التابعي كانت شخصية، وكان عبد الوهاب في غاية الضيق ولكنه قال: إن ما يكتبه محمد التابعي يهم بعض القراء، أما الذين يتذوقون الغناء والطرب فعندهم طلب واحد هو أن يقدم لهم التابعي ألحانا بصوته لا تتأثر بالشرق أو الغرب..!

وماتت الحملة وعاشت ألحان عبد الوهاب..!
عبد الحليم حافظ
ذات يوم طلب الرئيس الراحل أنو السادات أن يستمع إلى موسيقى النشيد الوطني المأخوذ من أغنية "بلادي بلادي" لسيد درويش.. جاء محمد عبد الوهاب وكان يمشي ببطء ويرى بصعوبة، ووقف السادات يندهش لهذا الذي يراه، فالرجل الذي أضاء الليالي وأسعد القلوب وأبكاها عشرات السنين لا يرى شبرا واحدا أمامه..!

قال عبد الوهاب: يا فخامة الرئيس.. لقد عملنا لحنا واحدا ثلاث سرعات، والأمر لك في تقرير ما الذي تراه مناسبا.

بدأ السادات يستمع ومعه الكاتب أنيس منصور إلى اللحن السريع ثن الأبطأ وأخيرا اللحن البطيء.. وقال السادات لعبد الوهاب: أيهما تفضل يا محمد؟
قا لعبد الوهاب: أنت صاحب القرار يا فخامة الرئيس!
قال السادات: ما رأيك أنت يا أنيس؟
قال: اللحن المتوسط.
قال السادات: لا.. بل اللحن البطيء.. فنحن نريد الهدوء والسلام لا نريد دعوة للحرب.. تعبنا والله يا محمد.. نريد أن نهدئ اللعب لنتفرغ للجد.. أسمعني اللحن البطيء.
وسمعوا اللحن البطيء مرة وثالثة ورابعة.. فقال السادات: أيوه كده تمام.. كده كويس يا محمد.. خلاص على بركة الله.
وضحك محمد عبد الوهاب وهو يخرج ورقة من جيبه: لقد كسبت الرهان يا فخامة الرئيس.. فقد تراهنت مع زوجتي.. أنا قلت: إن فخامتك سوف تختار اللحن البطيء، وقالت هي: أبدا سوف يختار اللحن السريع.
وضحك السادات وهو يقول: طبعا لو كانت الستات بتحارب لاخترن البطء، ولكنهن لا يحاربن.. إنهن يردن أن نحارب لكي يتخلصن منا.. هاها.. هاها!

أنيس منصور
يروي إبراهيم عبد العزيز في كتابه أن خوف عبد الوهاب من الحرب لا نهاية له، ويكفي أنه في حرب 1967 فكر موسيقار الأجيال في أن يهرب إلى أي مكان في الدنيا ولكنه لم يجرؤ على ذلك.

في إحدى السنوات كان عبد الوهاب في باريس، ومن هناك سافر إلى مرسيليا بالقطار، وتوقف في أحد الفنادق قبل السفر، ولكن محمد عبد الوهاب دخل الحمام وغاب طويلا حتى أبحرت السفينة، ولم يجرؤ أحد أن ينبهه إلى ذلك، فهو لا يحب أن يوقظه أحد إذا نام، ولا أن يدق عليه الباب وهو في الحمام، ولا أن يقاطعه وهو يلحن أو يدندن.. وبعدها قال عبد الوهاب: هناك كل يوم باخرة، ولكن لا أضمن الراحة في الحمام، ولذلك فالحمام أهم من الباخرة مهما استغرق ذلك من وقت..!

يحكي أنيس ذكرياته عن أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم، ويخبرنا أن ثلاثتهم كانوا يؤمنون بالحسد.. أم كلثوم بنت ريفية تقول في سرها الآيات القرآنية "سلام قولا من رب رحيم"، "فأغشيناهم فهم لا يبصرون"، و"من شر حاسد إذا حسد".

ليست هناك تعليقات: