حسين حمزة | ||
بعد دقائق.. كان الرجل يقف أمام اللواء علي سلطان مدير المباحث يتصبب عرقا.. يتحدث بصعوبة بشفاه مرتعشة.. وغير قادر علي الوقوف علي قدميه! أجلسه الضابط وطلب منه أن يروي حكايته.. قال الرجل: < أنا رجل بسيط.. أعمل مزارعا منذ طفولتي.. وعندما بلغت العشرين عاما.. قررت أن أكمل نصف ديني.. تزوجت للمرة الأولي.. كنت أظن ان الجنة فتحت لي أبوابها.. لكني اكتشفت انني كنت واهما.. المشاكل اليومية بسبب ضيق ذات اليد دفعت زوجتي لطلب الطلاق.. وبالفعل انفصلنا! ـ تسقط من العجور دمعتان وهو يتذكر حكايته ثم يكمل: < حاولت نسيان التجربة.. لكن أهلي وأصدقائي ضغطوا عليَّ فكانت الزيجة الثانية، وصدق إحساسي وفشلت أيضا، وبمرور السنين كررت هذه التجربة الفاشلة خمس مرات.. دون أن أحصد الحلم الذي كنت أعيش من أجله بإنجاب طفل يحمل اسمي. رشح لي بعض أهل الخير ببلدتي ـ سمالوط ـ سيدة مطلقة تصغرني بأربعين عاما.. حكيت لها ظروفي بكل صراحة.. ردت علي بوعد قطعته علي نفسها انها ستعوضني خيرا ولن تتخلي عني لحظة واحدة.. حمدت الله.. ولأول مرة أشعر بطعم الفرحة في حلقي. وجاءت البشري التي انتظرتها بفارغ الصبر.. وقالت لي: مبروك أنا حامل! .. أخيراً سيأتي من يحمل اسمي ـ سأسمع كلمة »بابا«.. كنت أعد الساعات والدقائق حتي تنتهي فترة الحمل ويتحقق حلمي.. لكن زوجتي استكثرت عليَّ فرحتي.. عكننت علي عيشتي.. وأصبحت تتشاجر معي علي أتفه الأسباب وأخيراً انفصلنا بعد وصول الطفلة إلي الدنيا! ـ مرة أخري تهزمه دموعه.. ثم يعود ويستطرد قائلا: < اسودت الدنيا في وجهي.. تمنيت لنفسي الموت فلم يعد لي ما أعيش من أجله.. لكن شيئا ما استوقف أحزاني. وأيقظني من حالة الانكسار التي استسلمت لها.. عندما وصلني خبر يفيد ان طليقتي كانت علي علاقة مشبوهة بأحد الأشخاص وهي علي ذمتي.. كما انني عقيم.. إذن الطفلة بنت من؟! اشتعلت النار في قلبي.. بدأت أبحث عن الحقيقة.. فسألت عن الطفلة أكثر من مرة لأقضي معها بعض الوقت لكنها كانت تخرج عليَّ بأي حجة تبرر عدم وجودها حتي عرفت انها ماتت! ـ يقاطعه مدير المباحث: ماذا يدور في رأسك الآن؟! < اتهمها بقتل ابنتي والحمل سفاحا تصدر التعليمات للرائد سعد عبدالجواد رئيس مباحث مركز سمالوط بتحرير محضر بأقوال العجوز.. وخلال دقائق يلقي النقيب.. أحمد حسن ومحمد منير القبض علي الزوجة.. بمواجهتها بأقوال طليقها حاولت تبرير موقفها ان الطفلة توفيت طبيعيا.. لكن التحريات التي توصل إليها العميد ياسر عيسي رئيس المباحث الجنائية كشفت أن المتهمة كانت تربطها علاقة آثمة بأحد شباب القرية وأسفرت عن حملها منه سفاحا في غيبة الزوج.. وأمام إلحاح طليقها بسؤاله عن الطفلة واتهامه لها بالزنا.. تخلصت من الطفلة بدس سم الفئران لها في الطعام حتي ماتت بين يديها.. ثم حملتها بين ذراعيها دون أن يتحرك لها ساكن.. ودفنتها وأوهمت أسرتها أنها ماتت ميتة طبيعية! . أمر اللواء ممدوح مقلد مدير أمن المنيا بإحالتها إلي نيابة سمالوط.. وباشر معها التحقيق هاني صلاح وكيل أول النيابة بإشراف المستشار عمرو مختار المحامي العام لنيابات المنيا الذي أمر بحبسها علي ذمة التحقيق بتهمة قتل طفلتها عمداً والترصد.. واستخراج جثة الطفلة ـ ابنة العام الواحد ـ وتشريحها بمعرفة الطبيب الشرعي ثم أعادة دفنها. مضت الشيطانة إلي محبسها.. متماسكة.. حادة الملامح.. بينما يغادر العجوز المنكوب سراي النيابة وهو يردد باكيا: ـ حسبي الله ونعم الوكيل ! |
***** أنت ألآن فى مدونة ال 344,052 زائر حسب أحصاءجوجل **** 208000 زائر من 126 دولة أحدث دولة Montenegro حسب أحصاء Flag Counter ترتيب المدونة عالميا" : Alexa Traffic Rank: 1,582,240 : ومصريا" Traffic Rank in EG: 14,884: حسب توثيق مؤسسة Alexa بتاريخ 24 نوفمبر 2011 ***** الله يرحمك ياولدي واتمني من كل اللي يدخل يدعيلو بالرحمه
السبت، 15 أكتوبر 2011
وجاءت البشري التي انتظرتها بفارغ الصبر.. وقالت لي: مبروك أنا حامل!
مرسلة بواسطة
محمد سيد نجا
في
9:36 م
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركةالمشاركة على Xالمشاركة في Facebookالمشاركة على Pinterest
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق