الجمعة، 11 مارس 2011

استئناف الدوري ضرورة حتمية لإنقاذ الأندية من الإفلاس والجماهير من الاكتئاب

قبل اجتماع صقر مع ممثلي الاندية‮ ‬غدا


استئناف الدوري ضرورة حتمية لإنقاذ الأندية من الإفلاس والجماهير من الاكتئاب

تحقيق‮ :‬‮ ‬شوقي حامد

استئناف الدوري واستكمال اعرق المسابقات الرياضية علي الاطلاق‮.. ‬أم تجميد النشاط أو حتي تخليق مسابقة بديلة؟ هو السؤال الأهم والصوت الاعلي الذي‮ ‬يتردد صداه في جميع انحاء الساحة الرياضية الان‮.. ‬وقبيل اجتماع المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة اليوم مع ممثلين عن اندية الدوري الممتاز ثم‮ ‬غداً‮ ‬مع ممثلي أندية الدرجة الاولي لبحث ودراسة الوضع النهائي قبل اتخاذ قرار بعودة أو الغاء النشاط دعونا نعترف أن الرياضة تمثل احدي وسائل بناء الامم والشعوب‮.. ‬وان الشعب كل الشعب بكافة فئاته وطوائفة وشرائحة في حاجة ماسة للنشاط الرياضي الذي‮ ‬يمثل الهواء والغذاء والكساء للشعوب المتحضرة والمتمدينة‮.. ‬وأن عودة الدوري حتي مع احتمالات وجود اخطاء وحتي مع قبول بعض التضحيات والتي تعود الشارع المصري علي قبولها بين الحين والآخر في الفترة الاخيرة اصبح من الاشياء الضرورية والحتمية حالياً‮.. ‬عودة الدوري لا تسيئ للثورة الشبابية الميمونة التي‮ ‬غيرت الكثير من القواعد والنواميس والانظمة‮.. ‬وانطلاق الانشطة شيئ مطلوب ومرغوب تمهيداً‮ ‬لغاية الاستقرار التي ننشدها ونتمناها‮.. ‬ولابد وأن‮ ‬يعلم الجميع أن الرياضة وكرة القدم علي وجه الخصوص صناعة اقتصادية هامة لابد وأن نضخ فيها الدعاء وأن نحرك فيها السواكن ونذيب فيها الجليد الذي تراكم‮.. ‬وإذا كان البعض‮ ‬يرفع شعار الثورة والتي لا ننكرها ونباركها فأن هذا الشعار لن‮ ‬يتأتي بعودة الدوري وإلا لكان حفيا بنا أن نلغي مصانع المواد الكمالية كالشيكولاتة والشيبس والمياه الغازية‮.. ‬أو نوقف انتاج الأفلام والمسلسلات‮ »‬الكوميدية‮«.. ‬أحترامنا للثورة لن‮ ‬يتأثر بمناداتنا للحراك الاجتماعي والتنشيط الرياضي والتفعيل الثقافي فهذه الامور ضرورة من ضروريات اي مجتمع‮ ‬يسعي لاعادة موقعة ومنزلته بين المجتمعات المستقرة‮.‬

يقول د‮. ‬طه إسماعيل الخبير بالاتحادين الدولي والافريقي‮.. ‬عودة الدوري واستكمال المسابقة الجماهيرية ذات الشعبية الاولي اصبح ضروريا بل وحتميا في ظل عودة الاحوال التي تمر بها البلاد الي اوضاع شبه الطبيعية‮.. ‬ولاشك أن عودة الحياة إلي الابسطة الخضراء والمدرجات الفقراء‮ ‬يزيد من الحراك المجتمعي ويضاعف من حالة التماسك والتلاحم بين الجماهير‮.. ‬أما موعد أنطلاق المنافسات الفعلية فهذا قرار سيادي لا نملك ان نحدده لان الكرة الان في ملعب المسئولين التنفيذيين بقطاعات الدول المختلفة خاصة في المجلس القومي للرياضة بالتنسيق مع اتحاد الكرة‮. ‬وإذا كانت الرؤية الفوقية لهولاء المسئولين تقضي بعدم استكمال الدوري فربما كان لديهم بعض الحق والنظرة الشاملة الاعمق‮.. ‬وفي هذه الحالة لن‮ ‬يكون هناك بطلا للموسم الحالي لان البطولة تفتقد للبطل مع نهاية المسابقة‮.. ‬ولا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يعتد بنتيجة الدور الأول فقط‮.. ‬كما أن لن‮ ‬يكون هناك هبوطا وصعودا أو انما‮ ‬يكون جمودا للاوضاع علي ما هي عليه وتبقي مشاركات الاندية في البطولات الافريقية كما كانت في الموسم الحالي‮.‬

تجربة صعبة ويقول الكابتن هشام عزمي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق والخبير الرياضي لقد عشنا مثل هذه التجربة القائمة والصعبة في حقبة الستينات عندما تم تجميد النشاط الرياضي لدواعي حرب ‮٧٦ ‬الظالمة‮.. ‬ولقد قضت التجربة علي بعض الرموز الرياضية الفذة والموهوبة امثال كابتن رفعت الفناجيلي وحمادة أمام وطه إسماعيل وغيرهم‮.. ‬وحتي في عام ‮٣٧ ‬عام الحرب المظفرة تم الغاء الدوري واحتكموا لدوري المجموعتين بدوره تنشيطية سريعة أسموها كأس اكتوبر ولم‮ ‬يكن لها مذاق أصيل وجميل كما كان للدوري‮.. ‬استئناف الدوري له العديد من المزايا الفنية والمادية والمعنوية وهو مطلب جماهيري لكل الناس حيث ان الرأي العام في ايامنا كان‮ ‬يتفق علي حبه للحوم المطهية والأغاني الكلثومية واللعبة الشعبية‮.. ‬ولعل الثورة الميمونة ازالت الفواصل وقربت المسافات والفت العديد من الفساد‮.. ‬وقد‮ ‬يكون لها بصمات وعلامات علي التلاحم الشعبي والارتباط الجماهيري وتكون الكرة مجالا لاختبار هذا التمسك اما إذا رأوا الغاء الدوري فلا‮ ‬يوجد بطل ولن‮ ‬يكون هناك هبوطا او صعودا لان هذه الادور مرتبطة باستكمال المسابقة‮.‬

ويقول كابتن مازن مرزوق الخبير بشئون المسابقات الكروية أنه لا تعارض بين الانشطة الرياضية‮.. ‬كرة القدم تمثل لكل الأجيال المتنفس الجميل والمخرج الأكيد للحالة المزاجية‮ ‬غير المستقرة التي تسود الشارع الرياضي بل والشارع المصري بوجه عام‮.. ‬ولست إبالغ‮ ‬لو قلت أن تجميد أو إلغاء النشاط الثقافي الرياضي فيه الكثير من الخراب والدمار لعناصر متعددة سواء اكانت‮ ‬اندية ام مدربين أم لاعبين‮.. ‬وإذا كنا نخشي علي الجماهير فقد أكدت هذه الجماهير وعيها وادراكها في اختبارات كثيرة منها مباراة الزمالك الافريقية ومباريات الاهلي الودية التي‮ ‬غابت فيها قوات الامن النظامية وظهرت فيها العناصر الواعية وتجلت فيها المشاعر الوطنية الناضجة‮.. ‬أما إذا كان القرار النهائي الغاء الدوري فلا‮ ‬يوجد بطل ولا‮ ‬يكون هناك صعوداً‮ ‬وهبوطا ويبقي الحال علي ماهو عليه‮.‬



ليست هناك تعليقات: