السبت، 16 أبريل 2011

«السلطة المطلقة، مفسدة مطلقة»قصة ثورات مصر من يوليو 1952 - هزيمة يونية 1967 -مايو1971 - يناير 2011

***

.. يقول «مكسيم غوركي» - أحد اعظم من انجبته روسيا الادبية - .. «السلطة المطلقة، مفسدة مطلقة»، ومن هنا حدث كل الجاري ذكره في السطور اللاحقة!

٭٭٭

.. في 23 يوليو عام 1952، انتفض الضباط الاحرار في الجيش المصري، واطاحوا بنظام الاسرة - «الالبانية» الاصل – الحاكمة ممثلة بالملك فاروق الذي غادر وطنه على متن اليخت «المحروسة» الى جزيرة «كابري» الايطالية ليعيش منفيا حتى وافاه الاجل في عام 1965 بعد ان «غص» بقطعة «بفتيك» متبلة بالفلفل.. الاسود!! «اللواء نجيب» و«عبدالناصر» و«صلاح سالم» وشقيقه «جمال سالم» و«خالد محيي الدين» و«يوسف صديق».. وغيرهم، اطلقوا صيحتهم ضد.. «الفساد والمفسدين وفلول اللصوص والحرامية والانتهازية من رجالات العهد البائد»، لتستقبل زنازين السجون في «طره» و«القلعة» و«القناطر».. رموز النظام الملكي المنهار من «طليان وباشوات وبهوات»، لتأتي.. «لجان التطهير» و«تقش» البقية الباقية من ازلامهم في الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية، بعدها جاءت لجان التأميم والحراسة لتصادر القصور والفيلات والاراضي والاطيان، ليأتي دور فيلم «رد قلبي» و«ثقافة الثورة الجديدة وانتصار الفلاحين والعمال» و.. ليتزوج ثلث الضباط الاحرار من ثلث فنانات مصر، حتى جاءت.. «الوكسة» في عام النكسة 1967!! اصبح المشير «عامر» و«علي شفيق» و«مها صبري» والعديد من كبار ضباط القوات المسلحة من.. «الفلول الفاسدة التي وجب استئصالها، وممن جعلوا من المؤسسة العسكرية مزرعة خاصة لهم ولاولادهم واحفادهم ونزواتهم».. الى اخره!! انتهت مرحلة الفساد الاول بقيام ثورة يوليو، والفساد الثاني بسقوط عصابة المشير، لتأتي مرحلة «الفساد الثالث» بثورة «مايو المجيدة» التي اطلقها الرئيس الراحل «انور السادات» بهذا الاسم، وبلغ النفاق بكتاب صحافة النظام – في ذلك الزمان – ان كتب احدهم مقالا تحت عنوان.. «مايو.. يا حبيبي»!! بطش السادات بـ«الفساد والمفسدين ومراكز القوى والقطط السمان التي نهبت ونهشت وبلعت، فاستقبلت السجون.. علي صبري وحسين الشافعي وشمس بدران ومحمد فايق وشعراوي جمعة وتسعة اعشار وزراء ذلك العهد»، ليتنفس الشعب المصري الصعداء ويستنشق الاوكسجين النقي متسائلا.. «هو الفساد ده مش.. حيخلص»؟! مات «السادات» - وهو بين ابناء قواته المسلحة داخل «المنصة» - ليأتي خليفته مبارك، فيفتح السجون ويخرج الابرياء، ويفك السلاسل عن الصحافة والحريات، ويعطي قبلة الحياة للعقول التي تخشبت من بقايا شعارات الاتحاد الاشتراكي، وتمت ملاحقة لصوص الانفتاح الاقتصادي.. «واللي مش حايغتني في عهدي، عمره ما يبقى غني».. ذلك الشعار الذي برر فيه «السادات» انقلابه السياسي والاقتصادي من التمسح بجدران قصر الكرملين والساحة الحمراء في موسكو الى الاستلقاء – على البطن والظهر – في بورصة «وول – ستريت» الامريكية و«تشمشم» رائحة دهن طباعة .. الدولار!! استبشر الناس خيرا خصوصا الذين طالما سألوا ذواتهم.. «هو الفساد ده مش.. حيخلص»؟! وهتفوا لمبارك قائلين .. «هو ده مفيش غيره، اللي حنرتاح معاه ويريحنا»!!.. وكما قال «مكسيم غوركي»: «السلطة المطلقة مفسدة مطلقة» حكم مبارك لثلاثة عقود، فلم يكن هو – بمفرده – رئيسا للجمهورية، بل شاركه رؤساء جمهوريات لا عدد لهم ولا حصر.. «زكريا عزمي» و«صفوت الشريف» و«جمال مبارك» و«علاء مبارك» و«سوزان مبارك» و«أحمد عز» و«المغربي» و«جرانة» و«نظيف» وزوجات «عز» الثلاث وزوجات «صفوت» و«جمال» و«علاء» و«زكريا» وأولادهم واحفادهم وأصهارهم و.. عادت الاسرة الحاكمة المصرية «البائدة» مرة اخرى لكنها هذه المرة أسرة .. «منوفية» حاكمة، صاهرت وناسبت وشاركت كل محافظات مصر وكفورها ونجوعها و.. حتى مقاماتها واضرحتها!.. وجاء دور مرحلة «الفساد الرابع»، و.. استقبلت زنازين «طرة» و«القلعة» وربما «الواحات»، رموز وفلول.. «الفساد والمفسدين واللصوص وأصحاب السلطة المطلقة الذين غاصوا في الإجرام .. المطلق»، ليأتي الآن نظام جديد، بمجلس عسكري جديد، برئيس وزراء جديد، وحكومة جديدة، وبثورة جديدة هي «الرابعة» – خلال ستين عاما – ليصبح لدى المحروسة «يوليو» 1952، و«يونيه» 1967، و«مايو» 1971، و«يناير» 2011 فهل ستكون – الأخيرة – خاتمة الاحزان؟ ومن يضمن الا تتكرر ثورات «غسل الفساد».. بالدموع والدماء والعرق؟!

مقال رائع لكاتب كويتى اسمه فؤاد الهاشم


ليست هناك تعليقات: