السبت، 16 أبريل 2011

محمد الدرة (الصورة والقصة الكاملة )30 سبتمبر 2000 محمد جمال الدرة

محمد الدرة



في 30 سبتمبر 2000 كان محمد جمال الدرة خارجا مع أبيه في شارع صلاح الدين بين نتساريم وغزة، فدخلا منطقة فيها إطلاق نار عشوائي ، قام الأب بسرعة بالإحتماء مع ابنه خلف برميل ، استمر إطلاق النار ناحية الأب وابنه وحاول الأب الإشارة إلى مطلقي النار بالتوقف ، ولكن إطلاق النار استمر ناحية الأب وأبنه، وحاول الأب حماية ابنه من القصف ، ولكنه لم يستطع، اصابة عدة رصاصات جسم الأب والأبن، و سقط محمد الدرة في مشهد حي نقلته عدسة مصور وكالة الأنباء الفرنسية لجميع العالم.

تشارلس إندرلاين ، مراسل قناة ( France 2 ) ، لاحقاً قد كتب أنه قد بنى إستنتاجاته الأوليّة على أساس أن قوات الدفاع الإسرائيلية قد أطلقت النار على محمد الدرة ، بحسب ما صرح به المصور طلال أبو رحمة ، و قد أقسم خطياً أبو رحمة بأن ذلك ذلك ماحدث و قد بعث بالتقرير إلى منظمة حقوق الإنسان الفلسطينية في غزة بتاريخ أكتوبر من العام 2000 ، و هو على يقين بأن القوات الإسرائيلية أطلقت النار عمداً على الطفل و أبيه 1 . و فقاً لما قاله أبو رحمة :"أنهم كانوا ينظفون المنطقة ، بالتأكيد قد راءو الأب ، كانوا يصوبون ناحية الطفل ، و ذلك ما فاجأني ، نعم ، كانوا يطلقون النار تجاه الطفل ، ليس لمرة واحدة بل لمرّات عديدة .

المصور قد صرّح بشهادته الخطيّة بأنه قد تم تنبيهه إلى الحادثة بينما الجزء الشمالي من الطريق يقود إلى نقطة وصل مع مستوطنة نتزاريم ، و يسمى بـ (نقطة وصل الشهداء) . قال أنه كان بإستطاعته رؤية البرج العسكري الإسرائيلي في شمال نقطة الوصل ، و فقط خلف شقة شابان فلسطينيان يسميان بـ (التوأم) .و أيضاً في مقدور أبو رحمة رؤية مركز قوات الأمن الفلسطينية ، و الذي موقعه في جنوب نقطة وصل الشهداء ، فقط خلف البقعة أمام الأب و الطفل وهم يتنحّون على قارعة الطريق ، لقد لاحظ أبو رحمة إطلاق النار من تلك الجهة أيضاً ، ليس فقط (كما قال أبو رحمة) ، خلال الوقت الذي كان يُطلق فيه النار على الطفل . القوات الإسرائيلية كان تطلق النار على مركز قوات الأمن الفلسطينية و يوجد أيضاً مركز أخر على بعد 30 متراً . كان جُلّ إنتباه أبو رحمة على الطفل بواسطة شمس عودة ، مصوّر لوكالة رويترز ، و الذي كان يقف بجانب محمد الدرة و الأب جمال الدرة . ثلاثتهم كانوا يحتمون بواسطة طوب إسمنتي [1] .


فيما يتعلق بحادثة إطلاق النار ، فقد صرح أبو رحمة :

قد بدأ إطلاق النار من مصادر مختلفة ، إسرائيلية و فلسطينية ، لم تدم أكثر من 5 دقائق . بعدها ، قد بدا لي جلياً أن إطلاق النار ناحية الطفل محمد و أباه من الجهة المعاكسة لهم . بشكل مُركّز و متقطّع ، إطلاق النار كان بإتجاه مباشر ناحية الإثنان (الأب و الطفل) و ناحية المركزان (مراكز قوات حفظ الأمن الفلسطينية) . المراكز الفلسطينية لم تكن مصدر طَلَقَات الرَّصاص ، لأن الطلقات من هذان المركزان قد توقف بعد الخمسة دقائق من الصمت ، ولم يكن الطفل و الأب مصابين وقتها (يقصد وقت الخمسة دقائق) ، و لكن الإصابة و حالة الوفاة قد وقعت وقت الـ 45 دقيقة التي تلتها .

أستطيع أن أجزم أن الطلقات التي أودت بمحمد الدرة و أبيه كانت من أبراج المراقبة الإسرائيلية المذكوره أعلاه ، لأنه المكان الوحيد الذي من الممكن إطلاق النار تجاه الأب و الطفل . إذاً من الناحية العقلية و المنطقية ، و بسبب خبرتي الطويلة في تغطية مناطق الأحداث الساخنة و مناطق الإصطدامات العنيفة و تمييز أماكن طلقات الرصاص ، أستطيع التأكيد أن الطفل قد قتُلَ عمداً و بدون أي مراعاة و بأن الأب قد أُصيب بواسطة القوات الإسرائيلية [2].
ردود فعل

هذه الصورة أثارت اليهود المتطرفين في العالم الذين نظموا حملة ضد مدير مكتب "فرانس2" في القدس شارل انديرلان. ففي اليوم الثاني لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية (30 أيلول- سبتمبر 2000)، التقط المصوّر الفلسطيني طلال أبو رحمه صوراً تظهر مقتل الطفل محمد الدرّة الذي كان مختبئًا ووالده خلف برميل في أحد شوارع غزة. هذا الفيلم أثار عاصفة من ردود الفعل المستنكرة للجريمة التي اعترفت إسرائيل بارتكابها. قساوة هذه الصورة حوّلتها إلى "أيقونة" الانتفاضة الثانية، لأنها تفضح الممارسات الإسرائيلية في فلسطين. وتناقلها مناصرو القضية الفلسطينية بشكل كثيف ما شكل إزعاجًا لليهود المدافعين عن إسرائيل في العالم. وبدأ العمل على تنظيم حملة تنفي الصورة وهدفت المحاولات الأولى إلى تحميل الفلسطينيين مسؤولية إطلاق النيران. وارتفعت الأصوات في إسرائيل مطالبة بالتحقيق في الحادث مجددًا لأن احتمال وفاة محمد الدرة بنيران فلسطينية يبقى قائمًا، مهما كان ضئيلاً. إعادة التحقيق في الحادث لم تكن ممكنة لأن مسرح الجريمة كان قد مُحي عن خريطة غزة بعدما مسحته الدبابات الإسرائيلية. ناحوم شاحاف (فيزيائي يدير معملاً لصالح الجيش الإسرائيلي، وكان شكك سابقًا في الفيلم الذي يؤكد قيام ايغال عامير باغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين) تطوّع للعمل على تأكيد توّرط الفلسطينيين في قتل الدرة. وطلب في 19 تشرين الأول 2000 من رئيس الوحدة العسكرية المسؤولة عن الجريمة الجنرال "يوم توف ساميا" الموافقة على إعادة بناء مسرح مشابه للجريمة لكي يؤكد أن الجنود الإسرائيليين لا يمكنهم، من المكان الذي تواجدوا فيه، أن يكونوا هم من أصاب الدرة. وبعد أيام قليلة صرّح مساعده يوسف دورييل لـ "سي بي أس" الأميركية بأن الوالد جمال الدرة ممثّل وأنه لم يكن يعلم أن ابنه سيقتل فعلاً لدواعي التمثيل. غير أن هذه التصريحات لم تحظ بأي متابعة جدية من الجيش الإسرائيلي بل إن رئيس الأركان الإسرائيلي آنذاك شاوول موفاز أكد أن التحقيق يقوم به الجنرال ساميا بشكل منفرد. كان يمكن للموضوع أن ينتهي هنا. لكن في بداية العام 2002 أعدت "استير شابيرا" فيلماً وثائقياً للقناة الألمانية " ADR " (ثلاث طلقات وطفل ميت) يتبنى رواية شاحاف ودورييل للحادثة. هذا الفيلم تلقفه بعض اليهود الفرنسيين المدافعين بشراسة عن إسرائيل وبدأوا حملة منظمة ضد "فرانس 2". فأعدت شكاوى تطالب ببث الشريط الكامل الذي التقطه طلال أبو رحمه، كما طالبت ببث الوثائقي الذي أعدته شابيرا.
مواقع الكترونية

وترافقت هذه الحملة مع إنشاء عدد من المواقع الالكترونية التي تهاجهم انيدرلان، أبرزها موقع (media srating) الذي أسسه صاحبه فيليب كارسنتي في العام 2004 وشكل رأس الحربة في هذه المعركة، من خلال بث عدد كبير من الأفلام والوثائق المسجلة التي أعدت خصيصاً لنفي الجريمة. ومن أبرز ما جاء في هذا الموقع أن محمد الدرة لم يمت وأنه شوهد في السوق في غزة يشتري البندورة. كما تزايد عدد المواقع الالكترونية التي تهاجم انيدرلان وتطالب القناة بإقالته.


ليست هناك تعليقات: