الأربعاء، 19 يناير 2011

حادث قطار سمالوط : ماريان..الرصـاصة لا تـزال في رجـلي‏!‏

كتبت ـ جيهان الغرباوي‏:‏ الصلوات لا تنقطع في الحجرة‏245‏ من مستشفي معهد ناصر‏,‏ والورد يصل كل ساعة وكل يوم من وزراء ومشاهير وأناس عاديين‏,‏ لم تكن تربطهم أي معرفة سابقة أو علاقة شخصية بأي أحد من نزلاء تلك الغرفة قبل اليوم‏!‏
حتي الجيران في البيوت القريبة للمستشفي جاءوا لزيارة تلك الغرفة بالذات وعرضوا علي المصابين فيها خدماتهم بما في ذلك أن يغسلوا لهم ملابسهم أو يشتروا لهم ملابس جديدة أو يقدموا لهم أي خدمة هم في احتياج إليها‏,‏ خاصة أنهم غرباء عن القاهرة‏,‏ وبعد حادث قطار سمالوط الشهير‏,‏ حملوهم في ملابسهم ودمائهم‏,‏ ونقلوهم بالطائرة للمستشفي في الساعة والتو‏.‏ ففي هذه الحجرة‏245‏ ترقد ماريان نبيل زكي‏,‏ وعلي باب حجرتها يافطة باسمها وجملة طويلة أنها مصابة بطلقات رصاص في الصدر والساق‏.‏


تأملت اليافطة مليا قبل الدخول‏,‏ وتذكرت يوم كنت معها في قرية اطسا بالمنيا ـ قبل الحادث بشهر ـ وعند العودة اقترح البعض أن نركب للقاهرة اتوبيسا مكيفا‏,‏ فصممت من جهتي علي ركوب القطار و‏(‏أصررت‏),‏ علي اعتبار أن الشبورة ثقيلة علي الطريق الزراعي الضيق‏,‏ لكن القطار‏(‏ مضمون وأمان‏)!‏حين جلست مع ماريان وأسرتها واختها انجي الراقدة علي السرير المجاور مصابة بأعيرة نارية هي الأخري‏,‏ أعدت عليهم سرد الواقعة فنظر بعضنا لبعض وضحكنا معا من قلوبنا‏,‏ وماريان تعلق‏:‏ فعلا‏..‏ القطار اماااان‏..‏ أمان صحيح‏!‏

‏*‏ سألت انجي عن‏(‏ الشبكة‏)‏ والخطبة التي كانت سبب السفر من المنيا للقاهرة؟

‏**‏ قالت البعض اعتقد اننا سنتشاءم من هذه الخطوبة أو نفكر في التراجع عن تلك الزيجة التي بدأت بمصيبة‏,‏ لكن العكس صحيح‏,‏ ايهاب خطيبي يعالج في الغرفة المجاورة ويأتي كل فترة لزيارتي والاطمئنان علي‏.‏

ويكمل ايهاب الذي جاء لتوه من الغرفة القريبة وفي يده وقدميه الأربطة‏:‏ الحادث جعلني اكتشف اني احب انجي أكثر مما كنت أظن‏..‏ سيكون الزواج قريبا بإذن الله ومصر كلها ستحضر الفرح‏,‏ بعدما تسبب الحادث في نشر قصتناوصورنا حتي علي الفيس بوك‏,‏ وربما نسمي ابننا‏(‏ ترين‏)‏ يعني بالعربي قطار‏,‏ لنتذكر هذا الحادث فيما بعد ونضحك‏.‏

‏*‏ وسألت صديقتي ماريان عما تغير في حياتها بعد الحادث؟

تقول ماريان وهي تبتسم‏:‏ الرصاصة التي اخترقت صدري وخرجت من الناحية الثانية تركت اثرا سطحيا‏(‏ مقدورا عليه‏),‏ المشكلة في الرصاصة التي استقرت في ساقي اليسري‏,‏ ويري الاطباء أن بقاءها في مكانها للأبد افضل من محاولة اخراجها التي تمثل خطورة كبيرة علي الشريان والاعصاب مكان الاصابة‏.‏

ليست هناك تعليقات: