ما أروعه من فداء, وما أجلها من تضحية, حين تقدم أم في ريعان الشباب ربع كبدها وكليتها في آن واحدة, لفلذة كبدها ابن السنوات الأربع .
حين لايكون هناك أمامه بد من البقاء حيا, إلا بانتزاع جزء من كبد أمه وإحدي كليتيها..إنها الأم التي تضرب دوما أروع الأمثلة في التضحية لأجل أولادها, بل وحتي الزوج, فقصص التبرع لبعض مرضي الكبد في مصر بفصوص من الأكباد, ملأي بالنجاحات التي كانت الزوجة سببا فيها, حين قبلت أن يشاطرها زوجها طواعية كبدها, ليستأنفا معا رحلة الحياة..
فلم يدر بخلد عبدالفتاح وابنة خالته, أنهما سيدفعان معا ضريبة زواج الأقارب, حين يرزقان بباكورة الأبناء توأما, هما باهر وبسنت, وبدلا من أن يمرح باهر مع توأمه جيئة وذهابا هنا وهناك في جنبات المنزل, اختار القدر له القفز بين عيادات الأطباء وأسرة المستشفيات, لأن إنزيما ناقصا من كبده لتكسير الأوكسالات, سبب تراكمها في أنسجته, فدفعت الكلي الثمن, وهو الفشل..
فلم يكن هناك من خيار سوي الاستسلام لمبضع الجراحين, في جراحة استغرقت9 ساعات توج الأطباء المصريين لأنفسهم إنجازا مهما, بنجاحهم في زرع كلية وكبد لباهر, والذي يعد من بين أصغر خمس حالات في العالم التي تجري لها عملية زرع كلي وكبد في آن واحد ومن متبرع حي..
ويقول الدكتور حازم أبوالفتوح إن هذا الطفل كان يعاني من عمر عامين من الفشل الكلوي نتيجة نقص في أحد إنزيمات الكبد المسئول عن تكسير أملاح الأوكسالات, مما جعلها تترسب في كل أنسجة الجسم بما فيها الكلي, ولو تم عمل زرع كلية فقط لهذا الطفل فسرعان ما كانت ستصاب بالفشل, لأن نفس مشكلة نقص الإنزيم ستظل قائمة, فكان لابد من زرع كلية وكبد في آن واحد, للمحافظة علي الكلية المنزرعة وكل أنسجة الجسم من مخاطر ترسب الأوكسالات.
وأضاف الدكتور أبوالفتوح أن الطفل كان يجري عملية غسيل كلوي منذ عامين, والأطفال المصابون بالفشل الكلوي في سن مبكرة تكون فرص الاصابة بالأمراض الفيروسية مرتفعة والحياة بالنسبة لهم محدودة, ما لم يتم زرع كلية لهم, ولتحضير الطفل قبل العملية خضع للغسيل الكلوي يوميا لمدة شهر لسحب الأوكسالات من جسمه, والآن بعد العملية تحسنت حالته تماما, بعدما بدأ الكبد المنزرع في تكسير الأوكسالات ومنع ترسبها في أنسجة الجسم, وبالتالي بدأت الكلية والكبد يعملان بشكل طبيعي, وحالته مستقرة تماما.
ولمزيد من التوضيح, يقول الدكتور علاء فايز إن إنزيم الكبد الذي كان الطفل يعاني نقصه, والذي يعد من الحالات النادرة, ويقف وراء تدمير الكلية,, وهو المسئول عن تحويل الأوكسالات في الجسم إلي مادة أخري تساعد الجسم علي التخلص منها, ونقص هذا الإنزيم يرفع نسبة الأوكسالات في الدم وأول عضو تترسب فيه هو الكلي, والتي تتحجر بمرور الوقت متحولة إلي اللون الأبيض, كما بدا من حالة الطفل باهر عندما تم استئصالها من كثرة ترسب الأوكسالات فيها, وهناك حالات تحدث لها هذه المشكلة في سن مبكرة, وفي حالات أخري يتأخر ظهور المشكلة إلي سن البلوغ, وفي كلتا الحالتين السبب هو نقص هذا الإنزيم, ولابديل لهذه الحالات حتي اليوم سوي زرع الكلي والكبد معا, علي أن يسبق الكبد زرع الكلية, حتي لاتعاني الكلية المنزرعة نفس المشكلة ويكون مصيرها الفشل.
وفي خلال الجراحة, التي استغرقت9 ساعات داخل مستشفي وادي النيل, قال الدكتور علاء فايز إنه تم نقل جزء من الفص الأيسر بما يعادل ربع كبد الأم, وبعد ذلك تم نقل الكلية اليسري منها, ولأن الأعضاء المنزرعة جاءت من الأم, تزيد فرص التوافق بينهما, وبالتالي ترتفع فرص الحفاظ علي الكبد والكلية وعدم رفض جسم الطفل لهما, لكن المشكلة التي تكون أمام الجراح في مثل هذه الحالة أن الأعضاء المنزرعة حجمها كبير لكي يتم وضعها في بطن طفل في الرابعة ووزنه لم يتجاوز12 كيلو جرام, لذا يتم هنا زرع الكبد ثم إغلاق الجلد دون العضلات, علي أن يتم إغلاق العضلات في جراحة لاحقة بعد أسبوعين, بعدما تكون وضعية الكبد والكلي قد استقرت تماما.
بقي أن نعرف أن الأم خرجت من المستشفي بعدما تماثلت للشفاء, وها هي تعود لتحتضن أبنها الذي يحمل بعضها, ليودعا معا رحلة المعاناة بين أروقة المستشفيات..والأهم من ذلك أن تكون شكوي الأطفال من الحرقان وكثرة الحصوات البولية حافزا للمبادرة بالفحص والعلاج المبكر, فربما ظهرت حالة مشابهة, فيكون قرار التصدي لها مبكرا لإنقاذ حياة أطفال البراءة.
حين لايكون هناك أمامه بد من البقاء حيا, إلا بانتزاع جزء من كبد أمه وإحدي كليتيها..إنها الأم التي تضرب دوما أروع الأمثلة في التضحية لأجل أولادها, بل وحتي الزوج, فقصص التبرع لبعض مرضي الكبد في مصر بفصوص من الأكباد, ملأي بالنجاحات التي كانت الزوجة سببا فيها, حين قبلت أن يشاطرها زوجها طواعية كبدها, ليستأنفا معا رحلة الحياة..
فلم يدر بخلد عبدالفتاح وابنة خالته, أنهما سيدفعان معا ضريبة زواج الأقارب, حين يرزقان بباكورة الأبناء توأما, هما باهر وبسنت, وبدلا من أن يمرح باهر مع توأمه جيئة وذهابا هنا وهناك في جنبات المنزل, اختار القدر له القفز بين عيادات الأطباء وأسرة المستشفيات, لأن إنزيما ناقصا من كبده لتكسير الأوكسالات, سبب تراكمها في أنسجته, فدفعت الكلي الثمن, وهو الفشل..
فلم يكن هناك من خيار سوي الاستسلام لمبضع الجراحين, في جراحة استغرقت9 ساعات توج الأطباء المصريين لأنفسهم إنجازا مهما, بنجاحهم في زرع كلية وكبد لباهر, والذي يعد من بين أصغر خمس حالات في العالم التي تجري لها عملية زرع كلي وكبد في آن واحد ومن متبرع حي..
ويقول الدكتور حازم أبوالفتوح إن هذا الطفل كان يعاني من عمر عامين من الفشل الكلوي نتيجة نقص في أحد إنزيمات الكبد المسئول عن تكسير أملاح الأوكسالات, مما جعلها تترسب في كل أنسجة الجسم بما فيها الكلي, ولو تم عمل زرع كلية فقط لهذا الطفل فسرعان ما كانت ستصاب بالفشل, لأن نفس مشكلة نقص الإنزيم ستظل قائمة, فكان لابد من زرع كلية وكبد في آن واحد, للمحافظة علي الكلية المنزرعة وكل أنسجة الجسم من مخاطر ترسب الأوكسالات.
وأضاف الدكتور أبوالفتوح أن الطفل كان يجري عملية غسيل كلوي منذ عامين, والأطفال المصابون بالفشل الكلوي في سن مبكرة تكون فرص الاصابة بالأمراض الفيروسية مرتفعة والحياة بالنسبة لهم محدودة, ما لم يتم زرع كلية لهم, ولتحضير الطفل قبل العملية خضع للغسيل الكلوي يوميا لمدة شهر لسحب الأوكسالات من جسمه, والآن بعد العملية تحسنت حالته تماما, بعدما بدأ الكبد المنزرع في تكسير الأوكسالات ومنع ترسبها في أنسجة الجسم, وبالتالي بدأت الكلية والكبد يعملان بشكل طبيعي, وحالته مستقرة تماما.
ولمزيد من التوضيح, يقول الدكتور علاء فايز إن إنزيم الكبد الذي كان الطفل يعاني نقصه, والذي يعد من الحالات النادرة, ويقف وراء تدمير الكلية,, وهو المسئول عن تحويل الأوكسالات في الجسم إلي مادة أخري تساعد الجسم علي التخلص منها, ونقص هذا الإنزيم يرفع نسبة الأوكسالات في الدم وأول عضو تترسب فيه هو الكلي, والتي تتحجر بمرور الوقت متحولة إلي اللون الأبيض, كما بدا من حالة الطفل باهر عندما تم استئصالها من كثرة ترسب الأوكسالات فيها, وهناك حالات تحدث لها هذه المشكلة في سن مبكرة, وفي حالات أخري يتأخر ظهور المشكلة إلي سن البلوغ, وفي كلتا الحالتين السبب هو نقص هذا الإنزيم, ولابديل لهذه الحالات حتي اليوم سوي زرع الكلي والكبد معا, علي أن يسبق الكبد زرع الكلية, حتي لاتعاني الكلية المنزرعة نفس المشكلة ويكون مصيرها الفشل.
وفي خلال الجراحة, التي استغرقت9 ساعات داخل مستشفي وادي النيل, قال الدكتور علاء فايز إنه تم نقل جزء من الفص الأيسر بما يعادل ربع كبد الأم, وبعد ذلك تم نقل الكلية اليسري منها, ولأن الأعضاء المنزرعة جاءت من الأم, تزيد فرص التوافق بينهما, وبالتالي ترتفع فرص الحفاظ علي الكبد والكلية وعدم رفض جسم الطفل لهما, لكن المشكلة التي تكون أمام الجراح في مثل هذه الحالة أن الأعضاء المنزرعة حجمها كبير لكي يتم وضعها في بطن طفل في الرابعة ووزنه لم يتجاوز12 كيلو جرام, لذا يتم هنا زرع الكبد ثم إغلاق الجلد دون العضلات, علي أن يتم إغلاق العضلات في جراحة لاحقة بعد أسبوعين, بعدما تكون وضعية الكبد والكلي قد استقرت تماما.
بقي أن نعرف أن الأم خرجت من المستشفي بعدما تماثلت للشفاء, وها هي تعود لتحتضن أبنها الذي يحمل بعضها, ليودعا معا رحلة المعاناة بين أروقة المستشفيات..والأهم من ذلك أن تكون شكوي الأطفال من الحرقان وكثرة الحصوات البولية حافزا للمبادرة بالفحص والعلاج المبكر, فربما ظهرت حالة مشابهة, فيكون قرار التصدي لها مبكرا لإنقاذ حياة أطفال البراءة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق