الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

المنتخب المصرى وعودة الروح بثلاثية في الشباك الأسترالية


لم يكن الفوز على منتخب استراليا 3 / صفر هو الهدف الوحيد الذي حققه المنتخب المصري مساء اليوم في ستاد القاهرة ..ولكنه حقق أهداف أخرى كثيرة حيث قدم عدد من الوجوه الجديدة التي كتبت شهادة ميلادها الدولية من هذه المباراة أمام خصم قوي منهم أحمد عبد الظاهر صاحب الهدف الأول ..وأحمد دويدار الذي ظهر كصمام آمان مميز لدفاع المنتخب وأيضاً إبراهيم صلاح الذي كان من عناصر الارتكاز الصلبة في الوسط .

وكان استعادة الفريق لثقة جماهيره من أهم المكاسب .. وليس هذا فحسب بل أيضاً في ارتقاء محمد أبو تريكة درجات في سلم المستوى الفني الراقي الذي كان عليه ..وجاءت مشاركة محمد زيدان العائد من الإصابة طاقة أمل أخرى في هجوم المنتخب بخلاف تفوق محمد ناجي جدو وإحراز هدف مصر الثاني من ماركة أنجولا 2010 .

وحتى في اللحظات التي كان المنتخب الاسترالي يضغط ويتقدم ممتلكا وسط الملعب أظهر الفراعنة إمكانياتهم الجيدة في الانتشار الجيد والسيطرة الدفاعية ومواجهة الالتحامات القوية من جانب الاستراليين ..والانطلاق السريع في التحول إلي الهجوم ومنها جاء الهدف الثالث من ركلة جزاء نتيجة الضغط السريع على الدفاع الاسترالي ومنها تمكن زيدان من إحراز الهدف الأخير .

هذه وغيرها كانت مكاسب المنتخب المصري وجهازه الفني والذي يؤكد أنه يمكنه أن يتخطى أزمة كبوتي الخسارة من النيجر والتعادل مع سيراليون في تصفيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة .

أظهر المنتخب الوطني خلال الشوط الأول قدرات جيدة في حسن السيطرة على الكرة والانتشار في الملعب .. ويمكن التأكيد على أن المعلم نجح في فرض السيطرة على وسط الملعب التي كان قد افتقدها بشكل كبير في المباريات الأخيرة خاصة أمام سيراليون والنيجر .

ورغم أن هناك عناصر شابة دفع بها الجهاز الفني في الدفاع والوسط ــ أحمد دويدار وإبراهيم صلاح وإسلام عوض ــ إلا أن هذا الثلاثي على خبرته الدولية القليلة لكنهم امتلكوا الحماس والتفاني الذي أهلهم لأن يتعاونوا بشكل جيد مع عناصر الخبرة وأن يقيدوا معظم تحركات الفريق الاسترالي القوي .

كانت البداية أيضا تأكيد على ظهور مهاجم دولي جديد هو أحمد عبد الظاهر الذي أحرز الهدف الأول من دون أي فلسفة أو اختراعات في الكرة كما يحاول غيره فبعد مناوشات ومشاركة فعاله في الهجوم تمكن من حل لغز تلعثم أحمد عيد عبد الملك في الكرة التي وصلته منفردا داخل منطقة الجزاء حاول أن يوقفها وأن يمر والدفاع في هذه المنطقة لا يترك مثل هذه الأمور تمر بسهولة وهو يجيد الالتحام بقوة والتمركز الجيد ولا مجال لأن تنتظر ثوان ، دخل عبد الظاهر بسرعة واسكن الكرة المرمى بقوة وكانت الهدف الأول في الدقيقة 29 .

قبله وبعده وصلت الكرة لعبد الظاهر مرة بالتسديد القوي بعد أن تسلم الكرة وقام بالتمويه الذكي ولكن تسديدته ذهبت بجوار القائم .. وكان أبو تريكة الممول الرئيسي والرسمي للعديد من الهجمات والتمريرات الماكرة واستطاع أن يساهم بقوة في تسهيل الانطلاقات خاصة من جهة اليسار حيث لعب أحمد عيد الذي مر ولعب أربع كرات عرضية حملت الكثير من ملامح الخطورة .

وفي الجانب الدفاعي كانت هناك هجمات خطيرة للفريق الاسترالي اعتمد في أغلب الأحيان على القوة البدنية في القوة والسرعة حيث وصلت الكرة إلي تيم كاهل من كرات عالية على المنطقة وخرج عبد الواحد وأخطأها مرة وسددها كاهل بجوار القائم في المرة الأخرى .. ولكن رغم بعض الهجمات الاسترالية إلا أن الدور الذي لعبه إسلام عوض وإبراهيم صلاح كان له الأثر الكبير في تخفيف العبء الدفاعي على وائل جمعة ومحمود فتح الله.

الشوط الثاني بدأ بموجة تغيرات للفريق المصري أسفرت عن هدف ثاني فخلال 5 دقائق فقط كان حسن شحاتة قد دفع بكل من أحمد المحمدي ووليد سليمان ومحمد زيدان ومحمد ناجي جدو بدلا من إسلام عوض وأحمد عيد وأبو تريكة وأحمد عبد الظاهر على الترتيب ولم تمض ثوان على مشاركة جدو في الدقيقة 59 حتى كان زيدان يمرر للمحمدي المنطلق من جهة اليمين ويمررها بمهارة عالية ويمر هداف كاس الأمم الأفريقية بذكاء من خلف لوكاسنيل قلب الدفاع ويسددها في شباك مارك شفارندر حارس المرمى الذي لم يكن بإمكانه أن يفعل لها شيء .

وبعد دقائق معدودة من هدفه تعرض جدو للضرب من ويلكشير فخرج مصابا ليلعب بدلا منه أحمد حسن مكي .. ومع كثرة التغيرات التي أجراها الجهاز الفني للمنتخب ومن جانبه أجرى الألماني هولجر أوشيك المدير الفني للمنتخب الأسترالي عدة تغيرات أيضا لعل من أهمها خروج ويلكشير ومشاركة مات مكاي بدلا منه .

وكان حسن شحاتة قد دفع بمحمد صبحي في حراسة المرمى بدلا من عبد الواحد السيد في الوقت الذي كان الفريق الأسترالي يوجه هجماته بكثافة إلي وسط ملعب المنتخب المصري ويضغط بقوة ولكن هذه المحاولات كلها أظهرت قوة وتماسك الفريق المصري الأكثر تنظيما خاصة مع انضمام أحمد فتحي كلاعب ارتكاز مع إبراهيم صلاح ولم يترك الفراعنة إلا زيدان كمهاجم متقدم يستند عليه كمحطة هجومية بين الحين والأخر .

ومن إحدى الهجمات تعرض أحمد حسن مكي للدفع داخل منطقة الجزاء من كرة عالية عرضية ولم يتردد الحكم الدولي البلغاري انجيلوف في احتساب ركلة جزاء تصدى لها زيدان ويسددها في شباك شفارندر ويجري إلي المدرجات ليقذف فانلته إلي الجماهير ويحصل على إنذار .
وبالهدف الثالث تنتهي المباراة التي حققت للمنتخب العديد من الأهداف سواء على مستوى التجديد و الثقة و السيطرة والتهديف واللياقة .

ليست هناك تعليقات: