الأربعاء، 23 مارس 2011

فيلم أسرار ما بعد الموت Hereafter كلينت ايستوود،

Hereafter: ولع الإنسان بفك أسرار ما بعد الموت

الأربعاء، 23 آذار/مارس 2011، آخر تحديث 19:03 (GMT+0400)
النجم كلينت إيستوود
النجم كلينت إيستوود
دبي، الامارات العربية المتحدة (CNN)-- فيلم Hereafter  "ما بعد" للممثل والمخرج، كلينت ايستوود، دراما فانتاستيكية ترصد القلق المزمن للكائن البشري وسعيه المستحيل إلى فك طلاسم المعبر الضيق بين الحياة والعالم الآخر، من خلال تجارب ثلاثة أشخاص من أوطان مختلفة، يحمل كل منهم علاقة متوترة مع الموت.
جورج، (مات دايمون) العامل الأمريكي البسيط من فرانسيسكو، يملك قدرة تأملية خارقة تسمح له بربط الصلة بين الأحياء وعالم أحبائهم الموتى.
وما يعتبره الآخرون هبة إلهية، يعده جورج لعنة تسقطه في اكتئاب مزمن، فيحاول الابتعاد نحو العيش اليومي العادي.
ماري (سيسيل دو فرانس)، وجه تلفزيوني فرنسي شهير، تنجو من موت محقق بعد أن جرفتها أمواج تسونامي في عطلتها بتايلاند، لتغرق وهي في حالة بين الحياة والموت في رؤى مبهمة لعوالم مفارقة تزرع فيها شهية مفتوحة لاستكشاف أسرار ما بعد الحياة.
ماركوس (جورج ماكلارين) صبي يعيش بلندن في كنف أم مدمنة، برفقة شقيقه الأصغر، يتصل بأخيه جايسون عبر الهاتف، ينفتح الخط، لكن صوت الشقيق يصمت فجأة بعد صوت فرملة شديدة. فإذ بها حادثة سير أنهت حياته وأشعلت في ماركوس هوسا دائما بمعرفة مصير الكائن الميت.
تدخل المصادفة على الخط، يلتقي الثلاثة في معرض للكتاب: جورج عاشق الكاتب ديكنز، ماري التي توقع كتابها عن تجربة تسونامي، والصغير ماركوس الذي يصطحبه راعياه الجديدان، حيث يسعى إلى الاستفادة من الخدمات الروحانية لجورج، قصد الاتصال بأخيه الفقيد، قبل أن يقوده لاحقا إلى اللقاء بماري العائدة من عالم الموت.
لم يعد على المخضرم الذي طبع تاريخ هوليود، كلينت ايستوود، أن يثبت شيئا للجمهور والنقاد، بعد حصد أرفع الجوائز، وبلوغ مراحل متقدمة من العمر البيولوجي والنضج الفني. فد بات بإمكانه خلال السنوات الأخيرة تجريب أجناس وقضايا جديدة تكتسي في الغالب أبعادا إنسانية وفلسفية عميقة، من قبيل حقائق العالم الآخر.
وهكذا، يتطور إيقاع الفيلم (ساعتان وثماني دقائق)، الذي كتبه بيتر مورغان، في شكل مقاطع ثلاثية متواترة، تواكب كل منها مسار علاقة الشخصية مع الموت وأسئلته المحرجة، وهو ما يطبع الفيلم ببعض البطء والفتور.
كل من الثلاثة ينخرط في مغامرته الخاصة من أجل الحصول على أجوبة تشفي غليل الشعور بالعجز تجاه أسرار الموت.
وان كان مات دايمون يواصل رفع سقف التحدي عاليا بتفوقه في أداء أدوار متباينة من شخوص تستند إلى الحركة والأداء الجسدي إلى تجسيد حالات إنسانية ونفسية مركبة تكشف عن موهبة تمثيلية شاملة، فإن سيسيل دو فرانس أكدت هي الأخرى جدارتها بولوج عالم الكبار، حتى أن كلينت ايستوود لم يتردد في القول إنها كانت واحدة من أفضل النجمات اللواتي عمل معهن طيلة مشواره السينمائي الحافل. 

ليست هناك تعليقات: