| في الجلسة الثانية لمحاكمة شبكة التجسس الإسرائيلية المحكمة ترفض إحالة جهاز حاسب إلي خبير فني حفاظاً علي الأمن القومي السوري |
| يا طارق.. طلبك باحالة جهاز الكمبيوتر إلي أحد الخبراء لفحصه مرفوض تماماً.. وهذا الرفض يأتي إنطلاقاً من الحرص علي الحفاظ علي الأمن القومي لدولة شقيقة- سوريا- وعندما يعن للمحكمة في أي مرحلة من مراحل الدعوي ان تطّلع علي المعلومات فسيكون ذلك في سرية تامة عن طريق خبراء الأمن القومي. هكذا خاطب رئيس محكمة أمن الدولة العليا- طواريء- المتهم طارق عيسي حسن.. المتهم في قضية شبكة التجسس الاسرائيلية مع اثنين هاربين من ضباط الموساد.. وذلك خلال الجلسة الثانية لنظر القضية والتي عقدتها المحكمة أمس. ثلاثة طلبات تقدم بها المتهم إلي المحكمة في جلسة أمس عن طريق محاميه الذي طلبه وانتظرت المحكمة حضوره مما تسبب في تأخر عقد الجلسة انتظاراً لحضور محامي المتهم.. استجابت المحكمة لطلب المتهم بعرضه علي الطب الشرعي لبيان حقيقة ما ادعاه المتهم من تعرضه للتعذيب.. كما طعن المتهم في البلاغ الذي تقدم به إلي السفارة المصرية في الصين.. وأنكر الاتهامات المنسوبة إليه وزعم ان بلاغه كان عن شكوكه في تجار سوريين ولبنانيين حول التجارة في الأعضاء البشرية والنفايات. ثلاثة أحراز قامت المحكمة بفضها في الجلسة.. حقيبة سوداء اللون.. دوسيه من الكرتون به ثلاثة مظاريف خاصة بالقضية.. والحرز الثالث عبارة عن جواز سفر وأوراق خاصة بتقرير عن فحص حاسب آلي وفلاش ميموري وإيميلات وردت في ملف القضية. أكد رئيس المحكمة مجدداً للمتهم حرص المحكمة علي تحقيق أوجه الدفاع للمتهم.. وقال مخاطباً طارق: أنت في "حضن مصر". بدا المتهم في الجلسة الثانية علي التوالي "مبتسماً" داعب بعض الحراس الذين كانوا في حراسته داخل قفص الاتهام.. كما كان وكأنه قلق متوتر فجاب قفص الاتهام ذهاباً وإياباً أكثر من مرة. دخل محامي المتهم إليه في قفص الاتهام واستمع لطلباته وكتبها في ورقة ليقدمها لرئيس المحكمة.. وشوهد المتهم وهو "يوشوش" محاميه في أذنيه أثناء سماع طلباته. بدأت الجلسة في الساعة الحادية عشرة والربع.. سبقها بدقائق إدخال المتهم في قفص الاتهام مرتدياً الزي الأبيض مكتوب علي ظهره بالأزرق كلمة "تحقيق".. وكانت الجلسة قد تأخرت في الانعقاد بسبب انتظار محام المتهم الذي أصر عليه للدفاع عنه.. وعند حضوره تحدث إلي المتهم عبر أسلاك القفص قبل إنعقاد الجلسة. نادي رئيس المحكمة: يا طارق هو ده المحامي اللي أنت طلبته.. فرد المتهم: أيوه يا أفندم.. وعقب ذلك خاطب رئيس المحكمة.. محامي المتهم قائلاً: من منطلق العدالة المعروفة عن القضاء المصري ستتيح المحكمة لك الاطلاع علي ملف القضية والحصول علي نسخة منها علي ان يكون ذلك "مجانياً" وليس برسوم. قامت المحكمة عقب ذلك بفض "الأحراز" في القضية.. وتضمنت حقيبة سوداء اللون- سامسونيت- وسألت المحكمة النيابة عنها.. فرد ممثل نيابة أمن الدولة العليا قائلاً: إنها حقيبة يد مخصصة لجهاز كمبيوتر محمول يحتوي علي جيوب سرية.. وكذلك جهاز كمبيوتر محمول به برنامج مشفر و"فلاش ميموري" والتي تم ضبطها بحوزة المتهم وهي معدة للتخابر التي يتسلمها المتهم من جهاز المخابرات الاسرائيلية وتم تدريبه عليها. أضاف ممثل نيابة أمن الدولة العليا: ان هذه المعدة تحتوي علي ملفات تبين من فضها أنها مراسلات التي كانت تتم بين المتهم والموساد- المتهمين الثاني والثالث إيدي موشيه وحوزيف ديمور.. وهي عبارة عن "إيميلات" عبر البريد الالكتروني وكذلك الأسئلة التي كانت يتوجه بها المتهم إلي سوريا ويتعامل معها مع العميد صالح الناجم ضابط المخابرات السوري الذي سبق ان تم تجنيده لصالح الموساد منذ قرابة 15 عاماً وكان المتهم يتردد علي سوريا قرابة العشر مرات خلال تعامله مع الموساد فترة ثلاث سنوات. سألت المحكمة النيابة عن تفريغ محتوي الجهاز الموجود في الأحراز.. فأجاب ممثل النيابة بأنه تم تفريغ المحتوي وان ذلك ثابت في الحرزين المرفقين بالتحقيقات وقال رئيس المحكمة عقب ذلك: ان المحكمة قامت بفتح الحقيبة وبفض ما بها من أجهزة وتبين لها مطابقة ما بالحقيبة بوصف النيابة لها. واستطرد رئيس المحكمة في فض الأحراز قائلاً: إنه تبين وجود "دوسيه" من الكرتون يحمل رقم 773 لسنة 2010 خزانة به ثلاثة مظاريف خاصة بالقضية أحدها صغير الحجم بني اللون والآخرين مظروفان كبيران تأكدت المحكمة من سلامة أختام جميع المظاريف ودون علي الأول أنه مضبوط علي ذمة القضية وبه جواز سفر باسم طارق عيسي حسن صادر في 9 أغسطس 2009 وينتهي في 8 أغسطس 2016 ويحمل رقم .894864 أضاف رئيس المحكمة: المظروف الثاني مدون عليه أنه "أكلسير" أخضر اللون يحتوي علي تقرير نتيجة فحص الحاسب الآلي مكون من ثلاث ورقات مرفق به 26 ورقة في حجم "الفلوسكاب" والمظروف الثالث مدون عليه أنه يحتوي علي "أكلسير" بني اللون يحتوي علي تقرير نتيجة فحص الحاسب الآلي و"الفلاش ميموري" و"الإيميلات" الواردة عليه ويتكون من ثلاث ورقات مرفق به عدد "351" ورقة في حجم الفلوسكاب. عقب ذلك قال رئيس المحكمة: المحكمة نوهت بهذه الأحراز للدفاع وأعادت سؤال النيابة عما اذا كانت الأوراق الموجودة في الأحراز هي تفريغ لما حواه الجهاز الموجود بالحقيبة السوداء.. قررت النيابة بالايجاب. أكد رئيس المحكمة لمحامي المتهم أنه سيتسلم صورة من ملف القضية من دار القضاء العالي للاطلاع عليها والاستعداد وتحضير الطلبات.. وعقب ذلك توجه رئيس المحكمة إلي المتهم قائلاً: فيه حاجة يا طارق؟. المتهم: لي طلبات أتمني ان تثبتها المحكمة في محضر الجلسة. رئيس المحكمة: هل من الأفضل ان توجهها أنت للمحكمة أم عن طريق محاميك؟ المحامي: أفضل أنك تنتظر لحين قراءة القضية واطلاعي عليها. رئيس المحكمة: يا طارق أنت مصري المتهم: أكيد رئيس المحكمة:  القانون المصري لا يسمح للمتهم في أي قضية إلا بعد استئذان محاميه. المتهم: حتي لو وجهة نظر المحامي مخالفة لوجهة نظر المتهم؟!.. ألتمس من عدالة المحكمة سماع طلباتي.. أنا عارف ان المحامي لم يطلع علي القضية.. وأنا لم أطلع. رئيس المحكمة: انتظر لحين الاطلاع.. ان المحكمة تؤكد للمحامين ان دستورنا وقانوننا أكد ان مهمة المحامي ثقيلة وعلي كتفيه حمل.. وان المحكمة تراقب الدفاع.. فاذا لم يواجه القضية بكافة أوجه الدفاع والدفوع أو قصر نتيجة إجهاد أو أي سبب.. فان المحكمة تنحيه فوراً وتنتدب غيره.. يا طارق لا تخشي شيئاً.. أنت مصري وداخل مصر مهما كان منسوباً إليك. المتهم: أنا أثق في القضاء المصري رئيس المحكمة: كل طلباتك وكلامك سيحقق "بالمللي" فأنت في حضن مصر. المتهم: عاوز أدافع عن نفسي.. وأنكر المتهم الاتهامات الموجهة إلي. رئيس المحكمة: المحكمة حريصة علي تحقيق الدفاع عنك وإذا أجهد الفكر المحامي فان المحكمة ستنتدب لك محامياً آخراً.. وآخر.. وآخر.. ولو خلصت نقابة المحامين.. عاوز أكثر من كده؟! المتهم: أنا لي طلبات لو سمعها المحامي الآن.. هيوافقني عليها. رئيس المحكمة: علشان المحامي يشوف طلباتك سليمة أو غير سليمة.. اتفضل يا أستاذ اتكلم معه علبال ما نأخذ قرار التأجيل.. نرفع الجلسة عشر دقائق. المتهم: ماشي.. شكراً يا أفندم دخل محامي المتهم القفص وانزوي بالمتهم إلي أحد أركان القفص.. والحراس مازالوا متواجدين.. بدا المتهم منفعلاً ويستخدم يديه في الحديث مع المحامي.. وبعد ثلاث دقائق تقريباً خرج المحامي..إلا أنه عاد ثانية إلي المتهم داخل القفص وأخذ يسجل طلبات المتهم في ورقة.. وكانت الاثنان في هذه المرة يجلسان علي "رجليهما" وعندما خرج المحامي.. عاد وتحدث للمرة الثالثة مع المتهم لكن من خارج القفص. عادت المحكمة لعقد جلستها في الساعة الثانية عشرة وخمس دقائق.. وقال رئيس المحكمة ان طارق تقدم بثلاثة طلبات عن طريق محاميه.. أول هذه الطلبات إحالته للطب الشرعي لبيان ما به من إصابات.. والثاني ندب خبير كمبيوتر لفحص الكمبيوتر.. والثالث الطعن بالتزوير علي البلاغ المرفق بالأوراق حيث قال المتهم ان بلاغه كان شفوياً. أنكر المتهم البلاغ الموجود في الأحراز وقال انه تقدم ببلاغ للسفارة المصرية في الصين عن شكوكه في بعض التجار السوريين واللبنانيين بأن هناك عصابة دولية تتاجر في النفايات والأعضاء البشرية. قال رئيس المحكمة موجهاً كلامه للمتهم: يا طارق أنت طالب فحص الكمبيوتر المنسوب إليك أنه ضبط معك في المطار.. وأنك تسلمته من جهاز الموساد ودُربت عليه.. وهذا الجهاز من أجهزة المخابرات في دول العالم معقد جداً ولا يفتح إلا بشفرات من خبراء أجهزة الأمن القوي ويحتوي الجهاز علي معلومات سرية عن منشآت في دولة عربية شقيقة- يقصد سوريا- ومن ثم وقد جري تفريغه في مظروف.. وأضاف رئيس المحكمة: انه عندما يعن للمحكمة في مرحلة من مراحل الدعوي ان تفض المظروف وتطلع علي المعلومات.. فسيكون في جلسة سرية حفاظاً علي الأمن القومي في الدولة الشقيقة.. ومن ثم فان طلبك باحالة جهاز الكمبيوتر لخبير.. مرفوض تماماً.. من الممكن ان تستدعي المحكمة خبراء الأمن القومي لفضه وتفريغه في جلسة سرية.. المحكمة لا تريد الضرر بدولة شقيقة. المتهم: أوكيه.. أنا موافق. وفيما يتعلق بطلب إحالة المتهم للطب الشرعي.. قال رئيس المحكمة إنه لا مانع من ذلك لبيان ذلك. المتهم: فيه طلب أخير.. ممكن رئيس المحكمة: قررت المحكمة التأجيل لجلسة 12 فبراير القادم وعلي النيابة عرض المتهم علي الطب الشرعي لبيان ما اذا كان به إصابات وتاريخ حدوثها والأداة المستخدمة فيها مع استمرار حبس المتهم علي ذمة القضية وصرحت المحكمة لدفاع المتهم بالحصول علي صورة مجانية من ملف القضية. وأضاف رئيس المحكمة: اطلب ما شئت يا طارق فرد عليه المتهم: شكراً. قال محمد عبدالحميد محامي المتهم ل "الجمهورية" انه لا تربطه أية علاقة بينه وبين المتهم وانه لم يسبق وأن شاهده من قبل ولا يعرف أسرته ولا أحد من أقاربه وأنه فوجيء بطلب المتهم من خلال القنوات الفضائية والصحف. سألت "الجمهورية" المحامي لماذا قام المتهم باختيارك للدفاع عنه فأجاب: الوحيد الذي يجيب علي هذا السؤال هو المتهم وليس أنا وانما أعتقد انه حصل علي اسمي من أحد المساجين. أضاف ان القضية ليست سهلة وأنه سوف يقوم بدوره علي أكمل وجه وبكل صدق وأمانة وشرف بعد الاطلاع علي أوراق القضية. كما قال عبدالعزيز عامر محامي الجلسة السابقة انه سوف يحضر جميع جلسات المحاكمة لمراقبة دفاع المتهم فقط لعدم تجاوزه أو التقصير في الدفاع عن المتهم. من ناحية أخري التقت "الجمهورية" بمعتز اللبان- محام- وقرر انه سوف يقيم دعوي ضد المتهم يطالب فيها بتعويض مدني مؤقت قدره 1001 جنيه علي ما سببه من أضرار مادية ومعنوية تجاه الشعب المصري. أشرف علي تأمين الجلسة اللواءات عابدين يوسف مساعد وزير الداخلية لأمن حلوان ومحمد الشاذلي نائب مدير الأمن وحسن السوهاجي مدير الادارة العامة للمباحث ومصطفي صوفي مدير ادارة الترحيلات والعمداء محمد أحمد خليل مشرف حرس المحكمة وأيمن شوقي رئيس مباحث المرور والعقيد عادل الشافعي رئيس مباحث الوحدات والمقدمون شريف زهران وأمجد عثمان وطارق مهران ومحمد ذري ومحمود عبود ومحمد عبدالهادي. عقدت الجلسة برئاسة المستشار جمال الدين صفوت وعضوية المستشارين محمد طه جابر ومحمود الموالي وبحضور المستشار طاهر الخولي المحامي العام لنيابات أمن الدولة العليا وبحضور محمد عبدالعزيز وصبحي طعيمة. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق