السادات وقف بعد صراخ الاسلامبولى قائلا :فيه إيه يا ولد ..فيه إيه يا ولد
تحقيق : جمـــال الكشــكي
اليوم : 6 أكتوبر عام1981 الحدث: اغتيال الرئيس محمد أنور السادات المكان: المنصة الأسم: المقدم أحمد محمد فولي فلنبدأ باليوم فهو تاريخ ارتبط بنصر عظيم صار مناسبة لاتغفلها ذاكرة الشعوب إذ هو حرب السادس من أكتوبر عام1973.
أما الحدث: فهو مثار جدل الآن وتفاصيل.. آراء.. اجتهادات قضايا.. ومحاكم بينما المكان فهو المنصة التي شهدت العرض العسكري الذي طوي به القدر مرحلة ليبدأ مرحلة جديدة صارت قديمة الآن
لكن الاسم: فعلينا ان نتوقف امامه كثيرا لنفتح ذاكرته ونقرأ اسرارا ونرصد مشاهد وصفها لنا منذ ان كان ضابطا بشرطة رئاسة الجمهورية برتبة المقدم.. هو الآن لواء احمد فولي الذي شاهد لحظات اغتيال الرئيس السادات منذ البداية وحتي غرفة التشريح داخل مستشفي القوات المسلحة بالمعادي.
كتابة التاريخ مهمة ثقيلة.. وسرد الحقائق امانة.. وتزييف الواقع خيانة وتضليل, وما بينهما توقف معنا اللواء احمد فولي عند حادث المنصة ليعود بذاكرته إلي عام1981 ليقول عشت لأروي ما شهدته وعشته وسجلته وكنت مشاركا فيه.
مشاهد عديدة وتفاصيل مثيرة ابطالها بعضهم لايزال علي قيد الحياة وبعضهم وافته المنية في حينها بينما البعض الآخر التزم الصمت حتي الآن لكن دعونا نعد عرضها علي الورق بلسان احد شهودها المقدم احمد فولي وعلي مسئوليته كاملة.
النهــــــــــــــــــــــــــــــــاية
هنا داخل مستشفي القوات المسلحة بالمعادي يخرج كبير الجراحين الي غرفة الانتظار المجاورة الي غرفة العمليات, حيث يوجد الرئيس السادات.. تسأله السيدة جيهان السادات.. إيه الاخبار يا دكتور.. لم يستطع كبير الجراحين ان يتمالك اعصابه وانفجر في بكاء عميق.. لتردد السيدة جيهان وهي تضرب بكفيها: الريس خلاص.. انا فهمت.. انا فهمت.. وتبدأ ملامح جديدة لمرحلة حكم جديدة في مصر بشكل عام وداخل اسرة الرئيس السادات بشكل خاص.
المشهـــــــــــــــــــــــــــــــد الأول
يتوجه المقدم احمد فولي في صباح ذلك اليوم ضمن قوات خدمة تأمين وحراسة المنصة يوم العرض العسكري يقف يسار الصف الأول علي السلالم المؤدية الي ارض العرض وبجواره احد ضباط الحرس الجمهوري يدعي المقدم ممدوح رياض, ويبدأ العرض.. الطيران يمر امام المنصة في لحظة مرور التشكيل الخاص بالمدافع(131 م) وهو مدفع ثقيل وكبير الحجم.. فجأة تأتي سيارة لوري من سيارات العرض.. تسير لحظات وتتوقف لحظات اخري.. يهمس الفولي في اذن زميله ممدوح رياض قائلا: هي حبكت السيارة دي متعطلش غير امام المنصة.. لم يصل الاثنان الي تفسير بينما بعد ذلك اثبتت التحقيقات ان الذي كان يجلس بجوار سائقها هو خالد الاسلامبولي الذي كان يجبر السائق علي التوقف وعندما كان يرفض السائق يلجأ الاسلامبولي الي رفع فرامل اليد.. لينزلها السائق ثم يعود الاسلامبولي ليرفعها مرة اخري وهكذا استمر المشهد لدقائق.. بينما كان يجلس في صندوق السيارة كل من عطا طايل وحسين عباس وعبد الحميد عبد السلام مسلحين.
المشهـــــــــــــــــــــــــــــــد الثاني
يهبط خالد الاسلامبولي من السيارة.. ويفر نحو السائق خائفا بينما يتوجه خالد باتجاه المنصة للمكان الذي كان يجلس فيه الرئيس السادات ومرافقوه.. لايمسك خالد اية اسلحة في يديه اثناء تلك اللحظة.. بل كان فقط يصرخ باصوات غير مفهومة.. ويشيح بيديه.. في هذه اللحظة يقف الرئيس السادات متسائلا: فيه إيه ياولد؟ فيه إيه ياولد؟! يظهر في الكادر من الخلف اللواء حسن علام كبير الياوران.. لانه عادة في البروتوكول عندما يقف الرئيس يلاحقه في الوقفة كبير الياوران.. السادات يعتقد أن الإسلامبولي صاحب مظلمة لا أكثر فجأة يخرج خالد الاسلامبولي من داخل ملابسه قنبلتين يدويتين ويقوم بالقائهما باتجاه المنصة.. تتفجر القنبلتان.. الناس في ذهول.. حالة هرج ومرج.. ينتبه الحضور بعد الانفجار.. بينما يرجع خالد الي الخلف باتجاه كابينة السيارة التي كان يجلس بها.. لكن في نفس التوقيت يبدأ الثلاثة عطا طايل وحسين عباس وعبد الحميد عبد السلام باطلاق رصاص البنادق الآلية في اتجاه المنصة.. ويعود خالد في نفس اللحظة بعد ان احضر رشاشا من كابينة السيارة ليواصل اطلاق النيران.. ويقف الاربعة في اتجاه المنصة التي كانت تبعد عنهم نحو30 مترا.. وبسرعة شديدة يتوجه خالد الي منتصف المنصة ويتوجه عبد الحميد عبد السلام الي السلم من ناحية اليمين, حيث يقف المقدم احمد فولي برفقة المقدم ممدوح رياض من الحرس الجمهوري, محاولا الوصول الي مكان جلوس الرئيس السادات من داخل المنصة لكن لم يستطع الوصول إذ إن المقدم عصام شحاتة من امن الرئاسة يجلس بجوار سليم رزق الله مترجم الرئيس وسرعان ما يعاجل عبد الحميد عبد السلام برصاصة تسكن بطنه يأخذها وينسحب.
المشهـــــــــــــــــــــــــــــــد الثالث
الحرس الجمهوري يلقي القبض علي الثلاثة احياء عطا وعبد الحميد وخالد بعد ان هرب حسين اثر نفاذ ذخيرته ويتحرك المقدم فولي من مكانه بسرعة للاشتراك في إخلاء الرئيس من مكانه.. لا يري شيئا.. الدخول أو الوصول ليس سهلا.. كومة كراسي ومقاعد تراكمت.. يقفز المقدم الفولي مستخدما الكرسي الشهير الذي كان خاليا وموضوعا أمام المنصة أسفل مكان جلوس الرئيس من ناحية الشارع وهذا الكرسي يثير تساؤلات عديدة حول فكرة تركه خاليا أسفل المنصة.
يستطيع المقدم الفولي دخول المنصة لكنه لا يجد الرئيس بينما يجد النائب محمد حسني مبارك وممدوح سالم وهما يحاولان القفز.. ويقفز الفولي ويتخطي المصابين والقتلي والكراسي الملقاة عليهم إذا به يسمع صوت ضابط يناديه: الحقني يا أحمد يا فولي.. الحقني يا أحمد يا فولي.. الريس معايا.. الرئيس ينزف الدماء.. الضابط الذي ينادي الفولي هو المقدم محمد حمص من الحرس الجمهوري يمسك بالرئيس من منطقة الوسط.. يشاركه الفولي في الإمساك بالرئيس من قدميه من الجزء الأسفل ويبدأ حمص في الأمساك بالرئيس من الجزء الأعلي.. بعد خطوتين أو ثلاث يسقط منهما الرئيس فوق الأرض.. يستبدل الاثنان أماكنهما ويمسك الفولي بالرئيس من النصف الأعلي حيث منطقة الصدر واضعا رأسه علي ساعده الأيسر ويده اليمني تحتضن الرئيس حتي ظهره, بينما حمص يمسك بالجزء الأسفل ويتوجه به الاثنان مسرعين الي الطائرة والنزيف يزداد بكثافة من فم الرئيس.. الطائرة الجازيل تقلع به الي مستشفي القوات المسلحة بالمعادي, برفقة ضباط من الحراسة الخاصة.
المشهـــــــــــــــــــــــــــــــد الرابع
لم يتوقع أحد أنها محاولة اغتيال وتنتهي, بل يعتقد البعض للحظات ومنهم المقدم الفولي أنها عملية انقلاب عسكري.. ويقرر أن يعود لإخلاء حرم الرئيس السادات السيدة جيهان حيث كانت تجلس في شرفة الدور الأول لمشاهدة العرض بصحبة سوزان مبارك وفايدة كامل.
تسأل السيدة جيهان: الرئيس ماله يا فولي؟!
الفولي يرد: الريس بخير.
تواصل السيدة جيهان: ازاي بخير.. أنا شيفاك من الشرفة وبدلتك غرقانه دم.
الفولي يحاول تهدئتها: هو بخير.. بس متعور في إيده.. وان شاء الله هيكون كويس.
السيدة جيهان لم يهدأ لها بال حتي تذهب الي مستشفي المعادي لتعرف الحقيقة.. وبالفعل تذهب برفقة الحراسة لتجد الرئيس في غرفة العمليات.. بينما هي تجلس في الغرفة المجاورة.. غرفة الانتظار.
المشهـــــــــــــــــــــــــــــــد الخامس
يقف المقدم الفولي في حيرة وارتباك شديدين بينما صوت يناديه: الحقني.. الحقني؟! ينظر حوله ليجد العميد وجدي مسعد قائد الحراسة الخاص بالرئيس ملقي علي ظهره ومصابا بأعيرة نارية.. ينقله الي سيارة الأسعاف.. تم يتذكر فجأة ضرورة الذهاب الي مستشفي المعادي ليلحق بالرئيس السادات وأسرته.. فإذ به يلتقي بالعقيد محمد عادل فريد من شرطة الرئاسة واللواء مصطفي صادق مدير أمن الرئاسة الذي صار محافظا لبورسعيد.. فيما بعد.. لم يجدوا سيارة تقلهم وفجأة وقعت عين أحدهم علي سيارة مرسيدس سوداء يقف بجوارها السائق.. يطلبون منه التوجه الي المستشفي فيقول لهم: لأ.. أنا مقدرش أترك مكاني.. أنا في انتظار سيادة الوزير محمد أحمد لم يتردد الفولي في تهديده وإجباره علي الذهاب السائق يسمع الكلام ويركبون معه ويسيرون في عكس الاتجاه الذي كانت تسير فيه سيارات العرض العسكري.. وبينما كانت السيارة تسارع الأرض.. يجدون فجأة الطريق مغلقا بسبب سيارة لوري تسد الطريق بعطل بها يتركون السيارة المرسيدس السوداء.. ثم يشهرون السلاح في وجه سائق آخر بعد أن يعبروا الطريق المغلق.. هنا لا يستطع أحد معارضتهم فهؤلاء يرتدون الزي العسكري ويمسكون في أيديهم الأسلحة.. تتوقف سيارة لتنقلهم الي مستشفي المعادي.. يدخلون حيث غرفة العمليات وبداخلها الرئيس.. السيدة جيهان السادات وبناتها الثلاث لبني ونهي, وجيهان الصغري يجلسن معها في غرفة الانتظار.. حالة من الحزن والوجوم تعتصر الحضور من هول المشهد.. المقدم الفولي يدخل في حالة انهيار وهبوط حاد بينما تظهر ملامح القوة والتماسك علي وجه السيدة جيهان التي تنادي ابنتها لبني:( اعملي ميه بسكر للفولي بسرعة) وبينما يحاول الفولي أن يلملم نفسه ويلتقط أنفاسه يخرج من غرفة العمليات كبير الجراحين فتنتفض السيدة جيهان وتسأله ها.. يا دكتور.. هل إحنا محتاجين استدعاء جراحين من الخارج فرد كبير الجراحين: لأ.. أطباؤنا شغالين.. ثم راح في بكاء عميق.. السيدة جيهان تهز رأسها وتضرب كفيها لتقول: الريس خلاص.. أنا كده فهمت ثم تنادي: يا فولي نادي لي سيادة النائب.. يخرج الفولي من غرفة الانتظار ليجد النائب محمد حسني مبارك ومعه ممدوح سالم والنبوي إسماعيل يحاول الفولي الاقتراب منهم.. ليجد النبوي إسماعيل يقول لمبارك: أنا مش قلت بلاش العرض يا فندم.. مش قلت بلاش العرض يا فندم.. يقترب الفولي أكثر ليخبر سيادة النائب بأن يذهب الي السيدة جيهان السادات.. لتقول له: سيادة الريس.. مصر أمانة في أيديكم لحظات من الصمت.. عدم القدرة علي الكلام.. لحظة فارقة ومشهد فاصل.. يعود مبارك ومن معه الي مجلس الوزراء بينما تنادي السيدة جيهان بناتها وحراستها( تعالوا نودع الريس)..( هنا حسب رواية الفولي حول تصرفات السيدة جيهان السادات فهي امرأة قوية.. متماسكة.. تقوي علي الوصف).. تعود السيدة جيهان وحراسها وبناتها الي المنزل ويظل الفولي وزميله المقدم عصام شحاتة داخل المستشفي بجوار جثمان الرئيس.. فجأة يعلم الاثنان بوجود المتهمين الثلاثة بعد القبض عليهم مصابين وهم خالد الأسلامبولي, وعبدالحميد عبدالسلام وعطا طايل داخل نفس المستشفي فيذهبان اليهم.. فيجدان ضباطا من القوات المسلحة يستجوبون المتهمين داخل غرفتهم.. بينما عطا طايل في حالة انهيار يحاول الانتخار بكسر ترمومتر الحرارة في فمه, وبينما وقعت عين عبدالحميد عبدالسلام تجاه المقدم عصام شحاتة فإذا به يقول له: إنت اللي ضربتني بالطلقة في بطني لكنني رفضت أموتك.. لأنني كنت عايز أوصل للسادات.. بعد هذه الجملة يصمت الطرفان ويترك الفولي وشحاتة غرفة المتهمين ويتوجهان لحراسة جثمان الرئيس وينضم اليهما المقدم مدحت الغرباوي والمقدم حسن صدقي والعقيد محمد السباعي من الحرس الجمهوري ليتناوبوا الحراسة.
المشهـــــــــــــــــــــــــــــــد السادس
يحاول الفولي في اليوم التالي استلام ملابس الرئيس الكاب والجاكت, والملابس الداخلية ونجمة سيناء داخل باستيلة بلاستيك يعطيها له كبير الأطباء الشرعين يدعي الدكتور الكيلاني, وفي هذه الاثناء يأتي اليه ضابط أمن بالمستشفي ومعه صور للأشعة المأخوذه للجثمان ويعرضها علي د.الكيلاني ويقول له: يا دكتور: عايزينك تذكر في تقريرك أن المقذوف الصغير الذي ظهر في الأشعة أعلي الصدر بجوار الترقوة هو عبارة عن طلقة طبنجة.. يرد د.الكيلاني: يا ابني أنا عمري فوق السبعين سنة.. وكبير الأطباء الشرعين.. وده الرئيس أنور السادات رئيس الجمهورية.. يعني مقدرش أقول حاجة بناء علي صورة أشعة.. أنا لازم أفتح.. وأشوف وبعدين أكتب.. غير كده لأ.. ينزعج الفولي لكلام ضابط أمن المستشفي ويسأله: تقصد أيه بطلقة الطبنجة؟! ثم إن المتهمين لم يكن بحوزتهم طبنجات؟! ولا حضرتك تقصد أن الحراسة هي اللي قتلته؟! يرد ضابط الأمن: لأ المقذوف صغير وليس مقذوف بندقية آلية؟! ثم ينهي الفولي الحديث, ويأخد الملابس ويتوجه الي منزل الرئيس بالجيزة لتوصيل الملابس, وبينما يجلس الفولي في غرفة السكرتارية.. يحدث أمامه اتصال بين الدكتور فؤاد محيي الدين والسيدة جيهان السادات.. ترد السيدة جيهان علي التليفون: ألو يا دكتور فؤاد..
أيوه يا هانم في حاجة مهمة لازم تتعمل بخصوص جثمان سيادة الرئيس.
السيدة جيهان: إيه يا دكتور؟!
د.فؤاد: لازم يتم تشريح الجثة.
السيدة جيهان: لأ.. هيبقي صعب علينا جدا.
د.فؤاد: التشريح يا فندم لصالح التحقيقات.
السيدة جيهان: اذا كان كده.. أنا موافقة يا دكتور.. أنا أروح علي المستشفي حالا.. تنتهي المكالمة.. ويطلب العميد الجوهري أحد ضباط الحراسة من الفولي سرعة العودة الي المستشفي مؤكدا له أن الأستاذ جمال السادات عاد من أمريكا وسوف يتجه بصحبة الهانم الي المستشفي لحضور تشريح الجثة.. يذهب الفولي مسرعا الي المستشفي ويبلغونه عبر اللاسلكي أثناء طريقه بمنطقة الملك الصالح بأن السيدة جيهان وجمال السادات في طريق المستشفي, وداخل المستشفي يلتقي الفولي بأفراد الأسرة.. ويذهبون الي اللواء كريم مدير المستشفي ويبلغونه بأنهم سوف يحضرون التشريح.. وإذ به يرفض رفضا باتا.. يغضب جمال السادات.. ولم يكن أمامه بد من محاولة الاتصال بالنائب محمد حسني مبارك ويقوم ضابط الحراسة بهذه المهمة ويتحدث الطرفان.. جمال السادات ومبارك ويتم حوار بينهما نصه كما يلي:
جمال السادات: لو سمحت يا سيادة الريس قيل إنها المرة الأولي التي قيل فيها لمبارك يا سيادة الرئيس: أول وأخر طلب أطلبه من حضرتك.. أنا وأمي عايزين نحضر تشريح جثة والدي.. واللواء كريم رافض واثناء المكالمة يردد جمال السادات: لأ.. حضرتك متتعبش نفسك.. إحنا هناك ومعنا الزملاء الضباط ثم يقوم الابن جمال السادات بإعطاء السماعة للواء طبيب كريم الذي يظل يردد:
(حاضر يا فندم.. حاضر يا فندم.. حاضر يا فندم) تنتهي المكالمة.. وتسأل السيدة جيهان.. فين مكان المشرحة يا فولي؟! يشرح لها الفولي وفور دخولهم باب غرفة التشريح.. تشترط السيدة جيهان السادات عدم دخول أي شخص غير المقدم الفولي وابنها جمال.. بينما يهمس الفولي في أذنها ليستأذنها بدخول زميله عصام شحاتة من أمن الرئاسة فتوافق, ويتم إخراج جثمان الرئيس من الثلاجة للتشريح.
المشهـــــــــــــــــــــــــــــــد السابع
الطبيب يخرج المقذوف محل الخلاف.. لتأخذه السيدة جيهان وتسأل: ده أيه يا فولي؟!
يرد الفولي: ده يا فندم لب الرصاصة الحارقة الخارقة فبعد أن ارتطمت بالرخامة التي كانت أمام الريس غيرت اتجاهها وجاءت من أسفل الي أعلي مخترقة الجانب الأيسر للرئيس من صدره في الاتجاه الأعلي حتي سكنت بجوار الترقوة بالكتف اليمني.
تواصل السيدة جيهان سؤالها: يعني الرصاص ده زي اللي استخدموه الولاد؟!
يرد الفولي: أيوه يا أفندم هذا هو اللب الداخلي للبنادق الخارقة الحارقة.
السيدة جيهان السادات: أنا كده استريحت.
تحقيق : جمـــال الكشــكي
اليوم : 6 أكتوبر عام1981 الحدث: اغتيال الرئيس محمد أنور السادات المكان: المنصة الأسم: المقدم أحمد محمد فولي فلنبدأ باليوم فهو تاريخ ارتبط بنصر عظيم صار مناسبة لاتغفلها ذاكرة الشعوب إذ هو حرب السادس من أكتوبر عام1973.
أما الحدث: فهو مثار جدل الآن وتفاصيل.. آراء.. اجتهادات قضايا.. ومحاكم بينما المكان فهو المنصة التي شهدت العرض العسكري الذي طوي به القدر مرحلة ليبدأ مرحلة جديدة صارت قديمة الآن
لكن الاسم: فعلينا ان نتوقف امامه كثيرا لنفتح ذاكرته ونقرأ اسرارا ونرصد مشاهد وصفها لنا منذ ان كان ضابطا بشرطة رئاسة الجمهورية برتبة المقدم.. هو الآن لواء احمد فولي الذي شاهد لحظات اغتيال الرئيس السادات منذ البداية وحتي غرفة التشريح داخل مستشفي القوات المسلحة بالمعادي.
كتابة التاريخ مهمة ثقيلة.. وسرد الحقائق امانة.. وتزييف الواقع خيانة وتضليل, وما بينهما توقف معنا اللواء احمد فولي عند حادث المنصة ليعود بذاكرته إلي عام1981 ليقول عشت لأروي ما شهدته وعشته وسجلته وكنت مشاركا فيه.
مشاهد عديدة وتفاصيل مثيرة ابطالها بعضهم لايزال علي قيد الحياة وبعضهم وافته المنية في حينها بينما البعض الآخر التزم الصمت حتي الآن لكن دعونا نعد عرضها علي الورق بلسان احد شهودها المقدم احمد فولي وعلي مسئوليته كاملة.
النهــــــــــــــــــــــــــــــــاية
هنا داخل مستشفي القوات المسلحة بالمعادي يخرج كبير الجراحين الي غرفة الانتظار المجاورة الي غرفة العمليات, حيث يوجد الرئيس السادات.. تسأله السيدة جيهان السادات.. إيه الاخبار يا دكتور.. لم يستطع كبير الجراحين ان يتمالك اعصابه وانفجر في بكاء عميق.. لتردد السيدة جيهان وهي تضرب بكفيها: الريس خلاص.. انا فهمت.. انا فهمت.. وتبدأ ملامح جديدة لمرحلة حكم جديدة في مصر بشكل عام وداخل اسرة الرئيس السادات بشكل خاص.
المشهـــــــــــــــــــــــــــــــد الأول
يتوجه المقدم احمد فولي في صباح ذلك اليوم ضمن قوات خدمة تأمين وحراسة المنصة يوم العرض العسكري يقف يسار الصف الأول علي السلالم المؤدية الي ارض العرض وبجواره احد ضباط الحرس الجمهوري يدعي المقدم ممدوح رياض, ويبدأ العرض.. الطيران يمر امام المنصة في لحظة مرور التشكيل الخاص بالمدافع(131 م) وهو مدفع ثقيل وكبير الحجم.. فجأة تأتي سيارة لوري من سيارات العرض.. تسير لحظات وتتوقف لحظات اخري.. يهمس الفولي في اذن زميله ممدوح رياض قائلا: هي حبكت السيارة دي متعطلش غير امام المنصة.. لم يصل الاثنان الي تفسير بينما بعد ذلك اثبتت التحقيقات ان الذي كان يجلس بجوار سائقها هو خالد الاسلامبولي الذي كان يجبر السائق علي التوقف وعندما كان يرفض السائق يلجأ الاسلامبولي الي رفع فرامل اليد.. لينزلها السائق ثم يعود الاسلامبولي ليرفعها مرة اخري وهكذا استمر المشهد لدقائق.. بينما كان يجلس في صندوق السيارة كل من عطا طايل وحسين عباس وعبد الحميد عبد السلام مسلحين.
المشهـــــــــــــــــــــــــــــــد الثاني
يهبط خالد الاسلامبولي من السيارة.. ويفر نحو السائق خائفا بينما يتوجه خالد باتجاه المنصة للمكان الذي كان يجلس فيه الرئيس السادات ومرافقوه.. لايمسك خالد اية اسلحة في يديه اثناء تلك اللحظة.. بل كان فقط يصرخ باصوات غير مفهومة.. ويشيح بيديه.. في هذه اللحظة يقف الرئيس السادات متسائلا: فيه إيه ياولد؟ فيه إيه ياولد؟! يظهر في الكادر من الخلف اللواء حسن علام كبير الياوران.. لانه عادة في البروتوكول عندما يقف الرئيس يلاحقه في الوقفة كبير الياوران.. السادات يعتقد أن الإسلامبولي صاحب مظلمة لا أكثر فجأة يخرج خالد الاسلامبولي من داخل ملابسه قنبلتين يدويتين ويقوم بالقائهما باتجاه المنصة.. تتفجر القنبلتان.. الناس في ذهول.. حالة هرج ومرج.. ينتبه الحضور بعد الانفجار.. بينما يرجع خالد الي الخلف باتجاه كابينة السيارة التي كان يجلس بها.. لكن في نفس التوقيت يبدأ الثلاثة عطا طايل وحسين عباس وعبد الحميد عبد السلام باطلاق رصاص البنادق الآلية في اتجاه المنصة.. ويعود خالد في نفس اللحظة بعد ان احضر رشاشا من كابينة السيارة ليواصل اطلاق النيران.. ويقف الاربعة في اتجاه المنصة التي كانت تبعد عنهم نحو30 مترا.. وبسرعة شديدة يتوجه خالد الي منتصف المنصة ويتوجه عبد الحميد عبد السلام الي السلم من ناحية اليمين, حيث يقف المقدم احمد فولي برفقة المقدم ممدوح رياض من الحرس الجمهوري, محاولا الوصول الي مكان جلوس الرئيس السادات من داخل المنصة لكن لم يستطع الوصول إذ إن المقدم عصام شحاتة من امن الرئاسة يجلس بجوار سليم رزق الله مترجم الرئيس وسرعان ما يعاجل عبد الحميد عبد السلام برصاصة تسكن بطنه يأخذها وينسحب.
المشهـــــــــــــــــــــــــــــــد الثالث
الحرس الجمهوري يلقي القبض علي الثلاثة احياء عطا وعبد الحميد وخالد بعد ان هرب حسين اثر نفاذ ذخيرته ويتحرك المقدم فولي من مكانه بسرعة للاشتراك في إخلاء الرئيس من مكانه.. لا يري شيئا.. الدخول أو الوصول ليس سهلا.. كومة كراسي ومقاعد تراكمت.. يقفز المقدم الفولي مستخدما الكرسي الشهير الذي كان خاليا وموضوعا أمام المنصة أسفل مكان جلوس الرئيس من ناحية الشارع وهذا الكرسي يثير تساؤلات عديدة حول فكرة تركه خاليا أسفل المنصة.
يستطيع المقدم الفولي دخول المنصة لكنه لا يجد الرئيس بينما يجد النائب محمد حسني مبارك وممدوح سالم وهما يحاولان القفز.. ويقفز الفولي ويتخطي المصابين والقتلي والكراسي الملقاة عليهم إذا به يسمع صوت ضابط يناديه: الحقني يا أحمد يا فولي.. الحقني يا أحمد يا فولي.. الريس معايا.. الرئيس ينزف الدماء.. الضابط الذي ينادي الفولي هو المقدم محمد حمص من الحرس الجمهوري يمسك بالرئيس من منطقة الوسط.. يشاركه الفولي في الإمساك بالرئيس من قدميه من الجزء الأسفل ويبدأ حمص في الأمساك بالرئيس من الجزء الأعلي.. بعد خطوتين أو ثلاث يسقط منهما الرئيس فوق الأرض.. يستبدل الاثنان أماكنهما ويمسك الفولي بالرئيس من النصف الأعلي حيث منطقة الصدر واضعا رأسه علي ساعده الأيسر ويده اليمني تحتضن الرئيس حتي ظهره, بينما حمص يمسك بالجزء الأسفل ويتوجه به الاثنان مسرعين الي الطائرة والنزيف يزداد بكثافة من فم الرئيس.. الطائرة الجازيل تقلع به الي مستشفي القوات المسلحة بالمعادي, برفقة ضباط من الحراسة الخاصة.
المشهـــــــــــــــــــــــــــــــد الرابع
لم يتوقع أحد أنها محاولة اغتيال وتنتهي, بل يعتقد البعض للحظات ومنهم المقدم الفولي أنها عملية انقلاب عسكري.. ويقرر أن يعود لإخلاء حرم الرئيس السادات السيدة جيهان حيث كانت تجلس في شرفة الدور الأول لمشاهدة العرض بصحبة سوزان مبارك وفايدة كامل.
تسأل السيدة جيهان: الرئيس ماله يا فولي؟!
الفولي يرد: الريس بخير.
تواصل السيدة جيهان: ازاي بخير.. أنا شيفاك من الشرفة وبدلتك غرقانه دم.
الفولي يحاول تهدئتها: هو بخير.. بس متعور في إيده.. وان شاء الله هيكون كويس.
السيدة جيهان لم يهدأ لها بال حتي تذهب الي مستشفي المعادي لتعرف الحقيقة.. وبالفعل تذهب برفقة الحراسة لتجد الرئيس في غرفة العمليات.. بينما هي تجلس في الغرفة المجاورة.. غرفة الانتظار.
المشهـــــــــــــــــــــــــــــــد الخامس
يقف المقدم الفولي في حيرة وارتباك شديدين بينما صوت يناديه: الحقني.. الحقني؟! ينظر حوله ليجد العميد وجدي مسعد قائد الحراسة الخاص بالرئيس ملقي علي ظهره ومصابا بأعيرة نارية.. ينقله الي سيارة الأسعاف.. تم يتذكر فجأة ضرورة الذهاب الي مستشفي المعادي ليلحق بالرئيس السادات وأسرته.. فإذ به يلتقي بالعقيد محمد عادل فريد من شرطة الرئاسة واللواء مصطفي صادق مدير أمن الرئاسة الذي صار محافظا لبورسعيد.. فيما بعد.. لم يجدوا سيارة تقلهم وفجأة وقعت عين أحدهم علي سيارة مرسيدس سوداء يقف بجوارها السائق.. يطلبون منه التوجه الي المستشفي فيقول لهم: لأ.. أنا مقدرش أترك مكاني.. أنا في انتظار سيادة الوزير محمد أحمد لم يتردد الفولي في تهديده وإجباره علي الذهاب السائق يسمع الكلام ويركبون معه ويسيرون في عكس الاتجاه الذي كانت تسير فيه سيارات العرض العسكري.. وبينما كانت السيارة تسارع الأرض.. يجدون فجأة الطريق مغلقا بسبب سيارة لوري تسد الطريق بعطل بها يتركون السيارة المرسيدس السوداء.. ثم يشهرون السلاح في وجه سائق آخر بعد أن يعبروا الطريق المغلق.. هنا لا يستطع أحد معارضتهم فهؤلاء يرتدون الزي العسكري ويمسكون في أيديهم الأسلحة.. تتوقف سيارة لتنقلهم الي مستشفي المعادي.. يدخلون حيث غرفة العمليات وبداخلها الرئيس.. السيدة جيهان السادات وبناتها الثلاث لبني ونهي, وجيهان الصغري يجلسن معها في غرفة الانتظار.. حالة من الحزن والوجوم تعتصر الحضور من هول المشهد.. المقدم الفولي يدخل في حالة انهيار وهبوط حاد بينما تظهر ملامح القوة والتماسك علي وجه السيدة جيهان التي تنادي ابنتها لبني:( اعملي ميه بسكر للفولي بسرعة) وبينما يحاول الفولي أن يلملم نفسه ويلتقط أنفاسه يخرج من غرفة العمليات كبير الجراحين فتنتفض السيدة جيهان وتسأله ها.. يا دكتور.. هل إحنا محتاجين استدعاء جراحين من الخارج فرد كبير الجراحين: لأ.. أطباؤنا شغالين.. ثم راح في بكاء عميق.. السيدة جيهان تهز رأسها وتضرب كفيها لتقول: الريس خلاص.. أنا كده فهمت ثم تنادي: يا فولي نادي لي سيادة النائب.. يخرج الفولي من غرفة الانتظار ليجد النائب محمد حسني مبارك ومعه ممدوح سالم والنبوي إسماعيل يحاول الفولي الاقتراب منهم.. ليجد النبوي إسماعيل يقول لمبارك: أنا مش قلت بلاش العرض يا فندم.. مش قلت بلاش العرض يا فندم.. يقترب الفولي أكثر ليخبر سيادة النائب بأن يذهب الي السيدة جيهان السادات.. لتقول له: سيادة الريس.. مصر أمانة في أيديكم لحظات من الصمت.. عدم القدرة علي الكلام.. لحظة فارقة ومشهد فاصل.. يعود مبارك ومن معه الي مجلس الوزراء بينما تنادي السيدة جيهان بناتها وحراستها( تعالوا نودع الريس)..( هنا حسب رواية الفولي حول تصرفات السيدة جيهان السادات فهي امرأة قوية.. متماسكة.. تقوي علي الوصف).. تعود السيدة جيهان وحراسها وبناتها الي المنزل ويظل الفولي وزميله المقدم عصام شحاتة داخل المستشفي بجوار جثمان الرئيس.. فجأة يعلم الاثنان بوجود المتهمين الثلاثة بعد القبض عليهم مصابين وهم خالد الأسلامبولي, وعبدالحميد عبدالسلام وعطا طايل داخل نفس المستشفي فيذهبان اليهم.. فيجدان ضباطا من القوات المسلحة يستجوبون المتهمين داخل غرفتهم.. بينما عطا طايل في حالة انهيار يحاول الانتخار بكسر ترمومتر الحرارة في فمه, وبينما وقعت عين عبدالحميد عبدالسلام تجاه المقدم عصام شحاتة فإذا به يقول له: إنت اللي ضربتني بالطلقة في بطني لكنني رفضت أموتك.. لأنني كنت عايز أوصل للسادات.. بعد هذه الجملة يصمت الطرفان ويترك الفولي وشحاتة غرفة المتهمين ويتوجهان لحراسة جثمان الرئيس وينضم اليهما المقدم مدحت الغرباوي والمقدم حسن صدقي والعقيد محمد السباعي من الحرس الجمهوري ليتناوبوا الحراسة.
المشهـــــــــــــــــــــــــــــــد السادس
يحاول الفولي في اليوم التالي استلام ملابس الرئيس الكاب والجاكت, والملابس الداخلية ونجمة سيناء داخل باستيلة بلاستيك يعطيها له كبير الأطباء الشرعين يدعي الدكتور الكيلاني, وفي هذه الاثناء يأتي اليه ضابط أمن بالمستشفي ومعه صور للأشعة المأخوذه للجثمان ويعرضها علي د.الكيلاني ويقول له: يا دكتور: عايزينك تذكر في تقريرك أن المقذوف الصغير الذي ظهر في الأشعة أعلي الصدر بجوار الترقوة هو عبارة عن طلقة طبنجة.. يرد د.الكيلاني: يا ابني أنا عمري فوق السبعين سنة.. وكبير الأطباء الشرعين.. وده الرئيس أنور السادات رئيس الجمهورية.. يعني مقدرش أقول حاجة بناء علي صورة أشعة.. أنا لازم أفتح.. وأشوف وبعدين أكتب.. غير كده لأ.. ينزعج الفولي لكلام ضابط أمن المستشفي ويسأله: تقصد أيه بطلقة الطبنجة؟! ثم إن المتهمين لم يكن بحوزتهم طبنجات؟! ولا حضرتك تقصد أن الحراسة هي اللي قتلته؟! يرد ضابط الأمن: لأ المقذوف صغير وليس مقذوف بندقية آلية؟! ثم ينهي الفولي الحديث, ويأخد الملابس ويتوجه الي منزل الرئيس بالجيزة لتوصيل الملابس, وبينما يجلس الفولي في غرفة السكرتارية.. يحدث أمامه اتصال بين الدكتور فؤاد محيي الدين والسيدة جيهان السادات.. ترد السيدة جيهان علي التليفون: ألو يا دكتور فؤاد..
أيوه يا هانم في حاجة مهمة لازم تتعمل بخصوص جثمان سيادة الرئيس.
السيدة جيهان: إيه يا دكتور؟!
د.فؤاد: لازم يتم تشريح الجثة.
السيدة جيهان: لأ.. هيبقي صعب علينا جدا.
د.فؤاد: التشريح يا فندم لصالح التحقيقات.
السيدة جيهان: اذا كان كده.. أنا موافقة يا دكتور.. أنا أروح علي المستشفي حالا.. تنتهي المكالمة.. ويطلب العميد الجوهري أحد ضباط الحراسة من الفولي سرعة العودة الي المستشفي مؤكدا له أن الأستاذ جمال السادات عاد من أمريكا وسوف يتجه بصحبة الهانم الي المستشفي لحضور تشريح الجثة.. يذهب الفولي مسرعا الي المستشفي ويبلغونه عبر اللاسلكي أثناء طريقه بمنطقة الملك الصالح بأن السيدة جيهان وجمال السادات في طريق المستشفي, وداخل المستشفي يلتقي الفولي بأفراد الأسرة.. ويذهبون الي اللواء كريم مدير المستشفي ويبلغونه بأنهم سوف يحضرون التشريح.. وإذ به يرفض رفضا باتا.. يغضب جمال السادات.. ولم يكن أمامه بد من محاولة الاتصال بالنائب محمد حسني مبارك ويقوم ضابط الحراسة بهذه المهمة ويتحدث الطرفان.. جمال السادات ومبارك ويتم حوار بينهما نصه كما يلي:
جمال السادات: لو سمحت يا سيادة الريس قيل إنها المرة الأولي التي قيل فيها لمبارك يا سيادة الرئيس: أول وأخر طلب أطلبه من حضرتك.. أنا وأمي عايزين نحضر تشريح جثة والدي.. واللواء كريم رافض واثناء المكالمة يردد جمال السادات: لأ.. حضرتك متتعبش نفسك.. إحنا هناك ومعنا الزملاء الضباط ثم يقوم الابن جمال السادات بإعطاء السماعة للواء طبيب كريم الذي يظل يردد:
(حاضر يا فندم.. حاضر يا فندم.. حاضر يا فندم) تنتهي المكالمة.. وتسأل السيدة جيهان.. فين مكان المشرحة يا فولي؟! يشرح لها الفولي وفور دخولهم باب غرفة التشريح.. تشترط السيدة جيهان السادات عدم دخول أي شخص غير المقدم الفولي وابنها جمال.. بينما يهمس الفولي في أذنها ليستأذنها بدخول زميله عصام شحاتة من أمن الرئاسة فتوافق, ويتم إخراج جثمان الرئيس من الثلاجة للتشريح.
المشهـــــــــــــــــــــــــــــــد السابع
الطبيب يخرج المقذوف محل الخلاف.. لتأخذه السيدة جيهان وتسأل: ده أيه يا فولي؟!
يرد الفولي: ده يا فندم لب الرصاصة الحارقة الخارقة فبعد أن ارتطمت بالرخامة التي كانت أمام الريس غيرت اتجاهها وجاءت من أسفل الي أعلي مخترقة الجانب الأيسر للرئيس من صدره في الاتجاه الأعلي حتي سكنت بجوار الترقوة بالكتف اليمني.
تواصل السيدة جيهان سؤالها: يعني الرصاص ده زي اللي استخدموه الولاد؟!
يرد الفولي: أيوه يا أفندم هذا هو اللب الداخلي للبنادق الخارقة الحارقة.
السيدة جيهان السادات: أنا كده استريحت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق