الجمعة، 29 يوليو 2011

إلغاء الهبوط يعطي الحق للزمالك بالمطالبة بدرع الدوري (مقال قوى )


حال الكرة المصرية لا يسر عدو ولا حبيب كل يوم في حال‏,‏ العشوائية هي السمة التي تدار بها‏,‏ لا توجد لوائح تحترم‏,‏ وأصبح كل شيء يسير تبع المزاج والهوي‏.‏
فقد اختلفت الآراء حول قرار اتحاد الكرة بإلغاء الهبوط هذا الموسم ما بين مؤيد ومعارض طبقا للاستفادة من هذا القرار, فالأندية التي لها مصلحة في زيادة عدد أندية الدوري العام مؤيدة للقرار, والأندية التي ليست لها مصلحة بإلغاء الهبوط تعارضه.
تاهت الحقيقة, وضاعت المصلحة العامة للكرة المصرية أمام مصالح الأندية ورغباتها في الوجود بدوري الأضواء والشهرة بطرق غير مشروعة, وتضر بالمصلحة العامة للعبة الشعبية الأولي.
يقع اتحاد الكرة في شر أعماله إذا صدق مجلس الإدارة في اجتماعه المقبل علي قرار إلغاء الهبوط هذا الموسم بحجة الظروف الاستثنائية التي مرت بها الكرة المصرية, لأنه في هذه الحالة سيفتح الباب أمام الجميع للاعتراض علي أي قرار ليس في مصلحة ناد دون الآخر.
وعلي ما يبدو من وراء اتخاذ مثل هذه القرارات وإبطال اللوائح الخاصة بالمسابقات أن اتحاد الكرة يريد أن يقضي بقية مدته في إدارة الكرة المصرية في هدوء ودون ضجيج واعتراضات, وأنه بمثل هذا القرار نجح في شق صف جبهة الأندية المعارضة لسياساته التي طالبت بعقد جمعية غير عادية لسحب الثقة من مجلس زاهر.
اتحاد الكرة يكذب وأيضا لا يتجمل, لأنه يكرر أكثر من مرة أنه ينظر لمصلحة الكرة المصرية, ويعمل عكس ذلك, بقول إنه يحترم اللوائح والقوانين ولا يطبقها, كل قرارات الاتحاد في ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب, وقد تعتقد الأندية التي نجت من الهبوط أن هذا في مصلحتها والعكس صحيح, لأن الموسم المقبل سيكون موسما صعبا علي الجميع الخاسر فيه هي الكرة المصرية وسمعتها.
وقد أبدي الدكتور عمرو أبو المجد المحاضر الدولي تحفظاته علي سياسة اتحاد الكرة, مشيرا إلي أن الكرة المصرية مقبلة علي سنوات عجاف إذا استمرت الأمور تعالج بهذه الطريقة العقيمة.
وقال: إن إلغاء الهبوط هذا الموسم سيؤدي إلي حالة من انعدام الثقة وعدم المصداقية بين اتحاد الكرة وكل عناصر اللعبة لعدم احترامه للوائح وتغييرها في الوقت الذي يجب عليه تنفيذ لوائحه والضرب بيد من حديد علي كل من يخالفها, مشيرا إلي أن عدم هبوط الثلاثي الهابط سيفتح المجال في الموسم المقبل للسير علي الطريق نفسه الذي سار فيه الاتحاد السكندري والمقاولون وسموحة لإلغاء الهبوط, وإذا لم تنفذ طلباتهم فسيلجأون إلي القضاء تحت مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع.
وأشار أبو المجد إلي أنه في حالة إلغاء الهبوط بسبب الأحداث التي شهدتها البلاد يجعل المسابقة غير شرعية, بل ومن حق الزمالك في هذه الحالة المطالبة بأن يكون بطل الدوري لأنه الفريق المتصدر للبطولة في الدور الأول, وأنه تأثر بمثل ما تأثر به باقي الأندية.
وقال: إن اتحاد الكرة يريد أن يتنصل من المسئولية ويحول القضية إلي قضية رأي عام, وهذا أسلوب لا يليق من مجلس إدارة يدير الكرة المصرية الذي يجب أن يتصف بالمصداقية والشفافية بدلا من سياسة اللف والدوران والصفقات المشبوهة.
وحذر الدكتور عمرو أبو المجد من خطورة هذا القرار علي مستقبل الكرة المصرية, مشيرا إلي أن هناك ارتباطات دولية كثيرة, سواء للمنتخبات حيث تجري تصفيات أوليمبياد لندن بالنسبة للمنتخب الأوليمبي وتصفيات إفريقيا2013, وكأس العالم بالنسبة للمنتخب الأول, إلي جانب مشاركة4 أندية في البطولات العربية.
وقال: إن إقامة الدوري بهذا العدد يعني عدم وجود فترات لإعداد المنتخبات الوطنية للبطولات الدولية في ظل حالة من الإجهاد والإصابات وسوء الإعداد بالنسبة للاعبين الدوليين.
وتحدي الدكتور عمرو أبو المجد اتحاد الكرة في إعداد أجندة كاملة للموسم الجديد بها جميع المواعيد الخاصة بالموسم المحلي والارتباطات الدولية, لأن السياسة العامة للكرة المصرية هي العشوائية, مشيرا إلي أن المنهج العلمي الاحترافي لم يصل لاتحاد الكرة حتي الآن.
وأشار إلي أن اتصال الموسم الماضي بالموسم الجديد, وعدم وجود فترة راحة مناسبة, وبالطبع عدم وجود فترة إعداد كما يجب, سيترك آثارا سلبية علي مستوي الأندية واللاعبين, والذي سيدفع الثمن هو المنتخب الوطني.

ليست هناك تعليقات: