الاثنين، 25 يوليو 2011

تفاصيل جديدة فى قضية قيام مجهولين بإطلاق النار وذبح مقاول وزوجته بمنطقة الطالبية،

ابن زوجى الطالبية المذبوحين: اختبأت وشقيقتى أسفل السرير أثناء الجريمة

الإثنين، 25 يوليو 2011 - 21:25
 
كتب بهجت أبو ضيف ـ تصوير محمود الحفناوى
تفاصيل جديدة توصل إليها فريق البحث الجنائى بمديرية أمن الجيزة فى قضية قيام مجهولين بإطلاق النار وذبح مقاول وزوجته داخل شقتهما بمنطقة الطالبية، وربما ستكون من أهم الخيوط التى سيعتمد عليها رجال المباحث للتوصل إلى هوية الجناة وضبطهم بعد تحديد ملامحهم وأوصافهم.

جاءت تلك المعلومات على لسان طفلى المجنى عليهما"محمود" (6 سنوات) و"ندى" (4 سنوات)، اللذين شاهدا المتهمين عقب اقتحامهما الشقة وتهديدهما ووالدتهما بالسلاح، ثم سماعهما لدوى إطلاق النار الذى أصاب والديهما وعثورهما على جثتيهما أعلى سرير غرفة نومهما.

"محمود" ذكر أمام أسامة الشيمى مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة ومحمود عبود وكيل أول النيابة، التفاصيل الكاملة للحادث، قائلا إنه كان بصحبة شقيقته "ندى" يلهوان بغرف الشقة، بينما كانت والدته "راوية"(27 سنة) داخل المطبخ تقوم بالتجهيز لإعداد الطعام فى انتظار والده، الذين طلبوا منه إحضار بعض المأكولات معه عقب صلاته المغرب بمسجد الصفا والمروة الكائن أسفل العقار، خاصة أنهما كانا قد حضرا من سوهاج لزيارة والدهما والإقامة بصحبته منذ 10 أيام فقط.

وأثناء ذلك طرق عليهم الباب أحد الأشخاص، فتوجهت والدته لاستيضاح الأمر وقامت بفتح الباب، ففوجئت بشاب يرتدى بنطالاً وقميصا يبلغ من العمر ما يقرب من 27 سنة، وفتاة ترتدى فستان تبلغ من العمر ما يقرب من 25 عاما، أجهزا عليها، ثم أشهر الشاب سلاحا ناريا وهدد والدته به، وطلب منها النقود التى بحوزتها، إلا أن والدته أنكرت أن بحوزتها أى مبالغ مالية، فقاما بتقييدها من يديها وقدميها ووضعاها داخل غرفة النوم، وقامت الفتاة باصطحابه وشقيقته إلى غرفة نومهما وقيدتهما باستخدام حبل بالسرير.

ويضيف "محمود" أنه سمع والده أثناء فتحه باب الشقة وعقب دخوله هدده الشاب والفتاه ثم أطلقا النار عليه، وطعناه بسكين، وفور ذلك بدأ المتهمان بالتفتيش فى أنحاء الشقة ثم غادراها بعد ما يقرب من 10 دقائق فور وقوع الجريمة.

وتابع "محمود" حديثه لفريق البحث الجنائى قائلا، إنه عقب ذلك تمكن من الإفلات وفك الحبل المقيد به ثم قام بفك قيد شقيقته واختبئا أسفل سرير غرفتهما، حتى تأكدا من مغادرة المتهمين للشقة وتوجها إلى غرفة نوم والديهما ليعثرا عليهما غارقين فى دمائهما، فحاولا تحريك جسديهما إلا أنهما لم يتلقيا أى استجابة منهما فبدأ فى حالة بكاء شديدة ثم اصطحب شقيقته وغادرا الشقة لشعورهما بالخوف وظلا يسيران بالطريق حتى عثر عليهما سائق سيارة أجرة "تاكسى" بشارع فيصل فى حالة انهيار، فقام بتسليمهما إلى قسم شرطة الهرم.

وعقب انتهاء "محمود" من أقواله عجزت شقيقته "ندى" عن الإدلاء بأى تفاصيل لسيناريو الجريمة كما عجزت أيضا عن تحديد أوصاف المتهمين لصغر سنها، بالإضافة إلى إصابتها بحالة نفسية سيئة نتيجة ما تعرضت له من فقدان والديها ومشاهدتها لجثتيهما ملطختين بالدماء فى مشهد بشع.

وفى ذات السياق قام فريق البحث الجنائى الذى يشرف عليه اللواء كمال الدالى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، والعميد فايز أباظة مدير المباحث الجنائية بالاستعانة برسام جنائى تابع لوزارة الداخلية للتوصل إلى صورة تقريبية للشاب والفتاه مرتكبى الجريمة، استنادا إلى الأوصاف التى أدلى بها الطفلان "محمود" و"ندى" لهما، للمساعدة فى تحديد هوية المتهمين والقبض عليهما.

أحداث الواقعة تم الكشف عنها عندما عثر عاملان أثناء سيرهما بالقرب من العقار الذى شهد الجريمة على بطاقة شخصية تحمل اسم "محمد.ع" وظيفته مقاول بناء وبجانبها بطاقة هاتف محمول، وفى محاولة منهما للاستدلال والوصول إلى صاحب المتعلقات وضع أحدهما شريحة الهاتف بهاتفه المحمول وبحث فى الأرقام المسجلة عليه، حتى توصل إلى رقم تم تسجيله باسم "البيت"، فقام بالاتصال عليه وأخبر مجيبه بعثوره على المتعلقات، فأخبره هذا الشخص أنها ملك لشقيقه وطلب منه الانتظار بالشارع حتى يرسل له نجل عمه المقيم بالطالبية لاستلام البطاقة وشريحة الهاتف منه.

وتوجه ابن العم إلى العامل واستلم منه المتعلقات ثم توجه إلى شقة ابن عمه المقاول صاحب البطاقة لتسليمها له فى مسكنه بالعقار رقم 2 بالطابق الثامن شقة رقم 83، وبطرقه الباب لم يتلق أى استجابة من داخل الشقة، فغادر المكان وأحضر باقى أفراد أسرته بعد أن شعر بالقلق حيال ابن عمه، خاصة بعد أن أكد لهم حارس العقار أنه شاهد المقاول أثناء صعوده عقب صلاة المغرب ولم يشاهده يغادر العقار مرة أخرى، ومع ازدياد قلقهم قرروا كسر باب الشقة لاستطلاع الأمر، وبكسر الباب بحضور سكان العقار، فوجئوا بآثار بعثرة بكافة محتويات الشقة، وعندما توجهوا إلى غرفة النوم كانت المفاجأة التى أذهلت الجميع عندما عثروا على المقاول وزوجته غارقين فى دمائهما على سرير غرفة نومهما مفارقين الحياة، وكانت المفاجأة الأخرى بعدم عثورهم على طفليهما الصغيرين بالشقة، وبدأ الجميع فى البحث عن الطفلين أعلى سطح العقار وأسفل السلم وبمداخل العقارات المجاورة إلا أنهم فشلوا فى العثور عليهما.

وعلى الفور قاموا بإبلاغ الأجهزة الأمنية بالحادث ووصل رجال المباحث إلى محل الواقعة، وبدأت معاينة وتحريات العميد جمعة توفيق رئيس مباحث قطاع جنوب الجيزة التى أكدت أن باب الشقة لم يتعرض لأى آثار عنف أو كسر، وأن الجناة دخلوا الشقة بمعرفة المجنى عليهما.

وتبين أن المجنى عليه مصاب بطلق نارى بمنطقة الرأس ومصاب بجرح ذبحى ويرتدى كافة ملابسه، كما يرتدى أيضا حذاءه الأسود، بينما عثر على الزوجة مقيدة اليدين والقدمين بكافة ملابسها مصابة بذبح بالرقبة أسفر عن وفاتها، كما تبين للمقدم أحمد النواوى رئيس مباحث الطالبية ومعاونه الرائد على عبد الكريم اختفاء حقيبة خاصة بالمجنى عليه تحتوى على مبلغ 35 ألف جنيه، خاصة بأعمال إنشاء عقارات يشرف عليها.

ليست هناك تعليقات: