السبت، 9 يوليو 2011


أيمن السباعي
G-12-2.jpg استشهد النقيب محمد علي عبدالعزيز زين الضابط بمباحث مكافحة جرائم سرقة السيارات بمديرية أمن القاهرة فجر أمس وهو يؤدي واجبه اصابته رصاصة اطلقها عليه "حرامي سيارات" أثناء محاولة ضبطه بسيارة ملاكي مسروقة في مطاردة مثيرة. دفع خلالها الضابط حياته لاستعادة السيارة التي سرقها المجرم وفر هاربا وجار تحديد شخصيته وضبطه.وسوف يشيع جثمان الضابط الشاب الشهيد في جنازة عسكرية من مسجد الشرطة بشارع صلاح سالم بالدراسة بحضور قيادات الأمن وأسرته واقاربه وزملائه لتشيعها إلي مسقط رأسه بالسويس.
* قصة الحادث الاجرامي بدأت أحداثه المثيرة عندما تلقي رجال مباحث قسم مكافحة جرائم سرقة السيارات بالقاهرة بلاغا من عاطف حسن لمعي "54 سنة" موظف بشركة سياحة من مدينة نصر قرر فيه باكتشافه سرقة سيارته الملاكي اثناء توقفها بأحد الشوارع بمنطقة النزهة واكد في بلاغه تلقيه اتصالات تليفونيا علي هاتفه المحمول من شخص يطلب مبلغا ماليا لاعادة السيارة له وحدد اللص مكان اللقاء امام مركز شباب الجزيرة بالزمالك لاستلام الفدية.
فور اخطار اللواء محسن مراد مساعد أول وزير الداخلية لأمن العاصمة واللواء أسامة الصغير مدير الادارة العامة للمباحث ونائبه اللواء سامي لطفي.. وضع اللواء عصام سعد مدير المباحث الجنائية خطة لصيد لص السيارات البلطجي الذي يقوم بسرقتها لابتزاز اموال اصحابها مقابل اعادتها لهم.
بعد الاتفاق مع مالك السيارة علي مجاراة اللص وايهامه بالموافقة تم تكليف النقيب محمد علي عبدالعزيز زين "26 سنة" ضابط مباحث مكافحة جرائم سرقة السيارات باعداد اكمنة في المكان المحدد للقاء فاصطحب قوة من الافراد لضبط اللص الذي حاول الفرار هربا بالسيارة المسروقة بمجرد شعوره بالفخ.. فقام ضابط المباحث الشجاع بمطاردته دون تردد حتي منطقة "الكيت كات" بالجيزة وتمكن من استيقاف المتهم الذي رفض الاستسلام وأخرج سلاحه الناري واطلق الرصاص علي الضابط فاصابته رصاصة بالبطن سقط بعدها غارقا في الدماء وترك البلطجي السيارة المسروقة وفر هاربا ليختفي في الشوارع الجانبية خوفا من ضبطه بعدما تجمع الأهالي وباقي افراد قوة الشرطة.
تم نقل الضابط لمستشفي الشرطة في محاولة لاسعافه وانقاذ حياته لكنه استشهد فجر أمس متأثرا باصابته ليدفع حياته فداء لاعادة استقرار وطنه.
ابلغ زملاء الضابط أسرته بالسويس باستشهاده اثناء العمل وحضر أهله في مشهد حزين غير مصدقين. فقد كان الحادث صدمة لهم في ابنهم المشهود له بطيبة القلب وحسن الخلق والشجاعة في عمله ومساعدة المحتاجين.
اضافوا أن الضابط الشهيد من مواليد 18 مايو عام 1985 وتخرج في كلية الشرطة في أغسطس 2006 وعمل فور تخرجه بقسم شرطة الازبكية بالقاهرة وتم نقله بعد عام للسويس وعاد بعدها للعمل كضابط مباحث بقسم مكافحة جرائم سرقة السيارات بمديرية أمن القاهرة منذ حوالي شهر واحد فقط.
أوضحت أسرته أنه متزوج وانجب طفله "علي" منذ عدة شهور وكانت فرحته به كبيرة ولم يتوقع انه سيفارقه بهذه السرعة ويستشهد في عمله ويتركه وحيدا مؤكدين بأنه كان متفانيا في عمله لاقصي درجة ولا يتردد في مواجهة المجرمين وضبطهم مؤمنا برسالته تجاه الشرطة وكان يشعر بشهادته أثناء عمله.
حضر الصلاة علي جثمان الضابط الشهيد اعداد كبيرة من الشرطة والأهل والأقارب والزملاء والمواطنين الذين يعرفونه عن قرب وتم دفنه بعد عصر أمس ببلدته بالسويس ليضاف إلي قائمة شهداء الشرطة الابرار.
من جانبه أكد اللواء محسن مراد مساعد أول وزير الداخلية لأمن العاصمة بأن شهداء الشرطة الذين يتساقطون اثناء اداء عملهم لن يقلل من عزيمة واداء الضباط نهائيا لان لديهم الايمان الكامل برسالتهم واداء واجبهم في مكافحة الجريمة والقبض علي المجرمين والحفاظ علي الوطن.
مشيرا إلي ان الضابط الشهيد كان مشهودا له بالكفاءة في عمله والشجاعة وان الجاني لن يفلت من العقاب وجار تشكيل فرق بحث لتحديد شخصية المتهم القاتل ورصد تحركاته والقبض عليه في أقرب وقت وتقديمه للعدالة لينال العقاب.
كانت النيابة قد بدأت تحقيقاتها في الحادث وانتقل محمد عبدالمنعم وكيل نيابة حوادث شمال الجيزة لمعاينة جثة شهيد الشرطة النقيب محمد علي عبدالعزيز زين وأمر بتشريح الجثة واستخراج المقزوف "طلقة الرصاص" من بطن الضحية والتحفظ عليها والتصريح بالدفن وطلب تحريات المباحث حول الواقعة كما استمع وكيل النيابة ل 5 من افراد الشرطة شهود الواقعة والذين رافقوا الضابط في المأمورية التي استشهد فيها بعد المطاردة التي امتدت من منطقة الزمالك بالقاهرة حتي منطقة "الكيت كات" بالجيزة وتواصل النيابة تحقيقاتها في الحادث.

ليست هناك تعليقات: