الجمعة، 26 أغسطس 2011

زملاء الشهداء يروون اللحظات المرعبة لعملية قصف الحدود المصرية

توجهت أنظار العالم نحو الحدود المصرية عقب القصف الإسرائيلي الغاشم لعدد من الضباط والجنود المصريين المرابطين لحماية الحدود الشرقية من الاختراق‏
وأسفر الحادث عن مصرع ضابط و3 جنود من قوات الأمن المركزي التي عكفت علي تقديم كل غال ونفيس مقابل حماية الهوية المصرية ومواجهة العناصر الارهابية التي أرادت أن تدخل مصر في دوامة ليس لها نهاية سوي المواجهة العسكرية.


الأهرام عاش يوما كاملا داخل معسكر الأمن المركزي بشمال سيناء وتقابلنا مع الضباط والجنود زملاء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء تراب مصر, وتبين خلال زيارة المعسكر ونقاط التمركز الأمنية المنتشرة بجميع طرق شمال سيناء الرئيسية والفرعية وبخلاف النقاط والوحدات الحدودية مدي المعاناة التي يعيشها ضباط وأفراد وجنود الأمن المركزي, فيكفي أن يبقي الجميع طوال فترة خدمته التي تتجاوز8 ساعات متصلة وهو ينتظر خروج عناصر إجرامية تستهدف الوطن, وتريد أن تعمل علي كسر درع قوي يقوم علي فلسفة جديدة هي خدمة المواطن وحماية المجتمع المصري.

اللواء حسام صدقي مساعد وزير الداخلية مدير قطاع الأمن المركزي بشمال سيناء, أكد خلال لقائه مع الأهرام أن الرسالة الأمنية تغيرت ملامحها وفلسفتها عقب ثورة25 يناير ودور قوات الأمن المركزي في محافظة شمال سيناء, هي مواجهة العناصر الإجرامية التي تتخذ من الدروب الجبلية الوعرة أماكن وأوكار لنشاطها الإجرامي, فالمستهدف لدي قوات الأمن المركزي هي مواجهة تجار المخدرات والسلاح والبؤر والجماعات الإرهابية, وسوف تشهد الأيام المقبلة خطة عاجلة لضبط الحدود المصرية بالتنسيق مع القوات المسلحة.

وأوضح اللواء حسام صدقي أن تلك العناصر تستهدف القضاء علي الأمن المركزي لأنه هو المكلف بضبطهم, وفي حالة المواجهة المسلحة فإن قوات الأمن المركزي توجه ضربات قوية لتجار المخدرات والسلاح وحتي الجماعات الإرهابية, وسوف يتم ملاحقة العناصر الإجرامية والقبض عليها جميعا, وأشار الي أنه قبل الجريمة البشعة التي راح ضحيتها أبناء الأمن المركزي تمكن ضباط القطاع من مداهمة أحد الأوكار الخطرة لتخزين الأسلحة والمتفجرات, وتبين أن العناصر الإجرامية كانت قد أعدت كمينا للقوات عن طريق تلغيم المقر الموجود به الأسلحة, ولولا فضل الله تم إعداد خطة محكمة للمداهمة اشترك فيها ضباط المفرقعات, نجحت عملية الاقتحام وعثر علي كميات كبيرة من الزسلحة الحديثة والقنابل الدوية, بالاضافة الي ورشة كاملة لتصنيع الأحزمة الناسفة.

وردا علي سؤال حول ما اذا كانت أحداث الحدود ردا علي تلك المواجهات, سرد اللواء حسام صدقي تفاصيل الساعات الأخيرة ليوم الحادث الموافق الخميس قبل الماضي, وقال عندما كنا نتابع أحداث تفجيرات منطقة ايلات في وسائل الإعلام المرئية, وبعدها بلحظات تلقينا اخطارا من العقيد محمد جمعة قائد العمليات بمعسكر الحدود المصرية الشرقية بوجود اطلاق نار من الجانب الإسرائيلي عند العلامة الدولية رقم79 بطريقة هيستيرية, وأضح أن قوات الأمن المركزي مدربة علي المواجهات مع العناصر البشرية, أما أحداث الحدود فكانت باستخدام طائرتين اقتحمتا المنطقة الحدودية بالتزامن بينهما. وفي ضوء ذلك, روي زملاء النقيب الشهيد أحمد جلال اللحظات المرعبة التي مرت بهم, مؤكدين أن المجندين اللذين استشهدا كانا يناديان عليه قبل وفاتهما حتي يتمكن من الاختباء في احدي الحفر المعدة لذلك, كما أكد شهود العيان من المجندين والضباط أن أحد المجندين توفي في الحال والآخر أصيب اصابة بالغة, وبعد أن هدأت العواصف الترابية التي خلفتها الطائرة الأولي تمكن أصحابه من انتشاله والخروج به ولكنه توفي قبل اسعافه.

وأضاف زملاء الشهداء من داخل معسكر المنطقة الحدودية أنه عقب الغارة الجوية الأولي, استهدفت طائرة أخري بعد موعد الافطار مكان الأحداث, وكانت القوات قد بدأت عمليات التمشيط المحدودة والتمركز من أجل حماية الحدود واستشهد مع هذه الغارة النقيب أحمد جلال والذي وصفه زملاؤه بأنه كان يتمتع بكل الصفات الحسنة.

وأضاف اللواء حسام صدقي أن تعليمات اللواء صلاح الشربيني مساعد وزير الداخلية للأمن المركزي شددت علي دعم الحالة النفسية للقوات وقمنا بالافطار الجماعي والصلاة علي أرواح الشهداء, كما تم منح عدد من الضباط فترات راحة واجازات حتي تعاد لهم الروح القتالية مرة أخري, أشار الي أن أحد الضباط برتبة ملازم أول قام علي سبيل المثال بمواجهة مجموعة من العناصر الاجرامية كانت تطلق الرصاص علي أحد التمركزات داخل مزارع الزيتون لمدة9 ساعات متواصلة, ورغما عن اصابة عدد منهم إلا أن باقي العناصر الاجرامية قاموا بانتشال المصابين منهم ولاذوا بالفرار.

وأكد أن المرحلة المقبلة سوف تشهد تكثيفا للوجود الأمن لقوات الأمن الركزي, خاصة أن الأحداث الراهنة تزيد من حماسة حالتهم النفسية لأنهم عاهدوا الله علي حماية وطنهم مهما كانت التضحيات.

وأشار الي أن جميع الحملات تجري بالتنسيق مع القوات المسلحة وكذلك حماية الحدود والمنافذ.

ليست هناك تعليقات: