الاثنين، 7 فبراير 2011

اسرار الهروب الكبير من سجون أبوزعبل والقناطر والمرج

عبدالنبي الشحات
كل الشواهد تؤكد أن عملية السطو المسلح علي سجون أبوزعبل والقناطر والمرج لم تكن صدفة.. أو عشوائية.. وإنما هناك تخطيط مسبق.. ومخطط لهذا الهجوم الذي شاركت فيه عناصر خارجية.. عقب أحداث الجمعة الدامية والمواجهات التي شهدتها البلاد بين المتظاهرين من الشباب وقوات الأمن.. فوجئ الجميع بحالة غير مسبوقة من الانفلات الأمني الذي لم تشهده مصر علي مدار السنوات الماضية واعتداء وحشي علي المباني والمنشآت وأقسام الشرطة بشكل لافت للنظر.. فوجئ الجميع بعمليات السطو المسلح علي السجون في توقيت واحد.. وبشكل منظم.. يؤكد أن هناك أطرافاً خارجية وتخطيطا وتمويلا كبيرا لهذه العملية.. ويوضح أيضاً أن الشرطة وطاقم الحراسة الموجود بهذه السجون لم يكن له دخل في تهريب هؤلاء المسجونين.. بعد أن اكتشفوا أن القائمين بعملية السطو لديهم كل الامكانات من أسلحة وذخيرة ومعدات تفوق امكاناتهم بكثير.. خاصة أن أغلب قوات الأمن لم تكن قد عادت بعد إلي مواقعها.. فضلاً عن عدم تأمين هذه السجون بشكل كافي!.
في سجن أبوزعبل.. والذي شهد أكثر المواجهات اشتعالاً وأكثرها تخطيطاً أيضاً.. قامت مجموعة من البدو ومعهم سيارات نقل محملة بالأسلحة والرشاشات ومعهم أيضاً بعض العناصر الخارجية وتشير الروايات إلي أن هؤلاء البدو استعانوا عند مواجهة السجن باثنين من اللوادر الكبيرة لتكسير وتحطيم بوابة السجن الخارجية وكذا إحداث فتحة كبيرة في السور الخلفي للسجن لتهريب المسجونين وبدأت عملية الاقتحام بطلقات نارية لم تتوقف حتي تحولت المنطقة كما يقول شهود العيان وبعض الأهالي الذين يقطنون بالقرب من السجن إلي ما يشبه ساحة الحرب بسبب كميات الرصاص الكثيفة التي أطلقها المهاجمون والبدو علي حراسة السجن التي تصدت في البداية لهم لكن بعد نصف ساعة اكتشف طاقم الحراسة أن الجناة لديهم كل الامكانات وبالفعل بدأ اختراق السجن تحت ستار الأسلحة الآلية إلي أن حدث ما يشبه الهرج والمرج ونجح الجناة في دخول السجن إحداث فتحة في السور الخلفي وبدأت عمليات اخراج المساجين من هذه الفتحات وكانت في انتظارهم سيارات نقل لحملهم خارج السجن وكان كل شئ منظما ومرتبا وشهدت هذه المعارك الدامية العديد من القتلي سواء من المساجين أو من الجناة والشرطة التي حاولت التصدي لكنها عندما فشلت استسلمت للوضع القائم بل وفر بعض أفرادها للنجاة بحياتهم من هذه المجزرة البشعة.
المثير في قضية اقتحام سجن أبوزعبل هي تهريب عناصر حماس والتي كانت موجودة داخل السجن في عدة قضايا في ذات اليوم ليفاجئ الشعب المصري كله في نفس يوم الاقتحام لسجن أبوزعبل بأحد المسجونين يظهر علي شاشات الفضائيات وسط أهله وفي داخل منزله يروي تفاصيل عملية الهروب البطولية ويحكي قصة الاقتحام.. ويؤكد نجاح عملية الهروب ويشير إلي أن بعض زملائه الهاربين من عناصر حماس قد سقطوا في قبضة بعض الأكمنة أثناء هروبهم في الطريق من أبوزعبل إلي قلب غزة وهو الأمر الذي يفتح العديد من التساؤلات لعل أهمها وأخطرها علي الاطلاق كيف دخل هؤلاء للبلاد من سيناء واصطحبوا معهم البدو.. ثم هربوا المساجين وفروا بهم خارج البلاد في نفس اليوم وهو أمر غاية في الخطورة.
المخدرات.. والبدو.. وعناصر خارجية
الغريب أن كل الأطراف.. تلاقت مصالحها في عملية السطو المسلح وتهريب المساجين بسجن أبوزعبل.. حيث جاء البدو لتهريب عدد كبير من المحكوم عليهم في قضايا مخدرات من ذويهم وهؤلاء صدرت ضدهم أحكام كثيرة ومعهم العناصر الخارجية التي ربما تكون قد مولت هذه العملية لتهريب عناصرها أيضاً.. وتلاقت إرادة الطرفين مع إرادة تجار المخدرات خاصة تجار منطقة المثلث الذهبي في القليوبية والشرقية وهؤلاء قرروا السطو علي السجن في نفس التوقيت ومعهم الأسلحة والرشاشات والسيارات والمعدات اللازمة وهؤلاء جميعاً قاموا بعملية الهجوم المسلح علي سجن أبوزعبل.
نفس السناريو وإن كان بشكل مختلف فقد حدث في سجن المرج الذي يقع داخل نطاق القليوبية علي الحدود قرب القلج حيث تمت عملية الهجوم من قبل الجناة تحت ساتر من النيران بشكل رهيب وسمع الجميع طلقات الرصاص وأصواتها التي دوت في أرجاء المنطقة وأصابت الجميع بالرعب وبعد تبادل اطلاق النيران نجح الجناة في دخول السجن وتهريب بعض المساجين لكن هذه المرة لم يستخدموا اللودر وفي الخارج كانت هناك أيضا سيارات نقل في انتظارهم وسط هذا الهرج والمرج داخل السجن هرب مجموعة أخري من المساجين لا علاقة لهم بالأحداث ولم يأت أحد لاخراجهم لكنهم وجدوا المناخ الكامل للهروب وهي فرصة من وجهة نظرهم ربما لا تتكرر فقرروا الهروب وسط من تم تهريبهم بمعرفة تجار المخدرات وأرباب السوابق والمسجلين الذين تم الاستعانة بهم في هذه العملية.. الطريف أن سجن المرج يقع بداخله مزرعة علي مساحة نحو 30 فداناً ولم تسلم هي الأخري من السلب والنهب من قبل الجناة الذين سرقوا بعض المواشي والمنتجات من داخل السجن.
أما في سجن القناطر الخيرية فربما لم يكن الهجوم عليه من قبل عناصر خارجية أو حتي بالاشتراك مع العناصر الخارجية وإنما كان الهجوم بحتاً من قبل تجار المخدرات الذين أرادوا تهريب بعض العناصر الاجرامية والمحكوم عليهم بالسجن لسنوات طويلة وشهدت هذه المواجهات الدامية استشهاد اثنين من اللواءات من قادة الحرس داخل السجن وثلاثة من المجندين وبعض الجناة والمساجين.. وحتي الآن لا يوجد أي حصر دقيق للقتلي سواء في سجن أبوزعبل أو في سجن القناطر وان كان شهود العيان قد أشاروا إلي تناثر جثث القتلي في شوارع أبوزعبل المحيطة بالسجن لكن هذا المنظر لم يكن موجوداً في القناطر برغم سخونة المواجهات ويبدو أن هؤلاء استغلوا حالة الفراغ الأمني وسماعهم عن نجاح عملية الهجوم علي سجن أبوزعبل والمرج وكذا سجن وادي النطرون.
حاول مجموعة من البلطجية والخارجين علي القانون تنفيذ نفس السيناريو في سجن بنها العمومي عقب أحداث السجون الأخري وحاصر مجموعة منهم السجن وحاولوا اقتحامه لكن كان ذلك بعد أيام من الأحداث وهو الأمر الذي تصدي له العديد من الأهالي وكذا حراسة السجن واللجان الشعبية التي تم تشكيلها وتكررت المحاولة أكثر من مرة لكنها باءت بالفشل ولم يتم السطو أو تهريب أي من المساجين بسجن بنها العمومي وربما كانت الاشكالية داخل العاصمة بنها.. وهي منطقة مأهولة بالسكان لذلك هب الجميع ومعهم أجهزة الأمن التي كانت متواجدة لنجدة السجن لتفشل محاولة الاقتحام وربما يكون سجن بنها العمومي هو الوحيد الذي لم تحدث به أي عملية تهريب.

ليست هناك تعليقات: