الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

قمة مصرية جنوب أفريقية في القاهرة Egyptian-South African summit in Cairo

قمة مصرية جنوب أفريقية في القاهرة


مبارك وزوما يبحثان التطورات علي الساحة الافريقية والأوضاع في الشرق الأوسط وسبل إحلال السلام



شهدت القاهرة أمس قمة مصرية جنوب افريقية مهمة بين‮ ‬الرئيس حسني مبارك،والرئيس جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا الذي وصل إلي القاهرة في وقت سابق اليوم في زيارة لمصر تستغرق يومين يرافقه خلالها وفد يضم مجموعة كبيرة من الوزراء ورجال الأعمال‮.‬


وتناولت المباحثات بين الرئيسين مبارك وزوما عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ومجموعة من القضايا الأفريقية المتعلقة بحل النزاعات وتحقيق الاستقرار في القارة الأفريقية بما لدي البلدين من مكانة كبيرة علي الساحتين الاقليمية والدولية،‮ ‬وبما تملكانه من دور فاعل علي الساحة الدولية وتاريخ نشط في دعم قضايا القارة الافريقية‮.‬

كما تناولت المباحثات سبل توسيع نطاق التعاون في مختلف المجالات خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية حيث تتمتع مصر وجنوب أفريقيا بأكبر اقتصادات في القارة الأفريقية‮.‬

مراسم الاستقبال

وقد أجريت مراسم الاستقبال‮ ‬الرسمية لرئيس جنوب أفريقيا حيث عزفت الموسيقي العسكرية‮ ‬السلام الوطني للبلدين واستعرض الرئيس زوما حرس الشرف الذي اصطف لتحيته،‮ ‬ثم صافح كبار مستقبليه وفي مقدمتهم د‮. ‬أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء،‮ ‬والمشير حسين طنطاوي وزير الدفاع والانتاج الحربي،‮ ‬ووزراء الثقافة والخارجية والبترول والصناعة والتجارة والاتصالات والسياحة والزراعة والري،‮ ‬والوزير عمر سليمان،‮ ‬والسفير محمد زايد سفير مصر في جنوب افريقيا‮ .. ‬كما صافح الرئيس مبارك أعضاء الوفد المرافق للرئيس زوما‮.. ‬ثم استكمل الرئيسان مباحثاتهما علي مأدبة‮ ‬غداء أقامها الرئيس مبارك تكريما للرئيس زوما والوفد المرافق له والذي يضم وزراء العلاقات الدولية والتعاون والرياضة والترويح والفنون والثقافة والزراعة والغابات والاسماك والاتصالات والطاقة والقائمة بأعمال سفارة جنوب افريقيا بالقاهرة‮ ‬،‮ ‬وحضرها الوفد المصري،‮ ‬كما انضم الي المأدبة د.زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية‮.‬

وصرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بان الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما الي القاهرة تأتي ردا علي الزيارة التي قام بها الرئيس مبارك الي العاصمة بريتوريا في يوليو‮ ‬2008‮ ‬والتي اعطت دفعة قوية للعلاقات الثنائية بين البلدين وان الزيارة الحالية للرئيس زوما تأتي لدعم هذه العلاقات‮.‬

واضاف عواد ان المشاورات بين الزعيمين مبارك وزوما تناولت عددا من القضايا الدولية والاقليمية مع التركيز علي القضايا الافريقية والعلاقات الثنائية‮ .. ‬وانه علي مستوي تطورات الاوضاع علي الساحة الافريقية اولي الرئيس مبارك عناية خاصة للوضع الحالي في السودان وموقف تنفيذ اتفاق السلام الشامل في السودان مع اقتراب موعد الاستفتاء في يناير المقبل‮ .. ‬كما تطرق الزعيمان لتطورات الوضع في دار فور‮ .. ‬ثم انتقل الرئيسان لمناقشة قضايا السلم والامن في افريقيا والوضع في الصومال ومنطقة البحيرات العظمي‮.‬

واكد عواد تطابق وجهات النظر بين الزعيمين فيما يتعلق بالمشكلة الصومالية،‮ ‬حيث اعرب الرئيسان عن اعتقادهما بأن الجهد الدولي الراهن يركز علي بعض أعراض ومظاهر المشكلة الصومالية مثل القرصنة في خليج عدن،‮ ‬وانه يجب علي المجتمع الدولي ان يركز جهوده علي جوهر المشكلة وهو تحقيق المصالحة الصومالية‮ .. ‬كما اعرب الرئيسان عن أملهما في ان يتخذ مجلس الامن قرارا بنشر قوة أممية في الصومال،‮ ‬وهو الامر الذي تعزف عنه بعض الدول الاعضاء في مجلس الامن حتي الآن‮.‬

وقال عواد ان وجهات نظر الرئيسين تطابقت ايضا حول‮ ‬ضرورة‮ ‬السعي من الان لتوفير كل اسباب النجاح،‮ ‬للإستفتاء المقبل حول تقرير المصير في جنوب السودان،‮ ‬بما في ذلك اتفاق شريكي السلام في السودان في الخرطوم وجوبا علي‮ ‬ترتيبات واجراءات هذا الاستفتاء،‮ ‬علي نحو يجنب السودان شمالا وجنوبا آية تداعيات‮ ‬غير مواتية قبل وخلال وفي أعقاب الاستفتاء‮ .‬

عملية السلام

واضاف عواد ان الرئيس مبارك‮ ‬‮ ‬استعرض مع رئيس جنوب افريقيا الوضع الراهن في الشرق الاوسط‮ .. ‬حيث شدد الرئيس زوما علي دعم جنوب افريقيا للقضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الاوسط،‮ ‬والتي تناول الرئيس مبارك بالشرح المأزق الحالي الذي تمر به عملية السلام،‮ ‬والذي أدي الي وقف المفاوضات المباشرة،‮ ‬التي انطلقت في واشنطن في الثاني من سبتمبر الماضي،‮ ‬والتي ما كادت ان تنطلق حتي توقفت‮ .. ‬مشيرا الي ان‮ ‬الرئيس مبارك تطرق لباقي ملفات الشرق الاوسط‮ .‬

واوضح عواد ان الرئيسين تناولا بمزيد من التفصيل سبل تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات،‮ ‬ورحب الرئيسان بتوقيع مذكرات التفاهم الستة بين البلدين،‮ ‬والتي وقعها عدد من الوزراء في الجانبين‮ ‬،‮ ‬حيث أبدي الرئيس مبارك اهتماما خاصا بالمذكرة الخاصة بالتعاون في مجالات البترول والغاز والتعدين‮..‬حيث تتمتع جنوب‮ ‬افريقيا بالعديد من الامكانيات والخبرات في مجال التعدين‮ .. ‬وان الرئيس مبارك ابدي تطلعه الي الاستفادة من خبرات جنوب افريقيا في هذا المجال بصفة عامة‮ ‬،‮ ‬ومجال استخراج وتسويق الذهب من منطقة جبل السكري بصفة خاصة‮. ‬

وقال السفير سليمان‮ ‬عواد ان الرئيسين تحدثا عن ضرورة تحقيق‮ ‬التنسيق والتكامل بين التجمعات الاقتصادية الاقليمية في افريقيا‮ - ‬وكان هذا طرح الرئيس مبارك،والتي تتمتع مصر وجنوب افريقيا بعضويتها،‮ ‬مشيرا الي ان مصر عضو في منظمة‮ "‬الكوميسا‮"‬،وجنوب افريقيا عضو في مجموعة‮ "‬السادك‮" .. ‬وان الرئيس مبارك ابدي اهتمامه بأن الاندماج الاقتصادي بين دول افريقيا يجب ان يسبقه تعاون وتنسيق بين التجمعات الاقليمية الرئيسية،‮ ‬وان الرئيس زوما ابدي‮ ‬ترحيبه واتفاقه مع هذا الطرح‮..‬

واضاف السفير عواد ان الصادرات المصرية تتمتع بمزايا تفضيلية عند تصديرها الي دول‮ ‬الكوميسا،‮ ‬واذا ما تم تحقيق هذا التعاون فسوف تتسع السوق التي تتاح لمصر وغيرها من الدول بحيث تتمكن من تسويق صادراتها في دول التجمعات الاخري‮.‬

وردا علي سؤال حول مواصلة جهود عملية السلام بعد إرجاء قمة باريس،‮ ‬قال السفير عواد أن عملية وجهود السلام‮ ‬تتعرض لمأزق حقيقي ادي لتوقف مفاوضات السلام المباشرة بعد أسابيع من انطلاقها في واشنطن‮ ‬2‮ ‬سبتمبر الماضي‮ ‬بسبب سياسات إسرائيل الاستيطانية‮..‬وأضاف عواد ان القمة العربية‮ ‬واجتماعات لجنة المتابعة في سرت قد اعطت مهلة لمدة شهر للإدارة الأمريكية لكي تواصل جهودها للخروج من هذا المأزق الراهن وستجتمع لجنة المتابعة العربية علي المستوي الوزاري في‮ ‬غضون شهر للنظر في الموقف العربي بشأن هذا الأمر‮.‬

‮ ‬وقال أن مصر تدعم الموقف الفلسطيني وقرار‮ ‬الرئيس أبو مازن بشأن المفاوضات وأن مصر تري أن علي نتانياهو‮ ‬وائتلافه الحكومي أن يتحمل مسئولياته ازاء هذا الأمر خاصة ان موقف المجتمع الدولي والأمريكي يرفض منح الشرعية لهذه المستوطنات ويري‮ ‬انها عقبة في طريق السلام وانه في حالة استمرار الاستيطان فإن الفلسطينيين لن يجدوا أرضا يقيمون عليها دولتهم‮ .‬

وردا علي سؤال حول الخيارات المطروحة أمام الفلسطينيين‮ ‬ومن بينها الذهاب لمجلس الأمن لإعلان دولة فلسطينية ؛قال عواد أن هناك بدائل عدة تدرس فلسطينيا‮ ‬الآن بمشاركة عربية من بينها التوجه لمجلس الأمن،وإذا كان هذا هو البديل الآخير فيجب تأمين هذا الخيار في حالة اللجوء‮ ‬إليه من خلال اجراء الاتصالات مع الأطراف المعنية ومع الجانب الأمريكي حتي لاتستخدم واشنطن حق الفيتو ضده.

الموقف في الصومال

وردا علي سؤال ل"الأخبار‮" ‬حول‮ ‬الوضع في الصومال وما يمكن ان تقدمه مصر وجنوب افريقيا بما لهما من مكانة علي الساحتين الافريقية والدولية،قال السفير عواد ان الرئيسان مبارك وزوما اتفقا علي ان المجمع الدولي يعالج القضية الصومالية بطريقة خاطئة،‮ ‬حيث يركز علي اعراض وامراض الصومال كمشكلة القرصنة وليس علي جوهر المشكلة،‮ ‬فيجب علي المجتمع الدولي التركيز علي‮ ‬الوضع في الصومالي‮ ‬المنقسم حاليا بين مجموعة من الأقاليم والدويلات بسبب النزاع علي‮ ‬الميليشيات‮ ‬المسلحة وهذا هو أساس المشكلة،‮ ‬فتركيز المجتمع الدولي علي ظواهر المشكلة الصومالية مثل القرصنة يعني انه لايريد تحمل تبعات مواجهة الحقيقة في الصومال،خاصة أن الأوضاع هناك تقتضي نشر قوة دولية لها أنياب ومخالب لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة خاصة من قبل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وأن ينظر مجلس الأمن بجدية لنشر قوات دولية في الصومال ذات عتاد وقدرة يرقي لمستوي الأوضاع المتدهورة.

استفتاء جنوب السودان

وردا علي سؤال حول موقف مصر‮ ‬من اجراء الاستفتاء في موعده في التاسع من يناير المقبل أو احتمال تأجيله،‮ ‬قال عواد أنه بغض النظر عن الحديث بشأن التواريخ،‮ ‬فإن الحاجة لإجراء الاستفتاء في التاسع من يناير يوازيها الحاجة نحو موقف مسئول يضمن اجراء الاستفتاء في موعده،‮ ‬ويوفر في الوقت ذاته الضمانات التي تحول دون ان يأتي هذا الاستفتاء بأية أحداث عنف قد يمكن ان تهدد سلامة واستقرار أبناء الشعب السوداني في الجنوب والشمال علي حد سواء‮ .. ‬معربا عن ان أمله في ان يتمكن شريكا الحكم من التوصل الي تفاهمات تحل الخلافات التي تسبق الاستفتاء،‮ ‬بما يضمن اجراء استفتاء سلمي‮.‬

وبشأن اتصالات مصر مع شمال وجنوب السودان،قال السفير‮ ‬عواد أن علاقات مصر مع شمال وجنوب السودان لا تنقطع،ونذكر أن الرئيس مبارك هو الزعيم العربي الوحيد الذي زار جوبا،والعلاقات لم تنقطع سواء مع شمال او جنوب السودان،ونأمل ان يتوصل شريكا السلام في السودان إلي تفاهمات‮ ‬لإجراء الاستفتاء علي نحو يجنب الشمال والجنوب عواقب تنذر بخطر العنف واراقة الدماء.

ليست هناك تعليقات: