الأحد، 1 مايو 2011

(.السر وراء أثارة الثورات العربية ) قطر و علاقاتها مع واشنطن وطهران، ومع اسرائيل وعدويها حماس وحزب الله

السر وراء نفوذ قطر المتنامي

هذا المقال منقول من البى بى سى وهو محاولة انجليزية لآبعاد شبهة الفتنة والمؤامرة التى تقوم بها قطر فى الوطن العربى  بل وصل بها الحال فى المشاركة الفعلية فى الحرب على ليبيا *** واترككم مع المقال*** محمد سيد نجا
كيف تمكنت قطر، البلد الصغير الذي لا يتجاوز عدد سكانه مليون وسبعمئة الف نسمة معظمهم من العمال الوافدين، ان تصبح واحدة من اكثر البلاد العربية نفوذا؟
فقطر تلعب دورا رائدا في الحملة العسكرية التي يقودها حلف شمال الاطلسي في ليبيا، كما لعبت في الماضي القريب دورا كبيرا في حل العديد من الازمات التي ابتليت بها المنطقة العربية.
ولا يمكن للمرء ان يفكر بقطر دون ان تتبادر الى ذهنه قناة الجزيرة التلفزيونية ودورها في تشجيع الانتفاضات التي شهدها ويشهدها اكثر من بلد عربي.
كما رشحت قطر في الشهر الماضي عبدالرحمن العطية، احد دبلوماسييها الكبار، لتبوؤ منصب الامين العام لجامعة الدول العربية وهو منصب احتكرته مصر منذ تأسيس الجامعة مع استثناء واحد. واذا قدر للعطية ان يحصل على المنصب ستكون قطر قد حققت نصرا دبلوماسيا كبيرا.
فكيف تحولت قطر من شبه جزيرة جرداء لا تسكنها الا حفنة من صيادي اللؤلؤ الى قوة اقليمية يحسب لها حساب؟
الجواب البسيط على هذا السؤال هو ان امير قطر الطموح الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قرر ان بلاده مؤهلة لملء فراغ لاحظه يتشكل في المنطقة.
يقول ابراهيم ابراهيم، وهو احد كبار مستشاري الامير، "نريد ان نكون من اللاعبين المهمين في المنطقة. فالمشاكل اذا حصلت في هذه المنطقة ستعم شرورها على الجميع وخاصة على بلد صغير كقطر."
ويضيف: "استراتيجيتنا تشمل دعم كل القرارات التي تصدر عن التجمعات الاقليمية كمجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، ولكننا ايضا مستعدون للتصرف بمفردنا اذا رأينا هذه التجمعات تتلكأ في تنفيذ القرارات."
والازمة الراهنة في ليبيا نموذج جيد لما رمى اليه ابراهيم ابراهيم، فعندما ناشدت جامعة الدول العربية الامم المتحدة فرض منطقة حظر طيران لحماية المدنيين الليبيين من بطش نظام القذافي، قررت الدوحة ان الامر بحاجة الى اكثر من شعارات.
وقال ابراهيم بهذا الصدد: "بدا موقف الجامعة العربية ضعيفا، فكنا (كعرب) نقول للآخرين افعلوا كذا دون ان نكون مستعدين لفعل الشيء نفسه."
وبالفعل، تبرعت قطر بعدد من طائراتها الحربية للعملية التي يقودها حلف شمال الاطلسي، كما تقوم بتزويد المعارضين الليبيين بالسلاح.
وبهذا الصدد تتساءل بسمة عبدالغفار، الاستاذة المساعدة في مؤسسة قطر، عما تبرع به الآخرون وتقول: "هذا هو الوقت المناسب لأن تمسك قطر بزمام القيادة. فقطر تؤمن باتخاذ المواقف الاخلاقية، وهي تصوغ قراراتها بنفسها، وبذا جعلت من نفسها شريكا ثمينا للمجتمع الدولي."
ومما لا شك فيه ان لقطر القدرة على الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع حكومات وجهات لا تقيم علاقات فيما بينها.
فعلاقاتها طيبة مع واشنطن وطهران، ومع اسرائيل وعدويها حماس وحزب الله.
وكان للوساطة القطرية الفضل في التوصل الى اتفاق بين القوى السياسية المتناحرة في لبنان قبل ثلاث سنوات، وهي وساطة وضعت حدا لمواجهة خطرة كانت ستنتهي بكارثة.
وفي عام 2009، توسطت قطر بين الحكومة السودانية وواحدة من كبريات حركات التمرد في اقليم دارفور، كما ادت دورا في التوسط في اليمن وفي النزاع الحدودي بين جيبوتي وارتيريا.
ولكن مهما بلغ النفوذ القطري، هل يتمكن نظام وراثي شمولي من طرح نفسه كزعيم لشعوب عربية تطالب بالاصلاح الديمقراطي؟
تقول الاستاذة عبدالغفار: "الامر الذي لا يفطن له كثيرون ان قطر مرت بثورة سلمية تدريجية ايضا، يمكن وصفها بالتطور عوضا عن الثورة."
وبالرغم من ان غالبية المواطنين القطريين - الذين يبلغ عددهم 300 الفا - يتبعون المذهب الوهابي، تسمح قطر لنسائها بقيادة السيارات كما تسمح لاتباع الديانات الاخرى بممارسة شعائرهم بحرية. وقد افتتحت اول كنيسة في قطر دون ضجة دعائية قبل ثلاث سنوات.
قد يكون الشيخ حمد اكثر تحررا من رعيته، فعكس العائلة المالكة في السعودية المجاورة، نجح امير قطر في تأسيس نظام سياسي يتمتع بقدر معقول من الاستقلالية عن سطوة رجال الدين.
ويقول مستشارو الامير إن هدفه هو اثبات ان الاسلام والتقدم لا يتعارضان.
ولكن الا تعدو قطر امارة تتمتع بثراء مؤقت جاءت به احتياطات النفط والغاز الضخمة؟
ليس بالنسبة لسلمان الشيخ، مدير مركز بروكنغز فرع الدوحة، الذي يقول إنه من الخطأ الاستخفاف بقطر.
ويضيف: "لقد رأينا كيف ينتقل النفوذ الاقتصادي والدبلوماسي شرقا. قطر هي جزء من هذا التوجه."
من المقرر ان تستضيف قطر نهائيات بطولة كأس العالم بكرة القدم عام 2022، وهذا لوحده كفيل ان تحتل هذه الامارة الاضواء.

ليست هناك تعليقات: