الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

شهيد الواجب سعد الله حسن أحمد سالم 58 سنة مساعد شرطة

المنصورة ايهاب الجميلي ورانيا اللبان
في جنازة مهيبة شارك فيها آلاف من أبناء قرية كفر ديرب بمركز أجا شيعت أمس من مسجد القرية الكبير جنازة شهيد الواجب سعد الله حسن أحمد سالم 58 سنة مساعد شرطة والذي استشهد أول أمس بعد ان أطلق عليه ملثمون مسلحون الرصاص أثناء حمايته لمرتبات الموظفين بشركة الزيوت والصابون بالمنصورة قبل نقلها للشركة.. رفض شهيد الواجب الشجاع ان ينزل من ميكروباص الشركة وألقي بنفسه علي "شيكارة" النقود مما دفع اللصوص لامطاره بوابل من الرصاص لأخذ شيكارة النقود.
تقدم الجنازة اللواء سامي السيحمي حكمدار الدقهلية والعميد عادل عبدالعزيز مأمور مركز أجا والعميد محمد أبوزيد مأمور مركز المنصورة.
أهالي القرية نصبوا العذاء فور علمهم بالخبر وحتي الآن احتشد الجميع داخل السرادق يبكون ابن قريتهم الشجاع.
الشهيد له 6 أبناء وهم حسنات 32 سنة مدرسة بمعهد أزهري ودعاء 29 سنة دبلوم ومحمد 28 سنة "رقيب شرطة" وحسن 27 سنة دبلوم ونعمت 26 سنة دبلوم وأحمد 9 سنوات بالصف الثاني الابتدائي.
التقت الجمهورية مع نجله محمد رقيب شرطة بفارسكور قال ان زملائه ابلغوه بخبر وفاة والده وانه استأذن من الخدمة وعاد لقريته علي الفور خلال عودته للقرية جال بخاطره وسمع نصائح والده تتردد داخل أذنيه عن الواجب والحلال والحرام وانه كان دائما يطالبه بأداء واجبه العسكري مهما كلفه ذلك من تعب ومشقة وانه دائما ما كان يحكي له عن بعض اللصوص الذين كانوا يساومونه علي مساعدته في الهرب خلال نقلهم للسجون الا انه كان لا يستجيب لهم ويمنعهم.
أضاف ان والده يمتلك منزلا صغيرا وبرغم ذلك قام بعمل وتجهيز بدروم صغير ليعيش فيه لكي يترك الشقة التي يعيش فيها لزواج أخيه "حسن" الذي كان يستعد لحفل زفافه ثالث أيام عيد الأضحي المبارك.. لزواج أخته "دعاء" والتي كان محددا حفل زفافها بعد عشرة أيام.
يقول "حسن" نجل الشهيد ان ابي كان معتادا علي الاستيقاظ قبل صلاة الفجر وأدائها بمسجد القرية وانه كان يعود للمنزل لايقاظنا لنذهب لاعمالنا وانه كان يسير مترجلا من قريتنا الي مدينة أجا التي تبعد عنا ب 4 كيلو مترات وكان يصل عمله في السادسة صباحا رغم ان ميعاده في الثامنة.
أضاف ان والده كان يعشق عمله لدرجة كبيرة وكان يري انه واجب قبل ان يكون عملا ومصدرا للدخل.. وانه كان ينام بعد أداء صلاة العشاء مباشرة.. وان آخر يوم له مع الأسرة دخل لينام بعد أداء الصلاة مباشرة ولم يتحدث مع أحد كما انه لم يوقظنا ليسلم علينا علي غير عادته.
رفعت عبدالهادي طلبة 40 سنة أحد جيران الشهيد أشار الي ان الجميع يعلم ان الشهيد رحمه الله كان طوال حياته يقتطع من مصروفه الشخصي لمساعدة الجيران والأقارب الفقراء في تربية ابنائهم الايتام رغم انه ليس له مصدرا للدخل سوي مرتبه.. وانه كان يحاول جاهدا توفير احتياجات أسرته وأولاده.
ناشد رفعت اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية التدخل لمساندة هذه الأسرة بعد وفاة عائلها ومصدر رزقها الوحيد.. مشيرا ان الشهيد أخبره انه أخذ قرضا بقيمة 15 ألف جنيه ليتمكن من توفير نفقات زواج أولاده.

ليست هناك تعليقات: