الخميس، 22 سبتمبر 2011

زملاء الشهيد: حازم كان يتحسس مكان سلاحه الميري.. كلما "أفاق" من الغيبوبة

محمد جمال
بدأت نيابة حوادث شرق القاهرة بإشراف المستشار مصطفي خاطر المحامي العام الأول لنيابات شرق العاصمة تحقيقاتها في واقعة استشهاد ضابط الشرطة حازم محمود عزب بقطاع الطرق والمنافذ الذي لقي مصرعه برصاصة غادرة من المتهم عبدالكريم عطية عمر "35 سنة" حاصل علي دبلوم صناعي أثناء قيام الضابط بإيقافه بأحد الأكمنة بالطريق الدائري بعد الاشتباه فيه لوجود أسلحة نارية داخل سيارته الملاكي.
قامت النيابة بانتداب خبراء المعمل الجنائي وتم عمل معاينة في الحادية عشرة مساء أمس الأول علي السيارة المستخدمة في الحادث والأسلحة المضبوطة ومطابقتها بما أسفرت عنه تحريات البحث.
رصدت "الجمهورية" عملية القبض علي المتهم منذ بداية التحري والفحص وانتقلت إلي قطاع مباحث شرق القاهرة بألماظة والتقت بالمتهم كما رصدت المعاينة التي قام بها المعمل الجنائي حيث تبين من المعاينة أن السيارة المستخدمة في الحادث ملاكي تحمل لوحة معدنية عليها علامة نحاسية ترمز للنيابة العامة ورقمها ب ص ه 852 مصر ماركة "كيا سيراتو" سوداء اللون وأن زجاجها "فاميه أسود" وكشفت المعاينة أن هناك آثار طلقات نارية بالزجاج الخلفي والأمامي للسيارة ناتج عن عيار ناري من الخلف إلي الأمام كما أن هناك عيارًا ناريًا بالباب الأمامي من الجهة اليسري من الداخل إلي الخارج.. أكدت المعاينة أنه ناتج عن إطلاق رصاصة من طبنجة المتهم أثناء تواجده بالسيارة.
تبين أيضاً أن الأسلحة المضبوطة بحوزة المتهم هي عبارة عن بندقية آلية من عيار 39*762 "رشاش" وبندقية أخري مزودة بعدسة "ميكرسكوب" لإصابة الأهداف عن بعد وطبنجة حلوان عيار 9 ملي وخزنتين خاصين بالرشاش و250 طلقة متنوعة كذخيرة للأسلحة المضبوطة.. كشفت المعاينة أن الرصاصة التي أودت بحياة الضابط هي من ذات عيار الطبنجة.
التقت "الجمهورية" بالمتهم بعد القبض عليه حيث قرر أنه من جذور صعيدية وينتمي لعائلة كبيرة بمحافظة أسيوط وأنه يقطن بمنطقة إمبابة منذ أن تزوج وعاش فيها منذ 8 سنوات وقال إن لديه 4 أبناء صغار. وأضاف أنه اشتري السيارة المستخدمة في الجريمة منذ 10 أيام ولم يسجلها في المرور.. وعن جريمة القتل قال إنه لو عاد به الزمن ما كان ارتكب هذه الجريمة.
أضاف قائلاً: كانت لحظة شيطان وأنا تسرعت ثم نظر إلي الأرض ولم يستطع أن يكمل روايته بعد أن أصيب بحالة اكتئاب وحسرة علي ما فعله.
أشار العميد خالد يحيي إلي أن "عطية" سبق اتهامه في قضية خطف شخص وذلك بعد شكوك أقارب ذلك الشخص له بسبب نزاع علي قطعة أرض بينهما. وأضاف أن التحريات لم تتوصل إلي عما إذا كان هو مرتكب جريمة الاختطاف من عدمه.
قال اللواء حسن السوهاجي نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة ل"الجمهورية" إنه علم من زملاء الضابط الشهيد الذين كانوا يرافقونه في المستشفي بعد إصابته أن الشهيد كان عندما يفيق من الغيبوبة كان يضع يده علي جانبه الأيمن "مكان وضع سلاحه الميري" وكأنه كان يريد أن يمسك طبنجته ليدافع عن نفسه قبل إصابته بالرصاصة الغادرة.. وذكر اللواء السوهاجي أن المتهم كان يرتدي بدلة أنيقة وقت الحادث وعندما استوقفه الضابط في الكمين نزل المتهم من السيارة منتحلاً صفة عضو بالنيابة وذلك لأن السيارة تحمل علي لوحتها المعدنية شعار النيابة العامة. كما أن زجاجها "فاميه أسود" فظن أن الضابط سيفتح له الطريق وعندما نظر الضابط لهيئته شك في أمره فطلب منه أن يفتح شنطة السيارة وبالفعل قام المتهم بفتحها وعندما شاهد الضابط البندقية داخل السيارة فاجأه المتهم برصاصة غادرة في رأسه أسقطته قتيلاً في الحال فحاول رقيب الشرطة أن يصوب علي المتهم وأطلق عليه رصاصة من خلف السيارة اخترقت الزجاج الخلفي منها وخرجت من الأمام إلا أنها لم تصب القاتل فاستقل سيارته وأطلق رصاصة أثناء جلوسه أسفل كرسي القيادة بالدواسة اخترقت الباب الأمامي من الجهة اليسري وأصابت رقيب الشرطة وفر هارباً بالسيارة بعدما أمطر الكمين بالرصاص الآلي.
وقال مصدر أمني إن المتهم اعترف بجريمته أمام اللواء محسن مراد مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة واللواء عصام سعد مدير المباحث الجنائية وتم تحرير محضر له وأحيل إلي النيابة.
وجه مدير الأمن الشكر للمواطنين الذين ساهموا بالإدلاء بشهادتهم ضد المتهم والتي ساعدت في التوصل إليه مؤكداً علي دور الشرطة الفعال في التعاون مع المواطنين للحفاظ علي أمنهم وسلامتهم.

ليست هناك تعليقات: