الخميس، 22 سبتمبر 2011

التفاصيل الكاملة لوقائع القبض علي المتهم بقتل ضابط الشرطة النقيب حازم محمود عزب

متابعة:
أيمن السباعي نسرين صادق
بعد نجاح رجال مباحث القاهرة في ضبطه في أقل من 24 ساعة تكشف "الجمهورية" التفاصيل الكاملة لوقائع القبض علي المتهم بقتل ضابط الشرطة النقيب حازم محمود عزب الضابط بإدارة الطرق والمنافذ وإصابة الرقيب حسين علي إبراهيم والذي كان برفقته أعلي الطريق الدائري لتفقد الحالة الأمنية بمنطقة السلام بعد قيامهما بضبط أسلحة آلية داخل سيارته التي فر بها هارباً بعد ارتكاب جريمته.
تم التوصل للمتهم عندما تلقي رجال مباحث القاهرة اتصالات هاتفية من عدد كبير من المواطنين الذين تصادف مرورهم بموقع الحادث أعلي الطريق الدائري وقت وقوع الجريمة أدلوا خلالها بأوصاف السيارة التي كان يستقلها المتهم أثناء فراره بها بعد ارتكاب جريمته وتبين أنها سيارة سوداء اللون ماركة "كيا سيراتو" تحمل لوحات معدنية برقم ب ص ه 852 وأكدوا أنه عقب وقوع الحادث قام فرد شرطة مسلح بإطلاق النيران عليها لإيقاف قائدها مما تسبب في تهشم الزجاج الأمامي والخلفي للسيارة إلي جانب تهشم بالجانب الأيسر الخلفي للسيارة بعد وقوع حادث تصادم بينها وبين سيارة أخري كانت تحاول مطاردتها لإجبارها علي التوقف واللحاق بالمتهم إلا أنها فشلت واختفي المتهم في الزحام كما أدي بعض المواطنين بملامح وأوصاف مميزة للمتهم تفيد أنه أسمر البشرة وبه صلعة بالرأس.
أمام تلك الخيوط الهامة التي قدمها المواطنون الشرفاء الذين لبوا نداء وزارة الداخلية بمساعدتها في ضبط المتهم بصفة خاصة في هذه القضية وهو الأمر المتبع بشكل عام.. أمر اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة بتشكيل فريق بحث قاده اللواء حسن السوهاجي نائب مدير الإدارة شارك فيه اللواء عصام سعد مدير المباحث اللجنائية لسرعة الوقوف علي هذه البيانات وضبط القاتل في أسرع وقت ممكن قبل تمكنه من الهرب بجريمته خارج القاهرة الكبري تنفيذاً لتعليمات منصور العيسوي وزير الداخلية الذي كان يتابع خطة البحث لحظة بلحظة للقصاص من القاتل حتي لا يضيع دم الشهيد هدراً.
توصل فريق البحث قبل مرور 24 ساعة علي الحادث إلي شخصية القاتل من خلال الكشف علي بيانات السيارة حيث تبين إنها مسجلة باسم شخص يدعي "عمرو" وباستدعائه قرر قيامه ببيعها منذ أيام لشخص تنطبق عليه أوصاف المتهم وأرشد عن محل إقامته بمدينة السادس من أكتوبر ليتبين أن المتهم هو المدعو عبدالحميد عطية عمر عطية "35 سنة" دبلوم فني صناعي ويعمل في تجارة الكرتون.
بتقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة تضمن ضبط وإحضار المتهم وتفتيش مسكنه توجهت قوة من رجال مباحث القاهرة بقيادة اللواء حسن السوهاجي نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قامت بمداهمة مسكن المتهم في العمارة رقم "14و" بالطابق الرابع بمساكن الشباب في مدينة السادس من أكتوبر والتي استأجرها المتهم حديثاً وتمكنت من إلقاء القبض عليه وعثر بحوزته علي الطبنجة التي استخدمها في قتل الضابط الشهيد وإصابة الرقيب وتبين أنه يقيم في هذه الشقة بصحبة شقيقه الذي لم يكن متواجداً وقت إلقاء القبض عليه وكشفت التحريات عدم وجود علاقة له بالحادث.
أرشد المتهم في الاعترافات التي تابعها اللواء محسن مراد مساعد أول وزير الداخلية لمنطقة القاهرة عن مكان إخفاء الأسلحة الآلية التي كانت بحوزته في السيارة وقت وقوع الحادث وتبين أنه يحتفظ بها لدي خاله "بائع" بمسكنه في منشية البكاري ببولاق الدكرور وهي عبارة عن بندقية آلية وأخري مثبت عليها تلسكوب كالتي تستخدم في أعمال القنص وكمية كبيرة من الذخيرة بلغت 175 طلقة تم التحفظ عليها.
كشفت تحريات رجال المباحث أن المتهم من قرية الزرايب بمركز أبوتيج بأسيوط وقد حضر للعمل بالقاهرة منذ عدة سنوات وأقام بشقة استأجرها بشارع الإمام الغزالي بمنطقة المنيرة الغربية بإمبابة قبل انتقاله مؤخراً للشقة التي ألقي القبض عليه داخلها بمدينة السادس من أكتوبر.
تبين أن السلاح اشتراه المتهم من أحد الأعراب بمحافظة مرسي مطروح لاستخدامه علي حد قوله في الدفاع عن النفس لوجود خلافات بينه وبين آخرين علي قطعة أرض بمركز الصف نافياً قيامه بالاتجار فيه ويواصل فريق من المباحث التحري عن صحة تلك الأقوال وبسؤاله عن سبب تواجده بمنطقة الحادث أعلي الطريق الدائري بالقرب من منزل مدينة السلام أشار المتهم أنه كان في انتظار حضور أحد الأشخاص إليه وفوجئ بالشهيد والقوة المرافقة له تحاصره وسؤاله عن سبب تواجده وعندما طلب منه فتح حقيبة السيارة أصابته حالة من القلق والرعب لم يتمالك علي أثرها السيطرة علي أعصابه وأطلق عليهم النيران من طبنجة فور رؤيتهم للأسلحة وهرب.
من ناحية أخري كشفت "الجمهورية" عن مفارقات في حياة الضابط الشهيد حيث تبين أنه نقل للقاهرة في الحركة الأخيرة للشرطة منذ شهرين بعد انتهاء خدمته في الصعيد والتي كان يقضيها بالإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات المائية وأن قرار نقله للعمل بإدارة الطرق والمنافذ بالقاهرة أسعده كثيراً ليكون مستقراً بجوار أسرته خاصة والدته التي تعيش في حالة حزن بعد وفاة والده لواء الشرطة السابق وكان يريد أن يعوضها عن فراقه بالإضافة لرغبته في إتمام زواجه من خطيبته ريم بدر التي كان يعشقها ويريد الاستقرار معها في منزل الزوجية وقد ساعد قرار نقله علي تحديد موعد زفافه في عيد الأضحي القادم إلا أن المتهم اغتال أحلامهما وعصف بها بلا رحمة تاركاً لأسرته الحزن حتي النهاية.

ليست هناك تعليقات: