الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

رحلتي للقناطر.. حشيش وأفيون وبانجو بلدة الخرس و أبوالغيط وشرارة والخرقانية و منطقة الحادثة

مشاكسات


علي عبدالغني

Aly15161@yahoo.com

رحلتي للقناطر.. حشيش وأفيون وبانجو

المهندس وليد عزت خبير الحاسب الآلي.. يدري تماماً عشقي لتناول الرنجة والفسيخ والسردين.. ويعلم أن زوجتي وأولادي وضعوا تلك الأصناف في قائمة الممنوعات بعد أن "جابوا لي" الضغط.. وتحايلاً علي ذلك يدعوني كل فترة وخاصة بعد صيام رمضان لتناول هذه الأصناف المحببة جداً لي بمنزله بالقناطر الخيرية.

وإمعاناً في الكرم جا لي للجمهورية لننطلق بسيارته السوداء "صاجاً وزجاجاً" للقناطر.. وبعد نزولنا من الطريق الدائري في أول طريق القناطر رأيت مالا عين رأت ولا إذن سمعت.. رأيت أسواقاً علنية ومنظمة لتجارة المخدرات.. وعلمت أن هناك مناطق متخصصة في ذلك مثل بلدة الخرس المشهورة باسم الكافتيريا.. والتي تتراص علي جوانب شوارعها وحواريها وأزقتها معارض بيع المخدرات.. وكذلك مناطق أبوالغيط وشرارة والخرقانية.. وفي منطقة الحادثة لاحظت وجود سيارة بيجو 504 سوداء اللون بدون لوح.. أمام محل فكهاني الميدان وبجوارها يجلس التاجر لتوزيع كل أنواع المخدرات الموضوعة داخل السيارة.. وفي نهاية الرحلة بالقناطر علمت أن هناك مافيا أخري تديرها بائعة فاكهة يطلق عليها "مرات كبار".. وكباراً "يبقي" زوجها المحكوم عليه في قضايا تجارة مخدرات.

في الجزيرة الموجودة بين الطريقين شاهدت أشخاصاً وقوفاً عليها يبدو عليهم آثار العنف والبلطجة مدججين بالأسلحة البيضاء.. وفي أيديهم شنط "هاندباك" بها عينات المخدرات.. أدركت من أول وهلة أنهم يعيثون في الأرض فساداً.. وأنهم استبدلوا الذي هو أدني بالذي هو خير.. استبدلوا متاع الدنيا وزخرفها والمال الحرام بنعيم الآخرة.. خلت من وجوههم البشاشة.. ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون.

الطريق أشبه بالجراج نظراً لزحام السيارات.. اقترب منا أحدهم بشكل مريب عارضاً بضاعته من حشيش وبودرة وبانجو وأفيون وحقن ماكس.. معلناً أن لديه قائمة متنوعة.. وغير قابلة للمنافسة في العسر والنوعية.. متفردة لدرجة اننا لن نتعامل بعد ذلك مع غيره.. خلفه وفي الجهة المقابلة للطريق وضع ترابيزة في حراسة مجموعة من البلطجية ارتسمت علي وجوههم قسوة قلوبهم.. معلنين أنها كالحجارة أو أشد قسوة.. يعملون علي مرأي ومسمع من الجميع.. متناسين أن الله ليس بغافل عما يعملون.

أدركت أن تجارة المخدرات والممنوعات أصبحت آمنة في هذه المناطق وأمثالها التي يسيطر عليها البلطجية.. وتفتقد للسيطرة الأمنية وتفتقر للحملات الشرطية.. فتحولت إلي غابة.. القوي فيها هو صاحب القرار والكلمة العليا.. والضعيف هو المغلوب علي أمره.. وتكون عقوبة كل من تسول له نفسه وتحدثه نيته بضرورة التصدي لهم الجلد والرجم.. مطواة في وجهه.. ضربة شومة علي رأسه.. التحرش والتعدي علي أسرته.



ليست هناك تعليقات: